الفصل الثالث والعشرون: حل اللغز

1.1K 80 10
                                    

قبل ليلة من انقاذ تهاني...

في المستشفى، كانت دهب تستعيد وعيها ببطء، تشعر بالألم في كل جزء من جسدها. فتحت عينيها لترى بدر جالسًا بجوارها، وجهه مليء بالقلق. عندما رأى أنها استيقظت، اقترب منها وقال: "الحمد لله على سلامتك، كنت هموت من القلق."

نظرت إليه دهب بضعف وقالت: "إحنا فين؟ إيه اللي حصل؟"

أجاب بدر وهو يمسك بيدها: "إنتي في المستشفى، حصلت مشكلة في الحجز بس الحمد لله، ربنا نجاك."

حاولت دهب أن تتذكر ما حدث، لكن الألم كان شديدًا، وقالت بقلق: "بس إزاي وصلنا للحجز أصلاً؟ إحنا كنا بندور على تهاني، أختك، إيه اللي حصل؟"

تنهد بدر وقال: "كان في سوء تفاهم، بس عيسى وعدنا إنه هيساعد في حل المشكلة."

"عيسى؟" قالت دهب بذهول، ثم تذكرت كل ما حدث. "عيسى هو السبب في كل ده! هو اللي قبض علينا وهو اللي حطنا في الحجز!"

حاول بدر أن يهدئها وقال: "أنا عارف، بس هو دلوقتي فاهم إنه غلط، ووعدنا إنه هيصلح اللي حصل."

نظرت دهب إلى بدر بعيون مليئة بالحزن، وقالت: "إزاي أصدق الكلام ده بعد كل اللي حصل؟"

---

في القسم، كان عيسى يراجع ملفات القضية بعناية أكبر. كان يريد أن يفهم كيف تم استدراج بدر ودهب إلى هذا الفخ. بينما كان غارقًا في التحليل، دخل أحد زملائه، وقال له: "عيسى باشا، فيه معلومة جديدة ممكن تقلب القضية."

رفع عيسى رأسه بسرعة وقال: "إيه هي؟"

أجاب زميله: "تهاني، مرات بدر، تم اختطافها عن طريق شبكة لتجارة البشر. العنوان اللي خدعناهم بيه كان جزء من العملية دي، بس العصابة كانت بتستغل العناوين دي للإيقاع بالناس."

كانت تلك المعلومة كالصاعقة لعيسى. شعر أن الأمور تزداد تعقيدًا، وأن ما حدث كان أكبر بكثير مما توقع.

____________
ظل جابر ينظر إلى ياقوت لفترة، قبل أن يبتسم ببرود وقال: "انتي بتلعبِ لعبة خطرة، ياقوت. وبتستهوني بكتير من اللي حواليكي. بلاش تفتكري إنك دايمًا اللي هتفوزي."

ردت ياقوت بتحدٍ: "أنا مش بخاف من الخسارة. أنا اتعلمت من أبويا إن النصر بيجي لما تكون مستعد تدفع التمن، وأنا دايمًا مستعدة."

اقترب جابر منها وقال بنبرة منخفضة: "بس انتي مش عارفة تمن المعركة دي لسه. وقريب هتعرفي إن اللي دخلتي فيه أكبر بكتير من اللي كنتي متخيلة."

نظرت ياقوت إليه بعينين متوهجتين، لكنها لم ترد. في داخلها، كانت تعلم أن كلماته تحمل شيئًا من الحقيقة. لقد لعبت لعبتها بمهارة، لكنها لم تتوقع أن تسير الأمور بهذا التعقيد.

---

في مكان آخر، كانت دهب قد استيقظت من تأثير المهدئات في المستشفى. نظرت حولها بتوتر، تحاول تذكر ما حدث. عندما أدركت أنها في غرفة المستشفى، شعرت بالارتياح الممزوج بالقلق. فتحت باب الغرفة ببطء، ورأت بدر ينتظر في الخارج.

 دهـبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن