نهايــة بلا نهايـــــــة 25

315 29 18
                                    

وبدات امتحانات نصف السنة ، ما اشوفها هواي مرات بالصدف ، باخر امتحان طلعت من المدرسة هلكان ، كل مرة اتجه لمكتبة ابدل وارجع لبيت اول مدخلت للمحل دحقت ابوي ، جمدت بمكاني ، لابس دشداشتو وعكالو وقاعد يم عمو زكي ، دحقني من فوق ليجوه "شونك بابا بالامتحان ..."
عين عليه وع عمو زكي "ز زين .."
"الحمدلله ، يله نرفع الزحمة .."
قلو عمو زكي بعد ما قام لقومتو"لا يابا بالعكس شرفتنا هلا بيك ومرحبا وكررها يابا .."
"ان شاء الله غير مرة ..."
ومشه قدامي ، اشرلي عمو زكي اغوح(اروح) وراه ، اتجهت وراه اتمشى وهو خال ايدو وره ضهرو والسبحة بايدو .
خلق رعب داخلي لدرجة اخاف حتى اقترب وامشي بصفو ، تركت نفسي وره امشي بخوف ، خلق الخوف لدرجة ما تركني اصارحو حتى بروحتي لمدرسة ، يمكن الغلط مني لكن الغلط الاكبر منو ، الخوف يخلق الاكاذيب لازم تكون (قاعدة العائلة الكبرى)
العائلة هيه الي تخلق الاكاذيب ، وهيه التي تخلق الصراحة ، من المواقف من التصرفات ، هذا الكلام جان يتردد بذهني واني امشي وراه وعيني بالارض ، عاصر الاقلام بايدي ، رفعت راسي بعد ما وصلنه للعوجة (الدربونة ) يحرك بالسبحة بهدوء كأن يطلب من الرب الصبر .
لحد ما دحكنها امي لابسه العباية وطلعت من البيت وراها يركض عباس ورضا ، صيح ابوي "شكووووو .....؟"
اندارو تلاثتهم ، وقالت امي من بين دموعها "شريفة تطلق..."
قالتها وكأنها بعد ما تسمعنا وركضت ، جانت بالمحلي الثاني قريبة علينا ، الباب جان مفتوح دخلت امي واحنا بقينا برا ، ما نقدر ندخل بس نسمع صراخها ، الخوف والرهبة ، وطلعت امي ركض "رضاااا غوووح(روح) دحق وين صاااار قاسم حددددر الجددددة ..."
وركض رضا وما يعغف(يعرف) حتى مكانها ، لكن التوتر العجيب كانه يغلق خلايا الدماغ للتوقف عن العمل اثناء الحدث .
ويه اختفاء رضا اجا من بعيد قاسم يركض ويا مره كبيرة دخلها وقعد يم الباب ، ننتظر بصبر ، الا ان اجت صرخة هزت البيت من صوت شريفة بالنفي "لااااااااااااااااااا وج يممممممممممممه ..."
صراخها خلا قاسم يدخل بدون تفكير ، ابوي يسبح وعينو ع الباب يريد خبر ، صوت ماكو غير بس صراخها ، لحد ما صيح ابوي "ام رضااااا شكووو حدري هييييييييبيييين فهمييييينا ..."
وطلعت وهيه تمسح دموعها بفوطتها "توفة الوليد يبو رضا ..."
صفن يريد يستوعب الصدمة ، بعدين همس "الحمدلله والشكر ع كل حال ..."
وكف قريب من الباب "بوية شريفة الله ياخذ وينطي الاحسن ، كولي الحمدلله بوية ولا اعتراض ع حكمة رب العالمين .."
ما ترد بس صوت شهكاتها يطلع ، طلع قاسم الطفل متحملت المنظر طلعت برا ، تحملت تسع اشهر وبنهاية التسع اشهر فراااااغ ، ويبقى السؤال ما هيه تلك الحكمة المؤلمة التي سوف تجعل لنا حياة افضل ...!
وكان سمع سؤالي حتى ياتي الجواب ، وقال ابوي بصوت عالي"ستريها ام رضا خلني ادحكها ..."
ودخل الها ونسمع كلامو "بوية شريفة قومي بوية ، مني كال الوليد ما يطلع عاق والله ما يريد يشلع كليبج ، مني كال ما يطلع بيه امراض وما يخليج تعللين عليه مني كال ما هو يتعذب والله اختصرله طول هلحياة ، طير بوية هسه هو طير من طيور الجنة .."
دخلت بعد اخر كلام ، دحقتها واحس جبال العالم تجمعت بصدري ، عينها مليانة دموع حقيرة ، شعرها مهوس وراها مخاديد متكيئه عليها ، تقربت منها وسحبت راسها لصدري كاني اريد اضمها بين ضلوعي واسحب المها واخلي بين الامي ، وطلعت صرخاتها بين احضاني كأنها منتظرة هذهِ الاحضان "غاااح(راح) وليدددي علـي .."
"اني وليدج يا يروح علي ، ها نسيتي مو تكولين انت ابني ..."
وزادت شهكاتها "رده مثلك كلما يتحرك كلما ارفع ايدي لسمه اكولن اريدو مثل علـي جا انا شسويت حتى ما يجيني مثل علي ..."
ورد ابوي "دحقي بوية الله راح يرزقج الاحسن وقولي ابوي ما قالي من ايدج تربيهم من ايدج يطلعون بوية احسن حتى من علي ..."
سكنت من التعب ، غمضت عينها "قومي ام رضا غسليلها وخلي ناخذها لبيت ..."
قالها وطلع طلعت وراه نضفتها امي وعباس ورضا وقاسم راحو يدفنون الطفل ، اخذناها لبيت ما تحجي ساكته وبس صفن ، رجعو وره المغرب ، حالة قاسم مو اقل من شريفة
امي بالمطبخ سوي اكل رحت ساعدتها دخل رضا ورانا ، تقرب من الجدورة وسداهم عدنا كرسي بالمطبخ قعد عليه اني وامي نراقبوا ، وسالتو"ايش بيك رضا ..."
رجع راسو وره وغمض عينو "تعبان ..."
"من شو .."
"مو من شي هيك من الله .."
"احكي رضا الي صايغلك(صايرلك)..."
طلع الجكارة من جيبو ورثها ، لطمت امي ع خذها "تغيد(تريد) تخزيني رضا طفيهااا ..."
"بروح ابيج بالكبرخليني براحتي مليت خلوني براحتي ..."
"احجي عاد شبيك .."
"زهرة جايبه من زمان واني ما اعغف(اعرف) ولا عندي خبررر..."
رجعت تطبخ باخر كلمة قالها ، عينو تنقلت عليها وعليه كأن يتسائل الي بيها "ايش بيج يوم .."
"العتب مو ع ويحد العتب عليك يمه ، عفتها حبله واك طفل ايش ذنبو بينكم ، وغحت(رحت) اخذت وحدة ثانية ، شني منتظر رضا تجيك تحضنك وتقولك عاشت ايدك ابو ابني ...؟!"
"حبيت يوم يقدر الويحد يتحكم بمشاعرو .."
ضحكت "انت اب والاب يضحي لكلشي ، الاب يضحي لروحة علمود اطفالو هذا هو الاب يا رضا ، تعلم الابوة يله تتعلم الحب ، الابوة هيه الحب الي تحكي عنو من تعرف الابوة راح تعرف ايش يعني الحب .."
اخر كلمة عافها وطلع ، جرت حسرة ، ورجعت تطبخ ، فرشت السفرة بالحوش ابوي طلب منها ، وفرشت فراشات حواليها ، راحت امي صيح شريفة ما قبلت ، راح ابوي الها ، دق الباب ودخل "شو بويه ما تقومين ..."
"ما اشتهي بابا فدوة لحد يضغط علي .."
عافها وطلع بعد ما توسل بيها لكن عبس، ندق الباب ، راح فتحو ، وهنا الصدمة ، رضا وزهرة ، ركض صالح لحضن امي وتلكتو بفرحة ، زهرة شايله طفل بايدها ، دخلو وابوي صافن ، قالو رضا "ولدت بنت يابا .." قلها واخذها من اديها ، وقدمها لابوي "اجيت حتى تسميها انت .."
دمعت عين ابوي ولم تكتفي حتى خرجت دمعة فرحة من قاب جفنه الحزين وسماها رحمة وشرح الاسم "ع وجها ان شاء الله تنزل الرحمة علينا ..."
ضحك رضا بفرح ، رحمة هو الشيء الوحيد الذي رسم الابتسامة ع هذا البيت الحزين .
وخلصت نصف السنة وبدات مدرسة هذا طلب ابوي ، شريفة رجعت لبيتها ورضا مستمر يروح ويرجع من كركوك وما تخلى من عركاته ويه مرته رغم فهمها هو راح يزوج مياسين
واني في حالة صراع بين حبيبتي البعيدة وبين عائلتي ، بيوم نتائج نصف السنة ، جان يوزع الاستاذ ، اني قاعد ارجف خوف ، هذا اليوم ما انسا ابداً وهو تقرب مني وقال "ليش ترجف علـي ..!"
دحقتو بخوف مليء بصرخة مكتومة من توتر شديد "خايف استاذ .."
ابتسم "ليش هو الاول يخاف ...؟!"
انرسمت ابتسامة سبقتها ضحكة بعد ما خلا الشهادة ع رحلتي ، وهو يقول "صفقو لعلــي الاول ع الثواااني ..."
اعتلى التصفيق ، هذا اليوم ولحد هذهِ اللحظة علـي لم ينسى هذا الموقف الجميل ، يقولها وهو ينظر في الفراغ ويردد "جنت ارجف وكتها وجان يتقرب مني الاستاذ يكولي علـي ليش ترجف كتله بوكتها استاذ خايف وجان يخلي النتيجة ع الرحلة ورد ليش هو الاول يخاف ؟؟؟؟؟...."
رأيكم ماذا قال لي علـي بعد عن قصة حياتهُ ...؟! ترقبوا القــــــــــــــادم .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 31, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

النظر الى الأسفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن