[05]

3.6K 194 41
                                    

اما عن تشان فـ لم يُعير الأمر اهتماماً كان فقط يأكل بهدوء ..

وجونغإن يفكر في صديقه بينما يلعب في طعام صحنه..

كان صمتاً قاتلاً يَعُم الغرفة إلى أن كسر حاجزه هيونجين بسؤال :

-"هل يمكنني أن اسأل من يكون؟"

-"انه صديق طفولتي"

بابتسامه لطيفة ودافئة رد عليه جونغإن، ليكتفي هيونجين بالايماء له فقط..

ثم انه دور تشان في توجيه سؤاله لهيونجين :

-"هيون.. ، هل التقيتما مُسبقاً؟"

-"اا.. لا، لا أعتقد ذلك"

-"بالنظر إلى ما فعله ضننت انكما على خلاف كبير .. "

دار الحديث بينهما وجونغإن كان القلق واضح على وجهه لينتبه له تشان :

"اياني، عزيزي.. سيكون بخير لا داعي لقلقك الزائد"

يقول كلماته مُطمئناً صغيره الذي بدا وكأن القلق يأكله ليكتفي جونغإن بالايماء مُتبسماً يخفي خوفه ..


*

الأمواج الصغيرة تلثم البحر، قاذفة زبداً بلون الفضة يعض أقدام المتنزهين العارية..

بينما كانت الشمس تلقي بسهامها الأخيرة طرف هيونجين بعينيه مرات عديدة للاحتماء من التماعات الطيف ولطرد ذكريات الماضي والآمه ..

حدق حد انخطاف البصر في الشريط الوهاج الذي كان يلامس خط الافق، وينير السماء قبل أن تحمله معها الأمواج ..

~ هذا المنظر الذي سحرني في السابق لم يعد يثير فيّ اي انبهار، لم أعد أشعر بإي شيء كما لو ان معين عواطفي قد نضب ..

شيء وحيد بإمكانه انقاذي : الظفر بـ فيلكس ، جسده الرشيق، بشرته الرخامية، عيناه البنيتان، وعبقه الرملي ..

لكني كنت أعلم في قراره نفسي أن ذلك لن يحدث، كنت أعلم اني سأخسر النزال، ولن يعود لي بعد هذه المعركة سوى الرغبة في تدمير اعصابي من فرط "الكريستال ميث" وأي قذارة أخرى قد تقع عليها يدي .. 

عدتُ إلى منزلي، كان عليّ النوم، ولانفض شتى أفكاري وأُطفئ نيران توتري اللا مُبَرر بحثتُ عن ادويتي المهدئة بعصبية..

لكنّي لم أجدها، ثم خمنت بشكل بديهي ان جيسونق قد اخفاها، لا انكر انه صديق جيد ولكنه حشور بحق ..

ركضت نحو المطبخ باحثاً عنها في أكياس القمامة، لكن لا شيء، فـ إندفعت مذعوراً نحو الطابق العلوي ..

فتشت كل الخزانات، اعصابي تكاد تتلف، انتهى بي المطاف أن عثرت على حقيبة سفري ..

في احد جيوبها الصغيرة الجانبية، انحشرت علبة حبوب منومة مستعملة، وبعض الأدوية المزيلة للقلق ..

بلا وعيي تقريبآ، أسقطت جميع الكبسولات، في راحة يدي ..

وبقيت لدقائق انظر إلى مجموعة الأقراص البيضاء والزرقاء ..

التي كنت اتخيلها وكأنها تسخر مني، لم يسبق ان كنت أقرب الهاوية اكثر من ذلك ..

صور مرعبة تتهاوى في رأسي كـ : (جسمي معلق إلى طرف حبل او أنبوب غازي داخل فمي او فوهه مسدس موجهه نحو صدغي) عاجلاً ام اجلاً لا شك أن خاتمتي ستكون هكذا ..

نفس هذه الأفكار المقززة تتزاحم في تفكيري كل ما جلست لوحدي، وللهروب من ذلك ابتلع قبضة كبسولات ..

ثم ازحف إلى غرفتي و اتهاوى على سريري، تكومت في فراشي، صريعاً لافكاري المستفحلة..

ثم اتذكر....

اتذكر :
فرقعة، صراخ امرأة وطفل، طلب النجدة ! و صوت..
صوت زجاج متهشم مما سبب ارتجافاً لي..

كانت الغرفة غارقة في الظلام، باردة، صوت الرياح، والمطر ينقر النوافذ..

كانت هناك جلبة في الطابق الأرضي وكنت اسمع بوضوح الابواب وهي تصفق الجدار..

استقمت بمشقة، بفم جاف، كنت محموماً مبلولاً اتصبب عرقاً..

كنت اشبه بميت منتشي، اتنفس بصعوبة، مقبوض الرئتين، كنت أشعر بالدوار ورأسي يؤلمني..

كان قلبي يخفق بقوة في صدري كما لو اني ركضت لأميال عدة للتو ..

على الرغم من أن الحبوب المنومة لم تقتلني، لكنها طوحت بي في غياهب لم أستطع التخلص منها..

وبعدها سقطت مغشياً عليّ فوق السلالم..

لم أستطع فعلها..

لقد استندا عليّ لكني لم اسندهما كفاية..



↵ (يتبع)

حُـلـم | Dream حيث تعيش القصص. اكتشف الآن