دخل لمنزله بخطوات هادئة.. كم يشعر بالتعب.. يتسائل هل يمكن ان يكون هذا اليوم عاديا؟ .. ام انه تدبير من القدر..؟
لم يسبق له ان عاش ساعات مجنونة... كالتي قضاها اليوم برفقة تلك الغريبة..
نطق إسمها بهمس كأنه يحفظه: آولـــــــيـــن!
إبتسم بخفة وهو يتذكر تصرفاتها وكلماتها وخاصة غضبها الذي كان يجعله يود الضحك لكنه تمالك نفسه..فتاة بملامحها الطفولية واللطيفة هل يعقل ان يكون غضبها غضبا كالذي يغضبه الآخرون!؟
هز رأسه نفيا وهو ينزع سترته: بالطبع لن يكون غضبا..
وضع سترته فوق المعلقة الخاصة بها...وإتجه للحمام ليريح جسده..
خرج بعد مدة وهو يجفف خصلات شعره المتناثرة..إتجه ناحية طاولة الزينة الخاصة به رش القليل من عطره..إلتفت على صوت رنين هاتفه..إقترب منه ليجد ان المتصل هو حسن..قطب حاجبيه!..ورد..ليأتيه صوته..
_ مرحبا يا إسحاق كيف حالك؟
إسحاق: الحمدلله بخير..وأنت يا سيد حسن..
حسن: بخير..لن اطيل الحديث كثيرا..لقد تمكنت من تدبر الأمر سوف ادفع لك دينك..
رفع حاجبه بإعجاب وقال: بهذه السرعة!
حسن: يمكنك القول...دعنا نلتقي غدا ونتحدث بشأن الأمر اكثر..
إسحاق: حسنا كما تريد..سأمر عليك في الشركة غدا..
حسن: حسنا يا بني..تصبح على خير..
إسحاق: وأنت كذلك...
اقفل الخط مستغربا من سرعته..لا يعقل ان يتمكن من جمع مبلغ طائل كالذي إستعاره منه..في هذه المدة...هز كتفيه بعدم مبالاة ونزل لكي يتناول طعام العشاء..._♡__________________♡____________♡___
أقفل حسن الخط ومد يده لكأس القهوة الذي كان امامه..
غيداء: ماذا قال لك؟
حسن: مالذي قد يقوله بالطبع سنلتقي غدا..
هزت رأسها برضى وقالت: رائع..ارأيت كان الأمر سهلا منذ البداية لم نفكر فقط..
حسن: في هذه الحالة ولم ينتهي الأمر كليا...لكن على الأقل سيخف الضغط ولن نضطر لحجز املاكنا...أو الإفلاس..
غيداء بثقة: لا تقلق يا عزيزي ما دمت برفقتك لن يصيبنا مكروه...
إبتسم حسن وقال: اعلم يا حبيبتي..
هزت رأسها وهي تعبث بخصلة من خصلات شعرها بغرور واضح..ها هي قد حلت المشكلة بطريقة او بأخرى لن ترضى بالإفلاس وعيش حياة الفقر ثانية مهما كلفها الأمر..._♡_______________♡_________________♡_
فتحت باب الغرفة واطلت داخلها كان الظلام يعم المكان...زفرت وتقدمت ناحيتة السرير وشغلت الضوء الخافت...
وضعت يدها على شعر آصال التي كانت تدفن رأسها في الوسادة..
آولين: آصال...هذا لا يعقل انت هنا منذ ساعتين..ما هذا الضعف؟
لم ترد...لوت آولين فمها وقالت: إسمعي انت اكثر شخص يعلم ان الدموع لا تغير القدر..من كان ينصحني بهذا من قبل؟...أين ذهبت آصال القوية التي لا تعترف بهذا الضعف؟..أ من اول ضربة وقعت؟
آسفة لقول هذا لكنك ظهرت أضعف مما ظننت!
تململت آصال وهي تستعد للجلوس...بينما إبتسمت آولين بخبث وهي مستمرة في خطتها..
آولين: منذ البداية كان واضحا فكل شخص يتظاهر بالقوة هو في الأصل ضعيف...أنا من كنت اكذب نفسي وأقول انها قوية ولا تضعف بسهولة..
تظاهرت انها تود النهوض...لكن يد آصال عارضتها قبل ان تقول: هذا الشعور...وهذا الموقف الذي وضعت فيه اليوم ليس بوسعي الصمود امامه مهما كنت قوية يا آولين...
إلتفتت آولين إليها لتجد ان عينيها ممتلئة بالدموع..إتسعت حدقتا آولين وهي تراها بذلك المنظر...وهي من لم ترها تبكي حتى في طفولتها بهذا الشكل المأساوي...
آولين: آصال...!
آصال: أتدركين أن تصبحي سهلة الترك؟...أن تصبحي شخصا يتخلون عنه؟... انا ذلك الشخص!
تقدمت آولين وجلست بجوارها وامسكت وجهها بين كفيها وقالت: آصال...لم يتخلى عنك احد...أمك تريد ان تفرح بك..هذا لا يعني انها تخلت عنك!
إبتسمت آصال بسخرية وقالت بتهكم: بماذا تفسرين عدم سؤالها عن رأيي بالموضوع حتى؟
آولين: إسمعي يا عزيزتي...هي لم تفهم ما حدث..أساسا من اين لهأ ان تعرف...سوف نقنعها سوية!..نخبرها انك لا تريدينه..
آصال: لن تقتنع...هي الآن تقف في صفهم..هي تحبهم منذ سنوات ولا تلبث تتوقف عن ذكرهم في كل وقت..لن تصدقنا..
آولين: لا تقطعي الأمل...سوف نفعلها كما كنا نفعل دائما...ليست هذه أول محنة ولن تكون الأخيرة..كوني قوية من اجل نفسك...لن يتضرر احد غيرك بهذا الحزن والغضب على حد سواء...
تنهدت آصال وقالت: اتمنى....ليتها تصدق الامر ولا تقحمني في شيء اكبر مني..
آولين: سوف تصدق..وسوف ينتهي كل شيء بما نرضاه ويسعدنا...كوني واثقة!
إبتسمت آصال وقالت: أصبحت تتحدثين بشكل جيد يا فتاة...
إبتسمت آولين: انا تلميذتك في نهاية الامر..
عانقتها آصال بقوة وقالت: من حسن الحظ انك في حياتي يا آولين...على الأقل كلامك يخفف حزني...
آولين وهي تشدد آحتضان آصال: هنا...دائما من اجلك...فقط لا تريني دموعك..
آصال: سأحاول...تعرفين انني اكثر من تمقت الدموع..لكن احيانا لا بد منها..
آولين: لكن لا تقهري نفسك على اشياء لا تستحق...كنت اسوء شخص إستعمل الدموع...حتى إستهلكت مخزونا كان يفترض ان يكفيني طيلة حياتي...والآن أصبحت كالحائط...دون دموع..دون مشاعر..ودون إكتراث بصعوبات الحياة...اعتقد أن السعادة التي يفترض على كل شخص أن يصل إليها يوما ما هي ان تتخلى عن الدموع..وتتصدى للحياة بدلا من إخفاء وجهك في تلك الوسادة اللعينة!
إبتعدت آصال عنها وهي ترى نظرتها الباردة التي تظهر احيانا جاعلة منها كتلة جليدية..
آصال: ووه!...من اين تعلمت هذا الكلام؟
إبتسمت آولين: الحياة يا آصاال...صدقيني إنها تجبرك على التعلم حتى لو رفضت..
آصال: بالفعل...
آولين: دعينا من الحزن وإذهبي وخذي حماما أريحي نفسك به...ريثما احضرت العشاء..
آصال: لا اريد..ان اكل شهيتي مغلقة..
رفعت آولين حاجبها وهي تنهض: ستأكلين معي رغما عنك حتى أنا لم آكل.
تنهدت آصال وقالت: حسنا...إذهبي إذن!
إبتسمت آولين وهي تقبل خد آصال: ذاهبة يا عزيزتي...
دخلت للحمام بينما ذهبت آولين للمطبخ كي تسخن العشاء..__♡______________♡_______________♡__
كان يجلس في شرفة منزله يدخن سيجارة يتيمة.!
في العادة لا يدخن إلا بسبب مشكلة ما وها هو الآن في مشكلة...
تأفف بسبب قلبه الذي كان يلومه على تصرفه الاهوج..بينما كان عقله يقول انه على حق...هو يريد رد الإعتبار لنفسه كيف تجرؤ فتاة مثلها على حبسه في مصح عقلي!؟
وفي ذات الوقت يقنعه قلبه انه ايضا فعل ذات الشيء بكذبه عليها وتخويفها...هو سبب كل ما حدث لو لم يتظاهر بالجنون وصارحها منذ البداية أنه لا يريد ان يتم هذا الزواج لا ما وصلا كلاهما إلى هذه النقطة المسدودة...
لقد وجد نفسه بمجرد خروجه يتجه لوالدته ويخبرها ان آصال اعجبته ولن يرضى ما لم يتزوجها...تبا اي عقل هذا الذي رمى به لقول كلام اخرق كهذا..
لم يستغرب من صدمتها عند رؤيتها له في المنزل كان يبدو انها ظنت انها تخلصت منه لكن لا لن يدعها تعيش بهدوء...فعلتها لا يستطيع غفرها...صحيح انه لا يأخذ الحياة على محمل الجد لكن من يتمادى معه ولو في شيء بسيط لا يستطيع تجاهل الامر ولا حتى تخطيه...هو يرد إعتبار نفسه وبأي طريقة كانت!
كان يراقب تصرفاتها طيلة الجلسة...كانت مرتبكة وتبدو مرعوبة من الامر زيادة على غمزات وهمسات امها التي كانت تجبرها على إلتزام الصمت...كان يلاحظ كل شيء دون ان يدري احد..
بينما كان هز يشعر بلذة الإنتصار...كان قلبه يتخبط داخله قائلا ان هذا الامر خطأ...يأمره بالتوقف...لكن كل شيء يتوقف للعقل السميك الذي يمتلكه...الذي لا يرضى بالتراجع..
وبهذا تم الإتفاق على كل شيء..وستصبح خطيبته رسميا في نهاية الأسبوع...اي بعد غد!
رمى السيجارة على الارض ووقف يدوسها بغضب..هل يغضب من نفسه الآن ام ماذا؟..ما هذا الرجل المزعج؟...الذي لا يمكن فهمه ولا فهم تصرفاته..؟
ترى هل ستفهمها آصال مثلا؟
______♡___________♡________♡_______
الحـــــــلـــــــــقة 19 تمـــــــــــــت ❤✅
أنت تقرأ
عشق حاقدين_Hate butterfly
Romanceلم تكن قصتهما شيئا عاديا.. ✨💫 كانت أكبر بكثير من أن تصنف في دفتر العشق.. ❤ كانت قصة عاشقين أحدهما غارق في أحزان الماضى لا يستطيع أن يعيش حاضره .. والآخر لم يرى السعادة يوما.. 🥀 وكلتا الحالتان تتشابهان.. فتفرض الحياة عليهما الإجتماع تحت مسمى العشق...