الفصل الثامن

2.8K 240 12
                                    

".. لأنَّكَ ساكنٌ في كُلِّ كُلِّي .. أراكَ خياليَ الأبهَى وظلِّي.." ♥

المرء دائمًا يري الكثير من طباع الأشخاص ويحكم عليهم من ما رآه أمامه ولا يعلم ما وراء الكواليس وتفاصيلهم الغير مرئيه لهم، نحن فقط نري الوجه المُغلف إذا كان شرًا أم خيرًا، حزن أم فرح، بؤس أم أمل، نحن نسمح للجميع يري ما نُريد أن يروه فقط ونسمح لهم برؤيته؛ ولكن لا أحد يعلم ما في داخل الآخرين وعن مما يعاني ويفعل في حياته، عزيزي لا تخدعك المظاهر ولا تتخيل أنك تعرف كل ما بدواخل الإنسان من أسباب وتحليل شخصيته من مظهره، فقط خمن لماذا اقول لك ذلك!
لأن ذلك ليس بحقيقة قط، لا أحد يعلم ما بداخل المرء ونواياه غير الله، الله وحده يعلم كواليس حياة الإنسان كاملة من صعوبات وضغط ومتاعب لا متناهية وصراعاته، لحظات إنكساره وحزنه، انتصاراته وسعادته أيضًا؛ إعلّم أنهم وصلوا الي هذه الصورة كما تراهم كيف؟
هم يخوضون حرب لا تعلم أنت عنها شيء.

دلف بدر لداخل المنزل متجهًا نحو غرفة خاصة بالزوار تقدم خطوتين فأوقفه صوت أبيه قائلًا.

_ مهّمل مرتك وهتفضل تنام هنا لحد إمتي يا بدر؟

نظر له محدقًا بجمود: صاحي لحد دلوقتي ليه يا حج؟

تقدم إليه عبدالمعز بخطوات ثابته: مستني اشوف هتكررها تاني ولا هتعقّل وتطلع اوضتك.

زفر بدر بضيق وعدل وجهه الناحيه الأخرى بقلة صبر: يا حج بالله عليك سيبني علي راحتي.

_ ومرٌتك هتسيبها لوحدها كل ليله كِده؟

بدر بنظرة حادة وجدية: انا وانت وهي والكل خابرين زين انه جوازنا ورق وبس ومستحيل يحصل غير كده، نفذت رغبتك واتجوزتها، حاجه تانيه من الل في دماغك مش هتحصل وانت متأكد من ده يا ابوي.

عبدالمعز بصوتٍ هادئ علي غير عادته وحنو: يا وّلدي متقسيش قلبك وتقسي علي نفسك كِده، هو الحب عيب ولا حرام؟ ما تسيب نفسك وعيش حلاوته ومفيهاش حاجه لما تدوق المُر شوي ما مش هتفضل كل يوم الدنيا ماشيه علي هواك امشي معاها وعيش حياتك.

بدر: ايه الكلام الماسِخ والل يموع النٓفس دِه، ده حديت المصراوية وملناش في المواضيع دي.

عبدالمعز ضاحكًا: يا ولدي امال لو مكنتش متعلم ومتخرج من جامعه كبيرة بتقديرات عاليه كنت فكرت كيف تاني اكتر من كِده؟

تركه والده وهو يسخر منه: علي كيفك خالص، مسيرك تدوق الشوق واللوعه وتطب علي جدور رقبتك.

نظر له بدر وتجاهل حديثه والتفت للناحية الأخرى رأي دهب تدلف لغرفتها وتبتسم: الله عليك وعلي حكمك يا عبده، يابختك يابت يا فضة.

ضحكت ودلفت لغرفتها بدون التحدث مع أخيها، زفر بشرارة وقلة صبر ثم دلف للداخل محاولًا تجاهل حديثم الذي يغضبه، هل حقًا دهب وعبدالمعز يرون شيئا هو لا يراه بعد!.

 دهـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن