الفصل الثالث عشر

158 14 0
                                    


دمعات ساخنه تهبط من مقلتيها بنحيب وقلبٍ مفتور ، تعلم حق المعرفه أنها لم تستطيع أن تنساه بين ليله وضحاها ، تتذكر طفولتها المتورده بوجوده ، مشاركتهم سوياً لأبسط الأمور، لم يرحمها عقلها من التفكير به حتى ظنت أن العالم بأكمله بات ضيق عليها ، والهواء ينسحب من حولها ، مسحت دموعها بأناملها متشعره بالله خيراً حتى وإن كان بعيداً فالله خير متوكل ، دخلت عليها أختها التى علمت كل شىء من ندى مسبقاً عند إنفرادها بها ، جلست بجانبها تواسيها  حزنها بكلماتٍ تطيب الخاطر قائله

- مدام مش قادره على بعده جازفتى بحاجه زى دى ليه ؟؟؟

بدى صوتها شبه مسموعا من كثرة البكاء قائله بتبرير تحاول أن تقتنع به أولاً

- علشان جنى وماما ، مش متخيله ماما لوعرفت هيجرالها إيه ومصدقنا إنها رجعتلنا

بدى كلماتها مقنعاً لمريم حتى لو بالمعنى الضمنى التى وصلت منى حديثها خلفه

- أيهم حب الطفوله بيحبك إنتى وجوازه من جنى مجرد وقت بس وكل حاجه هترجع زى الأول

شعاع من الأمل تسلل لقلب تلك البائسة قائله بتمنى

- تفتكرى يامريم ؟

أكدت أختها على كلامها بثقه

- مش أفتكر لا أنا واثقة من كدا ، إستبشرى بالله خيراً وعمره ماهيردك مظلومه أو مغلوبه ابدأ

إحتضنت منى أختها وأقربهم لقلبها بفرحه ناقصه

- ربنا يخليكي ليا ياحياتى كلها

ثم إبتعدت عنها متسائله عن ما يخص مهمتها الصعبه

- اه صحيح عملتى اي فى المهمه وأي اللى حصل؟

للحظه تذكرت مريم مالك وما حدث معهم فى المخيم من ذكريات بسيطه ولكن كان لها أثر عظيم فى ذاكرتها ، ردت بإيجاز حتى لا تترك لنفسها العنان فى التفكير به واللجوء لما أرادت أن لا تعطيه فرصه للدلوف إلى حياتها

- المهمه نجحت بمعجزة، أختك قدها وقدود برده

- طبعاً

تبادلا بعدها الأختان الحديث المرح وماحدث فى غيابها ، بداخل كلاً منها مشاعر مختلفه هناك من يريد أن يكبتها، والأخرى حزينه على ما أصاب حبها المشيب

***********************

إستطاع عمر أن يلهى نفسه بالفعل بالعمل ، تحن نفسه أوقات للجوء إلى السهرات المجونيه ولكن بمجرد التفكير يجد عملا كثيراً على عاتقه يجب إنجازه حتى لا يتزعزع مكانته العظيمه بين الموظفين والعملاء ، وكان الفضل وقتها يرجع إلى راجح الذى وفى بوعده إلى رب عمله ويحمل على عاتقى عمر الكثير من المهام حتى لا يترك المساحه لتفكيره بأن يعود لما كان عليه

تمـرد حوا "حصريا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن