الهروب

36 6 17
                                    

ظلام
.
.
.
.
ضوء
.
.
.
.
ظلام
.
.
.
.
ضوء
.
.
.
.
فتحت زرقاوتيها بهدوء اثر ذاك الضوء المتسلل نحوها ، اعطت نظرة متفحصة للمكان ، وكادت تصرخ عند معرفتها أين هي ، لولا أن احداً ما من خلفها قام بتغطية فمها بسرعة .

بدأت تقاوم ذاك المجهول ، حتى اقترب من اذنها ليهمس لها :" اهدأي... هذا أنا" توقفت عن المقاومة فور تمييزها صاحب الصوت ، لتهدأ وتلتفت له بسرعة ، لتقول له :" أين البقية؟"

اسند ظهره للخلف ليرد عليها بهدوء :" انظري حولك"

نظرت حولها بتمعن هذه المرة ، حتى تلمح اربعة آخرين متواجدين معهما ، اثنان منهما فاقدان للوعي ، والآخرين كان يبدو عليهما انهما استفاقا لتوهما أيضاً .

ما لبثوا طويلاً حتى استيقظ الآخران ، ومثلما حدث معها ، اغلقوا افواههما قبل النطق بأي كلمة.

سأل ذو الشعر الأحمر الناري بهمس :" حسناً ، ولكن...كيف انتهى بنا الأمر هنا؟"

ليرد عليه ذو الشعر الذهبي :" اتتذكر حصة التاريخ وذاك الاستاذ البديل؟" ...أماء برأسه ك"نعم"... "حسناً...هو ليس استاذاً ، بل هو فرد من عصابة ما "

صعق الاثنان من الخبر ، بينما أكمل حديثه " هدف هؤلاء العصابة بعض طلاب ، لديهم أهمية ما ، لا ندري ماهي ، ولكن يبدو أننا هم المقصودون ولكن..."

سأله ذو الشعر الابيض :"ولكن ماذا؟" ، لكنه لم يلق رداً من ذي الشعر الذهبي ، بل أجابه من كان جالساً بمسافة قليلة :"أحدنا ليس على القائمة "

حولا نظرهما اليه بعد سماع كلماته ، وليرد عن حيرتهما اردف في كلامه :" من ليس في القائمة يريده الخاطف ليصير أحد أتباعه"

تبادل كلاهما النظرات ، ليسأل أحدهما :"وأين نحن الآن ؟"

أجابته ذات العيون العسلية :"نحن داخل شاحنة متجهة إلى حيث يجب أن نذهب..."

ليقولوا بهمس فيما بينهم "إلى مقر العصابة"

حدث الاربعة من معهم حول الخطة وكيف ستسير الأمور ، حيث ادركا أن خطتهم فيها الكثير من المخاطرة وقد يلاقوا حتفهم عند أصغر خطاء.

عادوا كما كانوا متظاهرين بفقدان الوعي ، ومنهم من نام حتى لا يكشف أمره ، لتتوقف الشاحنة فجأة ، ليحسوا أنهم قد وصلوا وجهتهم.

قبل عشر دقائق ، داخل مقر العصابة :

كان يجري نقاش بين احد أفرادها و اثنين من اتباعه ، ويبدو أن هذا الحوار لن ينتهي على خير.

جلس وسط النقاش تاركاً تابعيه يتناقشان لوحدهما ، أو بالأصح احدهما يتناقش والاخر لا يدخل أي شيء من الحديث إلى مسمعه وهو يأكل السوشي.

" هذه آخر مرة يا متعجرف تتطاول فيها على سيدي " قالها المنفعل وهو في قمة غضبه بينما الآخر قد سئم من رؤية وجهه.

الجانب الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن