حُـلـم | Dream

[17]

بعد أن وصلنا إلى وجهتنا، وهي الصخرة الكبيرة المعزولة التي تطل على ذلك البحر الساكن ..

اراقبه ذلك الأشقر النحيل يتنهد بخفه وهو ينظر إلى الأمام، يتأمل البحر بينما بشرته الرخامية الباهته تواجه الرياح ..

انا اعرف في قرارة نفسي انني أكن بعض المشاعر لهذا الابله القصير ولكن ما الفائدة يبدو وكأنه يتجاهلني ولا يهتم لوجودي ..

ساعترف أيضا انني قد أحببت قبله شخصين ولكن لم أشعر معهما يوما نصف هذا الشعور الذي اشعره مع الأسترالي الجميل ..

ولا انكر انني أصبحت اغار وبشده، اغار عليه حتى من صديقي جيسونق بالرغم من انني اعلم ان ما يفعله الأحمق سونقي لإغاضتي ..

وانا اعرف ان الجميع يحاول اغاضتي بهذه الطرق المستفزة فقط لكي يتأكدون، انهم متأكدين بالفعل لكن اعلم بانهم يريدون سماع اعترافي ..

انه أغرب لقاء و أغرب علاقة ..

التقيته في حلمي، فأقتحم حياتي و أصبح واقعي و محور كوني فجأة ..

بعد أن تقابلنا في الواقع، لم يعد يزورني في أحلامي كان الأمر محزناً بالبداية، ولكن بعد أن صرت اقابله كل يوم تقريبا، حتى ولو بدون كلام، بدون مشاعر لا يهم، المهم حقآ هو انني سعيد بوجوده حولي ..

في الفترة التي لم أكن اعرفه فيها، لقد كنت على حافة الهاوية، في بحر العقاقير و المنومات، في تلك الدوامه القذرة من شرب الكحول و المسكرات ..

في تلك الظلمة، ليست لي وجهه، ولا سبب للعيش، ولا هدف اتمسك به لبقائي في تلك الحياة البائسة ..

لكنه أصبح من شخص مبهم وغريب، إلى مصدر فضولي ثم إلى هدفي للفوز به ..

انه بشكل ما أصبح ... أصبح منقذي .

-"هيي، هيونجين.. لماذا تحدق بي هكذا انت تخيفني"

لأصحو من شرودي به فأتمتم بهدوء وخفوت بعدما اقترب اليه بخطوات قليله ..

-"لما انت جميل هكذا؟"

يبتعد مذعوراً يكاد يسقط من الهاوية، لحسن الحظ انني امسكته ذلك الأحمق الصغير ..

اعدته إلى مكانه ثم ابتعدت إلى الوراء

-" لست منحرفاً، لا داعي لخوفك اللا مبرر!"

-"لا مبرر؟ بحقك كنت قريب جداً لدرجة انني ضننت انك ستلتهمني!"

يتعالى صوته شيئآ فشيئاً، بوجهه المذعور، وشكله المبعثر وانفه المحمر، يبدو أن طفلي على وشك البكاء ..

-"حسنا اعتذر! لم اقصد ذلك حقآ، انا اسف"

-"اريد الذهاب إلى منزلي! "

كان سيذهب لكني تمسكت بيده بقوة، وهو ينازع للتملص والذهاب بأسرع ما يمكنه ..

لكن جسمه النحيل الضئيل لا يساعده على ذلك ..

انا حقا لا اريد اخافته ولا أريده ان يذهب مرة أخرى ، هل يراني وحشاً ام منحرفاً !

سارعت بالكلام لا إرادياً :

-" توقف ارجوك! فقط ابقى بقربي هنا، انا.. "

ليخفف تخبطه المزعج ..

-"انت ماذا؟"

-"انا.."
من الصعب على رجل مثلي التفوه بهذا الكلام لكني اتنفس بقوة لاقوله :

-"انا احتاجك لتنير ظلمتي! احتاجك لتكون هوائي، احتاجك لكي تحفز قلبي لينبض مدة أطول، فقط ابقى بجانبي، هل هذا صعب جداً؟ انا لا أطلب شيئا منك بالمقابل، فقط كن بجانبي.. لا يهم اذا كان ذلك كصديق أو.."

جميل، الان أشعر وكأنني مثير للشفقة، ماذا لو رفض ذلك، يبدو مذهولاً، ويحمرّ أنفه الصغير مرة أخرى ..

هل سيبكي! هل قلت شيئاً خاطئاً، يتنفس الصعداء، ويبدو بأن هناك ما سيقوله، يجب أن أكون مستعداً للرفض ..

-" أو ماذا؟ كصديق أو ماذا هيونجين؟ "

↓

↓

↓

↵(يتبع)

+ اعتذر على التأخير بسبب الدراسة 🦋