مشكلة تلو أخرى

30 8 19
                                    

في ذاك المكان حيث لم يتبقى شبر من الأرض إلا وتلون بذاك اللون الأحمر ، وتلك النار قد بدأت تشتعل وتوهج لهيبها يزداد في كل ثانيه.

وسط كل ذاك الدمار ، كان هناك شخص لا يزال على قيد الحياة ، يحاول أن ينقذ أكبر قدر من المتواجدين ، ويال فرحته عند سماعه لدقات قلب أحدهم معلنة أنه لا يزال يكافح للبقاء على قيد الحياة.

نزلت إحدى حبيساته من الدموع عند سماع دقات ذاك القلب ، وزاد فرحه لرؤية من كان بقربه وهو شبه واعٍ.

" أي..أين انا" قالها من كان شبه واعٍ في تلك اللحظة.

مسح الآخر دموعه بسرعة وقال بصوت مخنوق من شدة الفرح " لا.. لا عليك" استجمع ما تبقى له من قوى و وقف على قدميه "ك.ك.كل شيء سيكون على ميرام ، لذا... سأخرجكما من هنا أولاً "

آمال الآخر رأسه لتقع عيناه على شخص مرمي بالقرب منه فامتلأت عيناه بالدموع لرؤيته هكذا .

حاول التحدث وهو لا يزال يحدق " و.. ماذا.. عنها؟......هل... "

قاطعه الآخر وعلى وجهه ابتسامة حزينه " لا تقلق... هي لا تزال على قيد الحياة وهذا ما يهم الآن"

اعاد نظره للواقف أمامه وقال " والباقون؟"

ابتسم الآخر ليخفي حزناً عميقاً خلف تلك الابتسامة " لا تقلق لقد... نقلت الجميع "

رفع يديه للأعلى قليلاً فارتفع معهما من كان ملقاً على الأرض ، ليطفوا في الهواء كما لو أنهما يستلقيان على سرير ما.

ابتعدوا عن المكان قدر المستطاع ، ما إن ابتعدوا حتى انفجر المكان من خلفهم .

ورغم بعدهم إلا أن قوة الانفجار ولدت رياح هائلة كادت تعصف بهم لولا أن..... .

صوت ما " استيقظ"

.............

"هيا استيقظ"

..............

" حسناً أنت من طلب هذا"

وإذا بأحدهم يسكب الماء البارد عليه ليستيقظ وهو مرعوب .

" هذا جزاءك عندما لا تستيقظ عندما أناديك" قالتها (كارا) وهي لا تزال تمسك كوب الماء بيدها.

تفاجأت عند رؤية أخيها وقد تجمعت الدموع حول عينيه ، وقد كان حزيناً للغاية.

" (ايتونا)! ، ماذا بك؟" قالتها وهي في حالة صدمة.

حاولت جعله يتكلم ، لكنها تذكرت أنه عاجز عن الكلام بعدما صار بالأمس .

نزلت تلك الدموع من زرقاوتيه ، اسرعت (كارا) وضمته نحوها وصارت تربت عليه وتقول بهدوء وحنان " لا بأس يا أخي ، أعلم أنك تفتقدهم جميعاً ، وبالأخص... هي أليس كذلك؟".

ضمها بشدة هو الآخر بينما نزلت دموعه كالمطر ، لتنطق بحزن ويأس " أنا أيضاً اشتقت لهم لكن ما باليد حيلة ، الأمر ليس بين أيدينا ، فقد... فقد..."

الجانب الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن