دهـب

«إقتباس»

#الحلقة_الأولي
#رواية_دهـب

دلفت لداخل المُدرج ووقفت أمام الجميع وتحدثت في الميكروفون

_ مساء الخير أنا دكتور دهب عبدالمُعز إللِ هدرس ليكم مادة ال....

لم تكن تُنهي كلامها حتي سمعت صراخ من الفتيات وهمهمات منهم ويصرخون فيها ومعهم الشباب أيضًا، كانت تعلم أن هذا ما سيحدث ولن تندهش وقفت في صمت وتستمع جيدًا إلي احاديثهم وإذ اقتربت منها إحدي الطالبات وأردفت بغضبًا ممزوج بالإشمئزاز منها.

_ إحنا مُستحيل نقبل إنك تدرسي لينا مش شايفة شكلك هنبصلك إزاي إنتِ مسخ ولا يُمكن نسمحلك تبقي هنا ثانية واحدة.

وضعت يداها أمامها ولم تعطي لها أيُ إهتمام فقد سئمت وحفظت كل هذه الأقاويل وأكملت حديثُها بثبات وهدوء.

_ هدرس ليكم إجراءات جنائية.

تحدث شابٌ آخر ووقف بجانب الفتاة التي تحدثت معها مُنذ قليل

_إنتِ مسمعتيش إللي اتقال ولا إنتِ مشوهة وطرشة كمان؟.

إقتربت منه ووقفت أمامه بثقتها المُعتادة ومدت يدها له: الكارنيه تبعك.

نظر لها وضحك بصخب وسخرية منها ومعه أيضًا تلك الفتاة الأخري وتحدث قائلًا بغرور.

_إنتِ شكلك متعرفيش بتكلمي مين دلوقتي أنا بمكالمة واحدة بس أنسفك من علي وش الدنيا كلها.

نظرت له من أعلاهُ لأسفله ببرودٍ ولفَّت حوله ويدها أسفل ذقنها وتتصنع التفكير وهو ينظر إليها بجانب عيناه وجميع الطُلاب يتابعون حديثهم، عادت إليه وتحدثت بخوفٍ مصطنع.

_مع الأسف مقدرتش أعرف إنت مين ياللي بمكالمة واحدة بس هتنسفني من علي وش الدُنيا.

عادت لهيبتها وأكملت بحدة وجمود.

_كارنيهك.

نظر لها بصرامة وغضبٌ جامح وصك علي أسنانه.

_أنا إبن كمال العناني رجل الأعمال المشهور.

أشارت بيدها إلي باب المُدرج بلامُبالاة وبرود تام.

_ برا ولما تتأدب الأول هسمحلك بالحضور.

كان سيتحدث لولا أنها قاطعته بنظراتٌ غاضبة وصوتٌ حاد وقوي مُحذرة.

_ كلمة كمان وهتبقي شايل مادتي.

نظرت الي تلك الفتاة وأشارت لها علي المقعد.

_ يا تتفضلي مكانك وهعتبر نفسي مسمعتش حاجه منك يا تتفضلي برا معاه.

الفتاة بكبرياء ونظراتُ إشمئزاز.

_ مستحيل أحضرلك طبعًا لإني مش هطيق ابص في وشك مش فاهمة أنا أزاي يوافقوا عليكِ وتتعيني هنا في جامعة امريكية بالشكل دا.

خرجت تلك الفتاة بغرور ومعها ذاك الشاب، اغمضت عيناها بوهنٍ محاولة في أن تستجمع قواها وثقتها في نفسها نظرت إلي الطُلاب وابتسمت بتكلف.

_ دلوقتي عشان نبقي متفقين أي كلمة خارج نطاق الدراسة مش مسموح بيها إللِ حابب يحضر أهلاً بيه والل هيتطاول في كلامه معايا يتفضل برا...نبدأ المُحاضرة؟.
***************
في بيتٌ كبيرٌ في إحدى محافظات الصعيد يقف رجلٌ مُسِن ذو وقار وشموخ

_ فضة يا فضة إنتِ فين؟

خرجت إمرأة كبيرة في العقد الرابع وكانت بسيطة جدًا وملامحها هادئة مائلة للسمار والتجاعيد التي احتلت ذاك الوجه الجميل.

_ مالك يا عبد المُعز حِسك عالي ليه إكدِه؟

عبد المُعز بتساؤل وجدية.

_جهزتي الوكل ولا بتسّوي إيه ؟

فضة بابتسامة هادئة: إيوه يا حج البنات عا يجهزوه.

جلس بوقار وفي يده عصاه الغليظة وضرب بها ضربةٌ خفيفة علي الأرض ويداهُ الأُخري علي لحيته البيضاء والممزوجة باللون الرمادي أيضا.

_ يجهزوا كل اللي تحبه دهب ترُم عضمها زمانها علي وصول.

جلست فضة بجانبه بسخرية وتستشيطُ غضبًا وغيرة

_ بكفاياك دلعك الماسخ لـ بتك كإنك مجبلتكش غيرها إياك.

ابتسم بخفة فهو يعلم انها تستشيط غضبًا من تدليله لابنته الصغيرة بالأخص اردف بحدة مصطنعة

_ وه يا فضة إيه الحديت الماسخ دِه دي بتي وحتة من جلبي لاااه دي جلبي كله.

نظرت إليه بحنق وغضب

_ عا تجنني يا عبده خلاص مبجاش ليا لازمة عَندِك واصل!!

وضع قبلة هادئة علي جبهتها بحنو وقَّبل يداها الدافئة.

_ سلامة عجلك يا فضة ربنا يطول في عُمرك ويديكِ الصحة بس هتفضلي الفضة وهي الدهب.

وقف وهو يكتم ضحكاته فهو يشعر بالسعادة عند مشاغبة زوجته العزيزة التي لطالاما بجانبه منذ سنين.

_ رايح المجلس اعاود الاجي كل حاجه جاهزة لبتي.

******************
بوم بوم بوم 😂❤.

دا إقتباس من رواية دهب إللي هنبدأ فيها بإذن الله بعد كيان فريدة.

قصة وحكاية مختلفة شوية، أول مرة أكتب سرد فُصحي ودي بدايتي فيه وإنشاء الله مع الوقت هيكون في تطوير، رائيكم في الاقتباس وإيه توقعاتكم للرواية هتكون إزاي؟.

Soooooon.

#منار_جمال
#رواية_دهب