[09]

3.1K 183 97
                                    


لقد مرت ما يقارب النصف ساعه ونحن جالسين حول هذه الطاولة الرخامية الفاخرة ..

أمامنا صحون من الطعام الذي قُدّم حسب ما طلبنا، كؤوس النبيذ الأحمر القاتم التي تبدو كتلك التي تظهر في الأفلام ..

كانت أجواء المطعم هادئة، تتعالى أصوات موسيقى راقية، اما حول طاولتنا فـ هناك عصافير الحب تشان هيونق و جونغإن يتناقشان بأمور رومانسية لا تخصنا ..

وذلك الجيسونق الذي أصبحت حركاته تغيضني، انه ملتصق بفيلكس ويسأله كل ما يخطر على باله ..

أكاد أجن وامسك اعصابي بصعوبة ان لا اصرخ عليهم الان لكي لا يضنونني مجنوناً او معتوه ما همجي جاءهم من الشارع ..

لابد انهم لا يفهموا حقيقه ما أشعر به تجاه ذلك الأشقر، لا انكر انني لا أعرف ذلك أيضاً ..

ما اعرفه هو انني اغار!

اجل انا اغار عليه من نسمات الهواء حتى، أشعر بأني اريد الصراح بأعلى صوتي " لا تقربوا منه فـ أنا أشعر بالغيرة " ..

من يراني يضن باني وغد ما.. لِمَ اغار اصلا؟ لا يوجد سبب واضح، ولا توجد علاقة ..

أشعر بأني مثير للشفقة بعض الأحيان

ليقطع سلسلة افكاري المتهيجة جيسونق الفضولي

-"تشش هيي بماذا تفكر؟! أخشى بأنك تفكر بقذاره حول ذاك اللطيف"

-" ساحطم وجهك ان لم تمسك لسانك هان جيسونق!"

-"هديء من روعك يا رجل انني امازحك فقط! يا إلهي من يراك سيظن بأني اتودد إلى زوجتك"

-"جيسونق صبري ينفذ!"

-"حسناً ، حسناً اسف"

-"هيي انتما، لا تجعلا ليكسي هيونق يضجر تكلموا معه قليلاً "

" لقد كنت اتكلم معه ولكن نظرات هيون تخيفني يا رجل لذلك توقفت "

ركله طفيفة يسببها هيونجين من تحت الطاولة لتصيب قدم جيسونق اليمنى

-" اهه، ما خطبك اليوم يا رجل لما انت عدواني؟ "

-"لا تتفوه بالحماقات ولن أصبح عدواني معك حينها! "

-" يا إلهي انتما الاثنان مزعجان توقفا الان، أشعر وكأنني جالس مع أطفال مشاغبين، ماذا دهاكما بحق الجحيم؟! " صرخ بهما تشان

صمت الجميع لدقائق

*

يدور حديث كل من جيسونق وهيونجين، يبدو أنه ليس حديثاً بل شجاراً وشعرت بعدم الارتياح ..

الى ان صرخ بهما تشان ليهدأ كل منهما، لم أفهم شيئاً مما حدث ولكن اعتقد انهم مظطربين بسببي

لذلك اكتفيت بالصمت وفكرت في قرارة نفسي انه يجب علي الذهاب

لذلك تحمحمت قليلاً وقلت لهم بينما عم الهدوء

"تشرفت بالجميع هنا، اعتقد انه حان موعد ذهابي إلى المنزل، عمتم مساءاً"

لقد حاول جونغإن منعي من الذهاب، لكني كنت مصرّاً على ذلك..

لِمَ اكذب، لَم أكن مرتاحاً لوجودي بينهم، أشعر بأنني سبب اختلافهم في حديثهم الذي فات قبل قليل..

خرجت من المكان برمته، الان انا في الشارع، الجو بارد بعض الشيء، السماء مظلمة، الغيوم متكتلة..

ضوضاء المدينة المدوِ قد بدأ يقل شيئاً فشيئاً، الموظفين و العاملين وأصحاب المتاجر يغلقون أبواب متاجرهم متوجهين نحو منازلهم..

هناك حيث مهجعهم الدافئ، زوجاتهم، أطفالهم، والديهم ..

بينما انا أتوجه إلى منزلي، حيث لا ينتظرني فيه احد ..

أمشي للأمام، فقط امشي لست افكر في اي شيء، انها المرة الأولى التي أصبح ذهني فيها مرتاحاً خالياً من الأفكار ..

الرصيف فارغاً خالياً من المشاة لكني استطيع سماع خطوات أقدام خلفي ..

تقترب و تقترب ..














↵(يتبع)



حُـلـم | Dream حيث تعيش القصص. اكتشف الآن