نتركه أم نختمه؟

9 4 0
                                    

نهضت تلك الشمس الكسولة من نومها لتوقف النجوم الصغيرة عن لعبها في الظلام بما أن القمر لا يزال غير مكتمل بعد ولا يستطيع التحكم بهؤلاء الأطفال الصغار ، لذا نهضت واشعلت الأضواء على صفحة السماء لتقول لتلك النجوم أنه قد حان وقت النوم الآن ، لتعبس النجوم قليلاً قبل أن تذهب الواحدة تلو الأخرى للنوم ، وقد تنهد القمر براحة وهو يذهب لينام بعد أن سلم الوردية للشمس التي غطت السماء بنورها ويبدأ الضوء يشق طريقه وسط الظلام الدامس.

هناك من لم يزر النوم اجفانهم الليلة الماضية ، فقد تعرضوا لجبل صدمات تكفي لجعلهم مستيقظين سنة قادمة ، لذا فالكل صامتون الآن وجالسون يطالعون الفراغ ، كل سرح في خياله وأفكاره.

(أكسانكس) والجدد جالسون في مهجع الأطفال لمراقبة أحدث عضوين هنا وهما ينامان بعمق شديد ، الجميع أعصابهم مشدودة على الآخر ، فقد طلب (هوشي) اجتماعاً لكافة رؤساء  الأقسام والتخصصات والفئات منذ ما يقارب الساعتين ولا أحد قد خرج من غرفة الاجتماعات بعد ، وبما أن غرفة الاجتماعات عازلة للصوت فلا أحد يعلم ما يجري هناك.

(أكسانكس) جالس قرب أحد الطفلين وهو يحدق به بنظرات منكسرة ، فهو يمكنه الشعور بما ستؤول إليه الأمور إن لم يصل المجتموعون هناك الى اتفاق ، فسبب هذا الاجتماع الطارئ يكون هذا الطفل الذي ينام بقربه بكل براءة.

في الساحة الخلفية حيث يتواجد فنانوا السيف من طلبة المعسكر الآن وهم يشعرون بالتوتر لذا قرروا التدرب كما حال بقية الأقسام ريثما ينهتي الاجتماع  ، (ساتومي) أحكم قبضته على مقبض سيفه بشدة حتى تحولت يده للون الأبيض ، هو لا يحب كيف تسير الأمور الآن ، هو يتمنى بشدة أن يأتي السيد (أكما) في أي لحظة لحل هذه المشكلة.

وفي احدى الغرف المخفية (رينو) قد فتح عينيه على غير عادته وهو يحدق في الجدار الذي يفصلهم عن غرفة الاجتماعات بصمت ، بينما (رايان) هو من أغمض أعينه هذه المرة وهو لا يزال على هيأة الهجين ، وعلى غير العادة فهو صامت لا ينبس ببنت شفة.

في الساحة قرب مهجع الأطفال حيث يتواجد بعض الطلبة من مختلف الاقسام ، كان (جيراي) يقوم ببعض الاختام في يده وعلى الأرض ، لا أحد يدري لماذا ، ولا أحد قادر على أن يسأل لماذا.

الجدد قد اصابهم بعض الفضول لمعرفة ما يحدث ، خاصة ارتفاع الجو الخانق من شدة التوتر ، لكن من سيسألون؟ وحتى إن سألوا فهل هناك من سيجيبهم؟ ، نظراتهم الآن اتجهت نحو الشخص الوحيد المتواجد معهم من طلبة المعسكر القدامى ، والذي كما يبدو يعلم ما يجري ، ربما يسألونه؟.

زفر (أكسانكس) بحدة قبل أن يتكلم بصوت منزعج " كفاكم تحديقاً بي هكذا ، ان اردتم أن تسألوا فاسألوا لا أحد سيقتلكم حسناً؟ لذا كفوا عن التصرف كالأطفال الصغار هنا ، يكفيني التعامل مع هؤلاء الصغار لست بحاجة لمجموعة أخرى من الاطفال الكبار "

الجانب الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن