الاختيار والحقيقة الصادمة

23 6 52
                                    

وسط ذاك الظلام ، وفي احد مفترقات الطرق المهجورة ، غطى الجو طبقة بيضاء من رقيق سحاب الجبال ، وذاك البدر قد غطى نفسه بحجاب من الغمام ، ينكشف بين فينة وأخرى.

وسط احد طرق المفترق ، ظهر ظل وسط الضباب ، يسير نحو منتصف المفترق بخطى ثابتة ، لا يسمع إلا صداها.

بشعره الأسود ذي الخصل الحمراء على جانبه ، وبعينيه الداميتين ، كان يفكر في نفسه :" لا أصدق كيف انتهى بي المطاف هنا ، لم افكر أن ينتهي بي الأمر واقفاً بكل ثقة بجانب من كانوا طوال تلك السنين ألد أعدائي لكي احقق ما أصبوا إليه " توقف عن السير ، ونظر نحو السماء " حركة واحدة ، كانت السبب لوجودي هنا الآن"

FLASH BACK:

كان ذاك الفتى يسير بين الممرات بملل للمرة الأخيرة ، لكنه توقف فور رأيته لقتال يدور أمامه ، بين فتى في مثل عمره ، وبين رجل ثلاثيني العمر.

كان التعب واضحاً على كل منهما، دارت في رأسه خطة سريعة ، ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجهه ، لكنه سرعان ما عاد لبروده وملله.

اتجه ووقف بالقرب من الرجل ولم ينطق بأي كلمة ، لكن ذاك الرجل ابتسم بثقة وغرور وقد قال :" أخيراً تابعي المخلص قرر الوقوف مع سيده" لم يلقِ الآخر عليه ادنى اهتمام ، بل وقف يستعد للقتال.

اتجه الفتى الآخر ليضرب الرجل وينهي القتال ، سدد ركلة قوية ، والغريب أن خصمه لم يتعب نفسه بايقافها ، فهو يعلم أن الآخر سيصدها بدلاً عنه.

لكنه تفاجأ بأنه قد ترك الركلة تصله ، وليس هذا وحسب ، فقد ركله على ظهر بقوة هشمت أضلاعه ، ليسقط على الأرض وهو ما بين الحياة والموت.

تبادل كل من الفتيان النظرات ، لكن الآخر سقط أرضاً وقد أنهك من كثر الضربات ، ليحمله الأول وسط أنظار من كان مع ذاك الفتى.

تحدث بكل هدوء:" لا تفهموني خطأً ، أنا لم أسعادكم ، بل أردت الانتقام منه ليس إلا " تجاوزهم وأكمل " إن أردتم الهروب فالحقوا بي"

تبعوه مجبرين ليستطيعوا الهروب.

علا صوت ذاك الرجل في المكان :"(كلوديوس) أيها الخائن ، كيف تجرؤ وتساعد الرهائن على الهروب؟"

لم يلتفت إليه البتة ، لكنه أجابه بكل برود :" ألم يصلك الخبر بعد؟ ذاك العجوز قد طردني ، لذا من اليوم صرت حراً فيما أفعل ، ومن اليوم لن تراني في صفوف هذه الحثالة ما حييت".

FLASH BACK END

تنهد بهدوء وقد أعاد نظره للطريق " مذ تلك اللحظة ، تغيرت حياتي نحو الأفضل ، وأسعد شيء كان..." ظهرت اللحظات القلائل التي مر بها مع من صاروا أصدقاءه ، وبالأخص ذا الشعر الليلي .

بعدها ظهر ذاك المنزل ، الذي صار بمثابة منزله الجديد ، والذين صاروا عائلته .

وآخر صورة جمعت فتاتين ، يتشابهان في كل شيء ، حتى التصرفات ليكمل حديثه مع ابتسامة صغيرة:" كان لقائي بهم" ليكمل سيره بهدوء تام.
.
.
.
.

الجانب الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن