نهضت صباحا وهي تشعر بجسدها منهكا من تعب الأيام السابقة فقد كانت تركض من مكان لآخر في سبيل اللحاق بتجهيزات الزفاف..
رفعت هاتفها لترى الساعة..كانت تشير لل11 صباحا..
سارت في إتجاه الحمام أخذت حماما دافئا ثم غيرت ملابسها..وسرحت شعرها ونزلت للأسفل..
وجدت الصالة خالية وكذلك قاعة الطعام..
سألت الخادمة...
ٱولين : أين الجميع؟
الخادمة: لم يأتيا منذ ليلة امس !
عقدت حاجبيها فليس من عادة والدها المبيت خارج المنزل دون إخبارها..
لقد تمت دعوته للزفاف لكنه كان لديه عمل مهم مع احد الشركاء فلم يأتي..
لكن لماذا لم يعد للمنزل؟؟
تنهدت وتناولت طعام إفطارها..ثم خرجت في سيارتها بإتجاه ورشتها !لم تمضي اكثر من نصف ساعة وقد اصبحت داخل ورشتها تنظمها..
ماتزال غاضبة من إسحاق ...فعليا إستفزها أمس لن تنكر اكثر اصبحت تهتم به وتراقبه منذ فترة لكنها لم تود الإعتراف لنفسها بهذا غير امس ولو إستمر في الحديث معها كانت ستفصح عن مشاعرها فهي من النوع الذي عندما يغضب يقول الحقائق كاملة!جلست على الكرسي وحملت القلم لكي تكمل لوحتها الاسطورية...
هذه اللوحة هي الثانية بعد لوحة والدتها التي رسمتها بكل ما تملك من مشاعر ...فقد صبت كل موهبتها عليها ...إنتفضت على صوته...
_ صباح الخير يا رسامة !
وقفت بسرعة تنظر له بدهشة وهو يقف امامها يبتسم بطريقة جذابة..
همست : إسحاق ؟؟
رد وهو يدخل : ولما إستغربت ؟..ها ام كنت تنتظرين شخصا آخر ؟
عضت شفتها وهي تنظر للوحتها وقالت : كلا...لست انتظر احداا..
إبتسم بإتساع وإقترب : مالذي ترسمينه أيضا؟..ارى أنك ترسمين بشكل جيد جدا مؤخرا...
قفزت امامه محاصرة إياه وقالت : إنها لوحة خاصة قليلا..
عقد حاجبيه : كيف خاصة ؟...أرني أنظر !
ردت : قلت انها خاصة لا داعي لرؤيتها !...اساسا لم انهيها بعد..
لوى فمه وقال : حسنا ..لكن سأراها عندما تنتهي !
هزت رأسها بسرعة مؤيدة كي يبتعد ولا يحاول أكثر...في كل الأحوال اللوحة لن يراها أحد..لا هو ولا غيره !
جلس على الكرسي وقال : إذن هلا حضرت لنا كوبين من القهوة ..
بقيت تنظر له ببرود ثم قالت : لما جئت يا سيد إسحاق ؟
تنحنح ونظر لها بنظرات لو كانت نارا لأصبحت رمادا منذ فترة..
ثم قال بغضب غلفه بنبرة باردة: أهكذا تحدثين زوارك؟...مالذي دهاك آنسة آولين؟
شدد على كلماته الأخيرة كأنه يحاول بطريقة ما تأنيبها عندما نادته بالسيد..بدل إسمه فقط!
ردت: إستغربت قدومك بعدما حدث أمس!
أجاب: وماذا حدث أمس؟
عقدت ساعديها وقالت: كل ما تفوهت به وما زلت تتسائل؟
رفع حاجبه وقال: مالذي تفوهت به لكي تغضبي لهذه الدرجة؟...
اولين: حقااا؟..وتتظاهر بالبراءة!!؟..
لوى فمه وقال: كل ما قلته أمس كان بسببك أنت!!لماذا تتعاملين مع الغرباء؟
ردت ببرود: وما شأنك فيما أفعله ؟
غمغم : تعلمين أنني اكره الإجابة بسؤال لذا كفي عن التساؤل بتلك الطريقة..
صاحت : وهل جئت حضرتك كي تعلمني كيف اتكلم ؟..اووه لقد اكثرت ارجوك إخرج !
عقد حاجبيه بصدمة منها اتطرده ؟
نهض يسير نحوها بخطوات بطيئة مهلكة مستفزة تلعب على أوتار تحملها..
هي بالكاد تحاول إمساك نفسها كي لا تضعف وتتعامل معه بشكل طبيعي هي فعليا لا تريد أن تصبح عديمة كرامة وتسمح له بفعل ما يريده وقول ما يشاء ثم تتجاهل ذلك بسهولة..لا تريد هذا بتاتا..
لحظة لما يتقدم بتلك الملامح ؟..تبا أين ستهرب ليتها كانت لوحة جامدة !!
رفعت إصبعها في وجهه مهددة بتلعثم : إبتعد...لا..لا تقترب أكثر إرحل !
همس : اتطردينني يا فتاة ؟
عضت خدها وقالت : إفهم ما تريده..
أغمض عينيه وعلى شفتيه ابتسامة غاضبة غلفها برود..
ثم سرعان ما فتح عيناه وبهما نظرة حالكة!
همس بشكل جعل جلد جسمها يقشعر !
_ لن اخرج من هنا ولا من حياتك ضعي هذا حلقا في اذنيك !
ضرب رأسها بخفة وهمس بهدوء : هناك أشياء كثيرة علينا التحدث فيها..ليس من العدل ان نبقى بهذه الصبيانية !
بلعت ريقها وقالت : ماهي ؟...ماهي التي سنتحدث عنها ؟
زم شفتيه وقال : عنا !..نحن الإثنين ألا ترين اننا نعبث دون جدوى ؟
ٱولين : ماذا سنفعل مثلا ؟
كاد يرد لكن قاطعه صوت فتح للباب..
إلتفت ليجد رجلا مع صبي !
عض خده بغيظ وهو يتذكر ما رآه سابقا ..
تجاوزته آولين متجهة ناحيتهما..
لتحمل الصغير تقبله وتتحدث مع الآخر بلطف لا تعامله به !
همس ' غبية '
ثم إتجه إلى حيث يقفان
رفع شاهين رأسه ينظر له بدوره ..
وقال : لم تعرفينا بالسيد من يكون ؟
لتقول آولين : السيد شاهين ..والد هذا الجميل و احد زوار الورشة !
هز رأسه بعدم إقتناع من هذا التعريف المتحفظ هو يجب أن يعرف كل شيء..
ليقول وسيم بفضول : ومن يكوون هذا العم يا آولين ؟
كادت آولين ترد لكن قاطعها بصوت جاد ..
_ أنا خطيبها..
عقد شاهين حاجبيه ..
بينما نظرت آولين لإسحاق بصدمة هل ما يقوله حقيقي ؟...ماذا دهاه ؟
شاهين : لم تخبريني انك مخطوبة..
تلعثمت آولين ولم تدري كيف ترد شيئا من صدمتها لقول إسحاق وشيئا من كيفية التصرف
اسحاق ببرود : ليس عليها أن تخبرك بكل شيء انت هنا للزيارة على كل حال..
شاهين بحرج : مجرد تساؤل فقط..
هز اسحاق رأسه وسحبها ناحيته بتملك وقال : تفضل برؤية اللوحات ..
هز شاهين رأسه بقلة حيلة وأخذته قدماه يتجول فعلا وهو يحس بتصرفات هذا الرجل الغريب..
بينما بقيت هي تتحدث إلى وسيم وإسحاق لا ينوي الإبتعاد من جوارهما...يراقب حركاتها وكل كلمة تصدر منها...تبدو لطيفة فعليا هل سيمكنه ان يجعل حياتها سعيدة لو اقترب منها وخرق قوانين الجميع ؟
وسيم وهو ينظر ناحية اسحاق : انتما تبدوان كشخصيات من فلمي الكرتوني..
ابتسم اسحاق بخفة وقال : وماذا كان اسم هذا الكروتون يا ترى..؟
وسيم وهو يضع اصبعه اسفل ذقنه في حالة تذكر ثم سرعان ما هتف : الجميلة والامير الاسود..
ضحكت اولين بفوضوية وقالت متعجبة: الامير الاسود ؟
هز وسيم رأسه ..: نعم يعني امير بائس وشرير !!
بينما ادعى اسحاق العبوس وقال : وهل ابدو لك انا كأمير اسود ؟
لترد اولين ووسيم بعفوية في ذات الوقت: بالطبع لا !
حول اسحاق نظره ناحية اولين ليغوص في عينيها..عيناه تحكي الكثير لكنها صاحبة عقل غبي فكيف بعينيها ان تفهم ما يقوله ؟..
بينما كانت هي حائرة في تغيراته ...في حركاته وتصرفاته ..لليوم ما يزال يتحدث بالالغاز ..يتحدث بالتلميحات لم يقل شيئا يثبت ما تعتقده ...كيف لها ان تبقى بقربه بعد الان ؟
أنت تقرأ
عشق حاقدين_Hate butterfly
Romanceلم تكن قصتهما شيئا عاديا.. ✨💫 كانت أكبر بكثير من أن تصنف في دفتر العشق.. ❤ كانت قصة عاشقين أحدهما غارق في أحزان الماضى لا يستطيع أن يعيش حاضره .. والآخر لم يرى السعادة يوما.. 🥀 وكلتا الحالتان تتشابهان.. فتفرض الحياة عليهما الإجتماع تحت مسمى العشق...