_11_

104 7 2
                                    


دخل لغرفته بهدوء.. إستحم وغير ثيابه إستلقى في سريره وبمجرد إغلاقه لعينيه وقعت صورة آولين أمام عينيه!
تبا أيعقل أن تكون طفلة مثلها بذلك الجمال..؟
وهو من رأى اجمل النساء.. كيف يعقل ان تصبح هي اجملهم؟
لن يكذب ولا يستطيع إنكار ذلك إنها حسناء.. ربما وبشكل ما فيها براءة طبيعية صنعت لها هالة من الجمال..
تقلب في سريره وقال:  آووف ماهذا هل احببتها يا إسحاق من أول نظرة..؟.. أفق لسنا في مسلسل هندي.. ستنهي اعمالك مع والدها ولن تظهر في حياتهم..
وضع الوسادة على رأسه يحاول أن ينام..
فإسحاق من النوع الذي يفكر كثيرا..لا بل كثيرا جدا إنه احيانا من مجرد أشياء بسيطة تحدث معه في يومه يبيت ليلته دون نوم..!

______♡______♡______♡_____♡_________

في صباح اليوم التالي أفاقت آولين بنشاط كبير وفرحة عارمة تدفعها للخروج أخيرا للحياة!
غيرت ثيابها لقميص شتوي أسود مع سروال بذات اللون وحذاء شتوي دون كعب..هي لا تحبه!
إرتدت سترة شتوية ايضا لكنها ثقيلة كانت باللون الأصفر سرحت شعرها ببعثرة كالعادة..
حملت هاتفها وخرجت ناحية غرفة الطعام..
دخلت لتجد والدها وغيداء جالسان..
آولين بهدوء: صباح الخير..
حسن: صباح الورد..
إبتسمت وهي تجلس..إلتقطت كأس القهوة مع الحلويات التي كانت موضوعة هناك..تناولت فطورها بسرعة..دون المشاركة في اي حديث!
نهضت بعدها وقالت:أبي هلا اعطيتني مفتاح الورشة..
ضحك حسن: أنت متحمسة جدا..بهدوء يا فتاة!
آولين بضحك: لا استطيع الأمر خارج إرادتي..هيا ارجوك!
حسن وهو ينهض: دعيني اذهب معك..
هزت رأسها دون معارضة..
إلتفت حسن لغيداء: إنتبهي للأعمال مكاني ريثما عدت..
هزت رأسها وقالت وهي تنهض: حسنا لا مشكلة..
خرجت آولين مع حسن بسيارته في إتجاه الورشة التي لم تكن تبعد كثيرا..
بعد مدة توقفت السيارة امام باب زجاجي ضخم كان مغلقا..
تقدم حسن وآولين ناحيته ليفتحه حسن ويقول: تفضلي يا رسامتي..
إبتسمت بفرح وخطت أول خطواتها ناحية الورشة..كانت واسعة جدا لا تنقصها الإضاءة..فالباب زجاجي والنوافذ عديدة..إضافة إلى هدوء المكان فقد كان مقابلا للبحر..
جالت بنظرها على الطاولات التي كانت موزعة هنا وهناك عليها أدوات الرسم..بمختلف الاحجام والالوان والأنواع..لوحات كبيرة، صغيرة، متوسطة...كما تحبها!
إبتسمت بإتساع وإلتفتت ناحية والدها حضنته بقوة قائلة: أشكرك...فعلا هذا اكثر شيء افرحني منذ مدة!
إبتسم بدوره: اعلم..كنت انتظر ان تنهي دراستك كي أفاجئك بها..لا شيء يغلو عليك يا صغيرتي!
شددت من إحتضانه وكأنها لا تعرف كيف تعبر عن شعورها بالكلمات..!

ومن قال أن الكلمات فعلا هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن الشعور؟

______♡________♡________♡____________

جلس في مكتبه وهو يستمع لثرثرة نديم..
نديم: بعد ذلك إتصلت بجون وأخبرته أن المجوهرات التي طلبها جاهزة ومتى ما أراد سنرسلها إليه!
هز إسحاق رأسه وقال: ماذا عن الباقين؟
نديم وهو يضع الحاسوب على الطاولة: لقد تحدثت مع الجميع..وأنهيت الأعمال التي اجلتها في هذا الأسبوع..كم كان الامر متعبا..!
ضحك إسحاق وقال: بالطبع لن تبقى نائما طوال الوقت..ستعود للعمل رغما عنك..
نديم: هذا لا يحتاج كلاما..
إبتسم إسحاق..بينما قال نديم بفضول: ماذا حدث امس في حفلة عيد الميلاد؟
إسحاق بهدوء: لا شيء مهم..لقد كانت فاخرة بكل تأكيد..وتحدثت مع حسن بشأن العمل بعدها عدت للمنزل..
نديم: جيد..ماذا اخذت للفتاة؟
إسحاق: عقد..!
نديم: اووه لا تقل لي ذا الفراشات؟
هز رأسه وهو يلعب القلم على سطح المكتب..
نديم: لقد اخذت اجمل عقد..هذا مذهل!..لا بد انها اغرمت به!
إسحاق: لم ترد اخذه..بسهولة!
نديم: ههه لا تقل انها مغرورة ومتكبرة!
إسحاق: إنها الوحيدة الطبيعية في تلك العائلة..جعلتني اشك ان حسن والدها!
ضحك نديم: يا إلهي..كل هذا لاحظته من حفلة واحدة؟
إسحاق: تعرفني أهتم واراقب جميع التفاصيل..لا يفوتني شيء!
نديم: بالطبع..هذا مؤكد..
إسحاق: أتذكر تلك الفتاة التي لطخناها؟
هز نديم رأسه: نعم تلك الحسناء الغاضبة!
إسحاق: إنها نفسها إبنة حسن!
فتح نديم عينيه بصدمة وقال: حقا؟
هز إسحاق رأسه..
نديم: اوو لقد ظهرت أبنته فاتنة إذن!...ماذا قالت لك؟
إسحاق: ماذا ستقول..؟ لقد كادت تطردني لكنها تمالكت نفسها..
ضحك نديم: تبدو شرسة حقا!...اتساءل كيف لم تتشاجرا؟
إسحاق: لقد تعادلنا..لقد افزعتني ليلة زيارتي لهم..وأنا لطختها لذا..فقد تصافينا!
نديم: لكن في كل الاحوال تبدو لطيفة..
إسحاق: كل الفتيات تبدن كذلك..في البداية!
نديم: لا ادري..لكن تلك فيها شيء مميز كالبراءة!..لا تبدو مبتذلة ودليل ذلك سيرها في الشارع دون خدم ولا سيارة!
إسحاق:لقد قلت لك..انها تبدو افضل من والدها وزوجته!
نديم: يا للمسكينة..أنها بدون ام ايضا!
إسحاق: ليست اول من فقد امه ولا آخرهم..الحياة تسير هكذا..بالتأكيد ستعيش حياتها..كالبقية!
هز نديم راسه دون النطق بالمزيد..بينما زفر إسحاق وهو ينظر ناحية الجدار الزجاجي الذي يقابل مكتبه..يراقب سقوط الامطار..

____♡___________♡________♡___________

مرت ساعات اليوم بسرعة...ليحل المساء ويتجه كل واحد لمنزله ناحية الدفئ..
دخل نديم لمنزله ورمى حذاءه خلف الباب وإتجه ناحية المطبخ ليضع بعض الاكياس التي تحمل طعام عشاءه الذي احضره من عند سوسن.! فإسحاق يحرسه كي لا يتناول اي شيء خارج المنزل..
إستحم وغير ثيابه..دخل للمطبخ ثانية وضع الاطباق واخذ يتناولهم وهو يعبث بهاتفه..
انهى طعامه ودخل للصالة تمدد على الاريكة يشاهد مباراة فريقه المفضل...
ليرده إتصال من والدته..تنهد وهو يراقب طول مدة إتصالها..يبدو انها مصرة!
رد: مرحبا امي!
ليأتيه صوتها: ايها الأخرق..اين كنت لما لم ترد؟
نديم: كنت اشاهد مباراة..
امه: تبا..تلك اللعبة اخذت عقلك
نديم: امي لا تبدئي رجاءا!
امه: حسنا أساسا أريد الإطمئنان عليك!..هل انت على ما يرام؟
نديم: الحمدلله...تحسنت!
امه: الحمدلله يا صغيري..والآن اخبرني هل تتبع توصيات الطبيب؟
نديم: بالطبع اتبعها..مرغما!...تعرفين عناد إسحاق إنه يقف على راسي كي أكل تلك الأطعمة الغريبة!
امه: تستحق!..منذ كنت صغيرا ترفض تناولها..ها انت الآن رجل وتأكلها مرغما...اترى الأيام تدور!
ضحك بغوضوية وقال: لماذا اشعر انك تفرحين لأنني أتناول هذا الطعام؟
امه بتهكم: لا تشعر بل تأكد...هذا افضل شيء سوف تبني صحتك..
نديم: انتم تأكلون رأسي بهذا الكلام..لنرى اين سنصل معكم!
امه: اهتم بنفسك كثيرا يا بني..لو إستمعت لي لكنت الآن امامي..اطبخ لك ما تريد!
نديم: امي...لا تفتحي الموضوع..وانت تعلمين إجابتي!
امه بحزن: دعني أحاول لربما حن قلبك..
نديم: ليست مسألة حنين..لذا لا تحاولي عبثا..
تنهدت قائلة: حسنا..سأحاول عدم المحاولة يا سميك الرأس..
ضحك وقال: لا تحزني اماه..عندما تشتاقين لي تأتين ما المشكلة إذن؟
امه: صحيح انني آتي إليك...لكن هذا لا يكفيني أود رؤيتك معي..
نديم: إذن إنتقلي للعيش معي..
امه: لا يا بني...لا يعقل ان اترك منزلي ووالدك هكذا!
نديم بضيق: أمي إفعلي ما يريحك..حقا لو تبعتي هذه الامور لن تعيشي كما تريدين..
امه: هذه حياتي منذ سنوات لن اغيرها الآن..انا راضية بها..لذا لا تفكر بشأني..
نديم: براحتك...هذا اهم شيء عندي..
إبتسمت ثم قالت: والآن دعنا نتحدث بموضوعنا الأساسي..
نديم بتوجس: اللهم سترك..
ضحكت وهي تسمع كلماته لتردف بخبث : لا تخف..كل شيء سيكون بخير وللغاية..
نديم: ولأنك قلت ان كل شيء سيكون بخير اصبحت خائفا مما تريدين قوله يا سيدة النساء..
ضحكت وقالت: أسمعني وإنتبه جيداا..وستشكرني لاحقا انا متاكدة من هذا..
نديم بإستسلام: حسنا..انا في الإستماع!

___________♡___________♡_____________

الحلقـــــــــــة 11 تمــــــــــــت.💚

صورة الورشة كالعادة قبل بداية البارت 💞

عشق حاقدين_Hate butterfly حيث تعيش القصص. اكتشف الآن