[18]

2.8K 192 211
                                    

كان المكان شبه فارغ بسبب وجود بعض الأعين التي أشعر بأنها تنظر اليه بافتتان!

ولكن.. ماذا عني! انا الذي لم اتماثل للشفاء، ولم يَزُل مني السم الذي ينخرني، لقد كنت ضحية للافتتان نفسه!

"انت ترهقني فيليكس!"

هذا كان آخر ما قلته قبل أن اسحبه لأحضاني ممسكاً بوجهه المنحوت بحذر ..

لقد تواصلت عيناي بمجرات عينيه العميقة لوهلة، كنت ارجوه بعينيّ ان لا يتحرك ..

"عندما هَجَرَتني، لقد اخذت معها كل ما كان فيَّ من طاقة :آمالي، ثقتي وحتى إيماني بالمستقبل، لقد جففت ينابيع وجودي، افرغته من ضحكاته والوانه، لقد خَنَقت قلبي وانتزعت منه كل إمكانية للحب من جديد! .. لقد .. لقد كانت حياتي الداخلية تشبه الأرض المحروق، بلا أشجار ولا طيور، لم تعد لدي لا شهية ولا رغبة ما عدا تلك الرغبة في حرق خلاياي العصبية من فرط الأدوية لمحو ذكريات باتت مواجهتها مؤلمة بحق! .. لكن الآن ها أنا أقف أمامك وأريد أن أقول بأنني وقعت في الحب، في حب ملامحك شعرك و روحك النقية، لقد وقعت في حبك مثلما يصاب المرء بفيروس قاتل، كنت قد التقيك في حلم، و الآن أطلب منك أن تكمل بقية حياتك معي على أرض الواقع وأمام الجميع"

لقد انتهيت من كلامي دفعة واحدة، لقد افرغت كل ما في قلبي، افرغت مالم استطع البوح به لاحد ..

أشعر الآن وكان قلبي قد تم تنظيفه، لقد شعرت بتلك الصخرة والغيوم السوداء تنزاح عن قلبي ..

كانت عينيه دامعة نوعاً ما، يبدو وكأنه يشفق على حالي ولكنها. كانت براقة ايضاً لمعانها يجعلني أقع له بشدة ..

بفم مفتوح، كان مُركزاً معي بكل ما أوتي من قوة، كان يتأملني كما افعل بالضبط ..

شعرت لوهلة بشعور جميل، شعرت وكأنه ينظر الي كما لو انني الكون ..

كنت أود حقاً بالشعور بشفتيه تلك تتراقص مع حركة شفتاي، كنت اقترب ببطىء خشيةً من رفضه!

تبقى القليل فقط انها اقل من سنتيمتر أشعر بأنفاسه تتخالط مع أنفاسي الحارة التي تلفح وجهه الصغير ..

وأخيراً وصلت إلى مبتغاي، انا اقبله، لكنه لا يبادلني هذا محزن لكن لا يهم ساكمل ما بدأته ..

تتخلخل يدي اليمنى إلى خصلاته الناعمة تتولى عملها في تثبيت راسه جيدآ، اما يدي الأخرى فتمردت وصولاً لمحور خصره النحيف ..

انه متسمر في مكانه أشعر بنبضات قلبه الصغير يكاد يقفز من مكانه ..

دقيقتان فقط لأشعر بحركه لطيفة، حركة متخبطة يحاول مجاراة ما أفعل ..

حُـلـم | Dream حيث تعيش القصص. اكتشف الآن