وقفت تلك الظلال مجسدةً لأشخاصها ، ليتبين لأولئك المتصنمين حقيقتهم ، لتبدو علامات الاستنكار والتعجب بادية على وجوههم.
صك (كلوديوس) على أسنانه وهو ينطق بكل حنق وغضب :" أيها الأرنب عديم النفع ، ماذا تقصد بكلماتك هذه؟"
كانت الظلال هي الآساهي وهم يصدون طريق البقية ، برفقة كل من (ماتسودا) و (شارك) ، مما حير الوجود المتبقي.
ارتدى الآساهي الزي الرسمي لمعسكر التدريب ، الذي يتكون من الكيمينو البسيط أسود من نصفه السفلي مع اختلاف اللون العلوي -السبب سيظهر لاحقاً- ، بالإضافة لقناع الثعلب الذي يتشابه في الشكل ويختلف في الألوان والنقوش.
توسط (ايتونا) تلك المجموعة ، واضعاً القناع على جانب رأسه ، حتى تنجلي تعابيره الباردة للآخرين.
لم يجب (ايتونا) على سؤال (كلوديوس) ، ولا يبدو أنه ينوي ذلك أساساً.
رد عليه (ماتسودا) من الجانب بصوت واضح وغير مبالي :" أليس واضحاً ما يقصد؟!" رمقه بنظرة الدونية تلك وهو يطالعه ببرود :" هل ظننتم انكم ستذهبون للمعسكر هكذا بلا أي مجهود يذكر؟" احتدت نظرته وهو ينظر إليهم باشمئزاز :" تحلمون يا حمقى!!!"
"حمقى!!!"
"حمقى!!!!"
دوى صدى تلك الكلمة ، مرة ، مرتين ، ثلاث ، اكثر من عشر مرات ، في رأس قادة الشرطة العسكرية ، فلا أحد قد تجرّأ قبله ونعتهم بها منذ أن صاروا في مناصبهم الحالية.
لتمتلأ عرقوهم دماً يغلي ويزداد غلياناً كل ثانية ، على الرغم من محاولاتهم تهدأت أنفسهم ، وعدم اظهار غضبهم إلا أن ذلك لم يجدي.
تحدث السيد (تسوشي) بهدوء قاتل :" هل نسيت من يكون قائدك يا هذا؟ يبدو أن علي أن أعيد تأهيلك لاحقاً"
قلب (ماتسودا) عينيه ، بينما ثبت (سوبارو) رصاصيتيه على قائده بكل برود قائلاً وذقنه مرفوع للأعلى :" منطقتنا ، وقوانيننا ، كما أُحب أن أُعْلِمَكَ بشيء سيدي....." أكمل مع نظرة استحقار بادية للعيان :" هنا لا سلطة لك علينا ، فلا تحاول استعمال نفوذك وسلطتك يا.... سيد" شدد (سوبارو) على كلمة 'سيد' ليعلم (تسوشي) و(هاتوري) أنه لا يوجد معنًى لمناصبهم هنا.
وضع (هوشي) كفه على كتف ابنه الصغير ، الذي كان مستعداً للهجوم متى أُمِرَ بذلك. ليُخفِضَ الأخير سلاحه ويتراجع خلف والده ، معطياً إياه المجال.
" لا داعي لكل هذا الغضب ، فهذه هي الحقيقة أيها السادة" تحدث (هوشي) بصوته الجهور ، الذي صار أعلى من المعتاد بقليل وهو يُردِف في الحديث :" أنتم الآن في حدود المعسكر ، لذا ..... عليكم إثبات أهليتكم للانضمام إليه قبل أن تفكروا بأن تخطو على أرضه".
" وكيف نثبت أنفسنا لس-يا-دت-كم؟؟" قالها (كلوديوس) المنزعج ، والذي يكاد من يراه يجزم على أنه سينفجر غضباً.
أنت تقرأ
الجانب الأسود
Gizem / Gerilim(آساهي إيتونا) فتى هادئ ولطيف ، بعد الحادث الأخير له يحاول أن يعود لحياته طبيعية ، إلا أن القدر له رأي آخر ، وبدلاً عن السير وراء الانتقام وحده ، صار لديه فريق من الاصدقاء تحت امرته. " بدأنا رحلة جديدة مع أشخاص جدد ، لكن يبقى العدو هو نفسه عدونا الس...