بدات بورقة بسيطة وقلم رصاص 1

1K 64 26
                                    

كل بابٍ خلفه قصة اجيال مدفونة ، تحتاج الى بعض الاقلام لترسمهم ع ورقة بسطية ، عيناي تتجول على كل بيت مصلاوي عتيق ، حيث كل باب يحمل قصة يجب ان تكتب بريشة عجوز تخطها انمالها الناعمة ، لتخرج من خلالها لتُلقي ليالقة الكلمات .
امشي بطيء من التعب بين شوارع الموصل التي يصعب دخول السيارات اليها بسبب ضيقها المغمر ، العوجة(الشارع) طويلة من تريد تدخل لحد ازقتها كأنك تصعد سلم متعرج .
الشمس عالية  واحس بشرتي تحولت لسودة ، مسحت تصببات العرق من جبيني الي تنزل على شفتي اليابسة .
شايل الكريمستيك وهو ترمز من الالمنيوم تحتوي بداخلها ع الدوندمه (المرطبات او الموطة) دائماً تنطيني امي فلوس اروح اترسها من معمل عمو جورج وابيع بين الدرابين .
والحظ اليوم صار اعوج مثل عوجة هذهِ الدربونة ، ورجعت والدوندمه كلها مايعه ، لا حصلت فلس وفوكاها خسرت ، اليوم ماكو شي اخلي بجيب ابوي .
الجو حار ، بداية شهر تموز من سنة 1977 ، رفعت ايدي احجب اشعة الشمس وتكيئت على حايط وبصعوبة اجر النفس ، رفعت راسي ع باب البيت ما بينه هواي مسافة بس احسه صار بعيد من كثرة التعب والهلاك والحر ، واستمريت اصعد بالدربونه واني اجر خيباتي .
لكن هناك دندنات انستني متاعب وخسرات الصيف ،صوت المطربة زهور حسين ينبعث من احد زويا بيت موصلي ، ومبين عليه الذوق الرفيع لاختياره هذهِ المطربة .
عيني صارت تجول على كل باب ونافذة ، ادور ع مكان الصوت ، وكملت مسيري وكل ما اتقرب يتقرب الصوت اكثر ، وعيني تصد بكل مكان لحد ما ركزت نظراتي ع باب بيت قديم ، جان نازل بيه استاذ بس تقاعد وحمل امتعته واخذ عائلته ليسكنون بغداد .
واجا ابدالهم نزل جدد ، بس ما متعرفين عليهم ، يبعد عن بيتنه بعض الامتار .
تقربت من البيت ونزلت الكريمستيك من كتفي ، وبقيت اتمعن بتفاصيل وجمال الفن الموصلي الي انرسم من يد هذا الرجال الكبير الذي يحتوي ع شعر ابيض ويتميز بالياقته وهو يطلعها داخل لوحة بألوانه البسيطة .
ماخذ زاوية تحجب اشعة الشمس العالية ، من احد زوايا حديقته المزدانة برونق الاخضر وألوان الورود ، واعتقد صوت زهور حسين ينطي طاقة للفن .
جان باب الدار ناصي من توكف بأزار البيت راح تكدر تطلع ع جمال الحديقة ونظافة المكان .
كاعد ع كرسي خشبي وكباله اطار او مثبت الوحة هو سطح املس قائم ع قواعد مرتفعة ، يستخدم لتثبيت الوحة عليها ، ويكون سطح التثبيت اكبر من الوحة .
نسيت الحر واشعة الشمس الي حركن وجهي ، نسيت التعب كله ، وبقيت اراقب ريشته وهيه تتحرك ع لوحته فنان ع طريقته الخاصة ، توقف يمكن انتبه اندار عليه شافني وابتسم ، اشرلي اجي بايدة ، مديت ايدي من على الباب واتلمس السركي فتحته ودخلت، وسأل واني عيني ع لوحته "حلوة الرسمة ..؟؟"
هزيت راسي بسرعة "اي اي تخبل تخبل شلون هيج تعغف(تعرف) ترسم عمو...!"
ابتسم "موهبة .." كالها ونصه الراديو ورجع لرسمة ، بقيت اتمعن بالفن وسأل وهو مركز ع فرشاتهُ "ما قوتلي انتا يا صف ...؟!"
"اني صف اول متوسط ..." ابتسم "شاطغ(شاطر) لو لا ..."
"شاطغ(شاطر) والاول ع دفعتي مو بس هيج ،  اني الخطاط مال المدرسة .." كلتها بفخر واني ارفع جتفي بغرور ، باوع عليه وعقد حاجبه وابتسم "موهوب بالخط ..!"
"هواية ، اني انافس ابن الاستاذ ، بس تعغف(تعرف) دائماً هو يطلع الاول لان هو ابن الاستاذ .." كلتها وعوجت حلكي
ابتسم وترك الفرشاة داخل كلاص يحتوي ماي ، وجتف ايده وركز عينه عليه "دحق اقولك ، اذا تغيد(تريد) تصيغ(تصير) ناجح بحياتك لا دحق ع غيرك ، حتلو انتَ تستاهل تصيغ(تصير) احسن منو ، اساس النجاح ان تعرف قدر نفسك قبل لا الناس تعرف قدك ، يعني لا تهتم اذا الناس دحقو هو احسن منك اهم شي انتَ تعرف قدر تفسك يا بطل .."
ابتسامتة تبعث الروح لناس الميتين ، يزيح الهم من القلوب الحزينة ، وينبت الطمأنينة بالقلوب المشجنة ، هزيت راسي مقتنع بكلامه ، عيني تجول ع الالوان وع اللوحة ، اخذ من الطاولة الطويلة الخشب الي خال عليها انواع الالوان واقلام الرصاص ورقة وقلم وخلاهم بأيدي ، وشرح "اكثر طريقة تعبر بيها عن نفسك هو الرسم ، اكبر الفنانين العالمين بدو من الالف للياء ع طغيق(طريق) ورقة عادية وقلم رصاص ، وبعدها صاغت(صارت) الناس تسرق لوحاتهم في سبيل يبيعوهن باسعار عالية ، الرسم هو علاج للتوتر والاكتئاب والقلق ، لمعان عينك خلاني ارسم الك طريق حلو بهذهِ المهنة ، ابدأ من الصفر وجرب بهذهِ الادوات البسيطة .."
فرحت وعبالك ملكت الدنيا ، دك كلبي بفرحة وتشكرته واني اركض للبيت بحماس ، وبيدي الورقة والقلم ، دخلت للبيت ، والابتسامة ع وجهي ، واجت كبالي امي ابتسمت وتركت العجين من ايدها وكالت  "فغحت(فرحت) خيغ(خير) يمه مرسومة ع وجهك .."
تقربت منها وبست راسها ، كالت "جن اليوم الله رزقك .." اختفت ابتسامتي ، وطأطأت رأسي بألم "لا يمه ما حصلت ولا دينار ، والعروبة (الموطة) ماعت ومحد اشترى مني .."
رجعت تخبز ورددت وهيه تبتسم "هاهيه يمه الرزق من الله الحمدلله .."
بست خدها ودخلت للبيت ركض ، ضميت الورقة والقلم بالكنتور مالي ، وطلعت ملابس من بين ضجه ملابس خواني الي ما يخلون شي سالم ودخلت سبحت ، اتصارع ويه المي في سبيل اخلص بسرعة ، اول مطلعت لكيت سكينة واكفه بالباب منتظرتني ، نزلت المستواها "الحلو شيريد.."
"وين الحلويات والثبس(الشبس)الي قتلك عليهن ..." كالتها وهيه متخصرة ، ابتسمت وكرصت خدها "اليوم والله ما بعت شي باجر اذا ابيع اجيبلج كومة حلويات وثباسه(جباسه) "
ضربتني ع ايدي "لا تعيب ع حثي (حجي).."
ضحكت وكمت "اني وين معيب ..."
وطلع صوت صياح عباس بهذهِ الاثناء ، ركضت للغرفة "كم مغغغغة(مرررة) قتلك الغرفة ما اغيددددها(اريدها) هيج وصخه .."
جانت تلزم ايده الي جار بيها اذنها وتبجي "والله نظفت البيت كلو وظهري نكسسر وبعد مكدرت اشتغل ، وهاي امينه ما ساااعدني شسوووي اني ..." دفعها وصيح "امينننننننننه .."
كتله "شبيك عباس بعدين الغرفة انت نظفها الوصخ مو وصخهن وصخك انت .."
خزرني وصيح "امشي ولي لك ناااقصني بس انت تجي تنصح .." ورجع صيح وعينه مركزة ع الباب "لج كلببببه وييييينج ..."
اجتي تركض بيدها وصلة المسح "شبيك صيييح انتَ كاعدة امسح بالمطبخ ..."
وخزرتها شريفة "لا تجذبين حقيرة اصلاً انتَ وين تنظفين .." اندارت ع عباس وتتوسله "والحسين ما تمد ايدها ع اي شغله كل الشغل عليه وعلى امي .."
خزرهن واشر بايدة بتهديد "هاي اخر مغة(مرة) ادحق الغرفة هيج بالعباس اطك غاس بغاس(راس براس) واوصل صراخجن للشفاء(حي الشفاء مدينة في الموصل).." هزن راسهن بامر وبدن ينظفن ، بعلمي بأن شغل البيت ع شريفة وامينة ما تنظف .
دخلت امي وهيه شايله صينية الخبز ع راسها "شني يمه اول ما حدرت(اجيت) صياحك واصل لغاد العوجة(الشارع).."
وكأن يريد واحد يحجي ورجع يصيح "قي دحقين(داشوفين) هذني الطرنات وحده بطول النخلة اجي من الشغل تعبان لا يغسلن ملابس لا ينظفن غررفة شنو المن موجودات هيييين .."
وهزت راسها بهدوء "اي يمه على كيفك عليهن هنه هم خطية يتعبن النهار كلو وياي ، اغديلك فدوات نصي صوتك لا ابوك يجي وتكب العطية وانتَ تعرف البارحة صاغ(صار) ويانه زين من اخر عركه .."
هز راسه بدون رد ، وراحت تجهز الاكل بعلمها اذا ما تحضر قبل مجيء ابوي راح اصير مشكلة جبيرة ، اخذت الورقة والقلم وصعدت للسطح سمعت صوت حازم وجواد يلعبون ، هذهِ عادتهم يلعبون ع السطح طوبة ، تخوصرت واني واكف باب البلكونة "اذا يجي ابوي ويسمع دبجة ع السطح يسمطكم سمط ليش ما تقعدون ..." وكال جواد وهو يعارك حازم ع الطوبة "من يجي ابوي يدق الباب .." وكمل اله حازم وهو ياخذ الطوبة  "وهيج نسمع صوتو ..."
ضحكت بأستهزاء وكتلهم "يسمع صراخكم قبل لا تسمعون صوتو قصدكم .."
ما ردو والتهوا بالعب متجاهلين كلامي ، عفتهم وكعدت ع الدرج ، الورقة ع كتاب الجغرافيه ثبتتها ، صفنت واني خال القلم بين سنوني ، وتساءلت شرسم ..!
غمضت عيني اتذكر الي رسمة وجة بنية شقراء جميلة ، دنكت ع الورقة بأبتسامة غرور واثق راح اجيب الرسمة وتخيلتها شكد سهلة ، وبديت بالعين وبدأ الفشل من اول خط مسحته ورجعت حاولت لكن محاولات فاشلة خلني امل واعوف الورقة فارغة عليها طبع رصاص ومعقشه من كثرة المسح ، ركضت للباب واني اسمع امي "علي اطلللع للباب بسرعة هذا ابوك ..."
عثرت من كثرة ما نبهتني امي وهيه صيح "استعجل استعجل.."
وهذا معروف اذا تاخرنه ع الطلعة راح يصيح علينه وما يقبل ينتظر ، فتحت الباب واني ابتسم ، جان تعبان وتصببات العرق ماليه وجه ومبلله ملابسة بسبب حرارة الشمس المحرقة ، ودخل وراه اخوي الجبيررضا ، طبطب ع كتفي ودخل وهو يبدا بالسلام "السلام عليكم .."
ورديت واني اسد الباب "وعليكم السلام هلا يابه .." وركضت شريفة وسكينة وامينه يرحبن بيه وبدتها سكينة "بابا اغيد(اريد) ثنطة(جنطة) هاي السنة غاح(راح) ادخل للمدرسة ..."
وردتها امي وهيه تطلع من المطبخ والابتسامة ماليه وجها التعبان من كثرة الشغل "دعوفي ابوج يوم هساع تعبان .."
واندارت عليه ورحبت بيه مثل عادتها "الله يساعدك ابو رضا ..." هز راسه ودخل "الله يساعدكم يابه .."
كعد ع الكرويتة ، وابتسم لسكينة "يابه تدلل الي كبرت ، باجر اجيبلج احلى جنطة للعلام(للمدرسة) .."
ضحكت بفرح ، ورفضت امي "دعوفها يا عيني هيه ما عندك فلوس والمدارس بعدلها شهرين .." وكالت امينة "اني انطيها جنطتي اصلا اني ما اغيد(اريد) بعد ادوم .."
خزرتها "شنو ما داومين .." وكالت وهيه ترفض "ما ادوم ما احبن المدرسة هيه كوه .."
وقاطع ابوي "عباس وينو ..!!"
وردت امينة "نايم هذا الطرن ..." جان يدخل وهو يخزرها "الطرن بعينج ما نمت من وره صوتج العالي .." واندار ع ابوي "الله يساعدك يابه .." هز راسه "ويساعدك ، شلونك بالشغل .."
"ماشي الشغل ع الله .."
"ونعم بالله .." كالها واندار ع امينة خنز عليها "امينة قومي .." من شافت نظراته خافت ورجفت ، كامت وهيه تفرك بايدها ، اشر بعيونه ع عباس "اعتذري من اخوج .."
كامت تبجي "يابه هو يصيح علينه اني وشريفة اسال شريفة ، واحنه بس نشتغل والله ليل ونهار .."
"هذا اخوج الجبير يعني من اطلع اني هو يكسر راسج وسمعين كلمتة غصباً عليج ، اعتذري بسرعة .."
دنكت "اعتذر ..." كالتها ونزلت دمعتها ، اندار ع عباس واشرله بامر "بعد مننوع صيح ع اي وحده بالبيت ، من اموت اخذ مكاني .."
"لا يابه حشاااك. بسس......" قاطعة وهو ياشر بايدة بمعنى اسكت ، وكال وهو يندار ع امي "شني وين المواجيل (الاكل) .."
كامت واشرت للبنات "يله يمه تعالو ساعدوني .." وراحت وهيه تكول "هسه خمس دقاق واجيبو .."
وسال "وين رضا .." رديت "راح يسبح يمكن .."
بهذهِ الاثناء وصل صوت حازم وجواد والدبجه مالتهم ، تحولت ملامحة لغضب واني وعباس واحد يباوع ع الاخ ، اشرلي عباس اكوم اسكتهم .
وما لحكت وهو يصيح "هذا شننني الدببببجة .." بلعت ريكي "يا دبجة ، ما سمعت ، انته دتسمع عباس .."
هز راسه بالنفي وهو يباوع ع ابوي بخوف "يمكن من جوارينه ..."
كام وهو ياخذ عودة الماسحة من الحوش بدون ما يرد علينه ، لان بين صوت حازم وجواد ، طلعت امي من المطبخ بخوف بعد ما شافته يصعد لدرج بعصبية"شني شبي ابوكم .." ورد عباس "ع حازم وجواد .."
خرمشت خدودها وذبت الوم علينه "اني مو قتلكم صعدو خلي ينزلون لا يحدر ابوكم .."
كتلها بقهر"يوم والله قتلهم ما ردو .." وبهذهِ لاثناء سمعنه صياح حازم وجواد معلن عن ضربهم ، ذبت الجفجير من اديها وصعدت تركض رغم تعبها ، طلع رضا من الحمام وصيح "شكو شكو .." ما ردينه واني وعباس سوينه الدرج شبر ، جان مخلي امي وياهم ويضربهم تلاثتهم ويصيح ، جره عباس ورجع ضرب عباس ع رجله ، وتكسرت العودة صارت وصل ، خفت اتقرب بقيت بس ابجي ، ذب بقايا العودة من ايده ونزل ، وامي تحتضنهم وتبوس بعيونهم الي تنزل دموعها وبنفس الوقت تعاتبهم بصياح "اني كم مغة(مرة) اقلكم لا صعدون هين وتلعبون .." كامت وهيه تمسح دموعها بعد ما صيح "الاجـــل ويييييين ..."
ونزلت وهيه دردم "من وين احصلها اني من وين ..." كالتها وهيه تمسح دموعها الي عاودن ينزلن كل ثانية بفوطتها .
احتضنهم عباس ومسح دموعهم ونزلهم غسل وجهم ، ونصب الاكل حازم وجواد ما اجو بقو حابسين نفسهم بالغرفة من الخوف ، التمنيه ع السفرة وصاح بعد ما انتظرهم اعرفه ما يكدر ياكل اذا ما نلتم كلنه
"حااااااازم جووووواد ..."
اجوي يتركضون ويباعون عليهم بخوف وتساءل ، اشر الهم بامر ع السفرة"كعدو هين وتسسمموو .."
كعدو بدون كلام ، اكلنه مو من الجوع وانما خوفاً من ان تجينه ضربة لو يعيط علينه اذا مناكل ، كام رضا وكال "الحمدلله ، اني رايح اجيب زهرة.."
ورفضت امي "هيه شلحقت دحك من اهلها وانتَ البارحة بليل وديتها .."
هز راسه بالنفي وهو يطلع "لا يوم صاغ(صار) هواي هونيك دحكتهم كويس وشبعت منهم .."
وراح بدون ما يسمع احد ، فهذهِ عادة رضا ما يحب احد يدخل بينه ويين مرته ، وبنفس الوقت انسان قاسي عليها .
وسألني بعد ما تنهد ع طلعة رضا "شلونه شغلك يابه علي .." كتله بقهر بكل مرة اذكر ماعت الدوندمه "يابه كل الي اشتريته ماع وماكو وحيد اشترى مني .."
"علي صوتك بوية حتى تسمع الوادم غوح(روح) السوك الاي مجان دحك عمال صيح يمهم هسه يشترون منك ، جا انته مو بس بالدرابين .."
هزيت راسي اوفقه الرأي ، وثاني يوم رحت من الصبح للمعمل عمو جورج اعبي الكريمستيك واتجهت للسوك بنشاط واول ما وصلت بين ضجة الناس بطئت مشيتي وصيحت باعلى صوت عندي بحيث احس حنجرتي تجرحت "يله بلاش بروورد قلبك يا ولد ، برد قلبببك يا حلووو بلاااش اليوم ..." بقيت اردد بين البائعين والشراء واشترو مني حتى يزيلون التعب وحر كلوبهم ، وفرحت واني بعت كل الدوندمه ، رجعت للبيت بركض واني احسب فلوسي ، وقبل لا اوصل للبيت صاحني الرجال من حديقته ، باوعت عليه نفس كعدته ، دخلت للبيته والابتسامة مرسومة ع شفتي ، ابتسم "دحق الفرحة ، تقدر تقولي شو سغ(سر) هذهِ الفغحة(الفرحة) .."
طلعت الفلوس من جيبي "عمي اليوم شتغلت .." بست الفلوس وخليتهن ع كصتي "الحمدلله الله رزقني الحمدلله ..." ابتسم "انتَ بطل رغم صغر سنك بس معتمد ع نفسك .."
ابتسمت بفخر ، سألني "ما قوتلي شو اسمك ..."
"علي ... اسمي علي .." هز راسه "عاش هذا الاسم .." ورجع استرسل "قول وين وصلت بغسمك(برسمك) .."
حكيت راسي بحرج وكتله "الصراحة ما رسمت .." دنكت العب بالحشيش بحذائي المكطع "مليت لان فشلت ..." رفعت راسي اتبع ملامحة ، بعده مصر ع ان يبعث الابتسامة ، وكال "الرسم مثل الكتابة من تجي وتتعلمها وانتَ امي ، وهذا الشي يحتاج الصبر والمثابرة في سبيل توصل الى نتيجة انتَ تريدها .."
كام وكال "انتظرني ..."
دخل لبيته وطلع بيده انوع من الاقلام وشرح "راح انطيك هذهِ الاقلام هدية مني الك ، واني واثق غاح(راح) تقدر تتعلم بالتجربة ، هذهِ الاقلام هي اقلام رصاص مدرجة من الون الفاتح إلى اللون الداكن، وكلما زاد اللون الداكن في القلم الرصاص زاد سمكه وقساوته والعكس"
ابتسمت بفرح واخذته ، ومد صورة الي "جرب ترسم هذا المنظر .." صفنت عليه كتله "سهل .."
"الرسم هو السهل الممتنع .." وسألته "شنو يعني .."
"يعني دحقو سهل ومن تصنعو بيدك غاح (راح) دحقو جثير صعب .."
"قصدك اني ادحك هذا الصورة سهلة بس هيه صعبة رسمها .."
هز راسه "صح انتَ ذكي بسرعة تسترسل الشغلة .."
كتله بغرور "اكيد ذكي اصلاً مرات ابو العربي يخليني اني ابدال الطلاب اشرح .."
عقد حاجبة بتساءل "شلون يعني ...؟!"
"مغات(مرات) يغلط باعراب او شي ، اصححو الو ، اعرفو ينحرج بس لازم احجي ما اتحمل ، تالي كام كل ما يكتب شي يسال ها علي صح .."
ضحك بتعجب وكال "الجذب حرام علي .."
"لا عمو والله ما اجذب .." نظراته غريبة ناحيتي ، بعدها ابتسم وكال "ارسم وتعال باجر لا تنسى .."
هزيت راسي بفرح ورجعت للبيت ، بديت ارسم فشلت بس حاولت ، والورقة رغم مصخمه من كثرة المسح الا ان طلع شي حلو ، ابتسمت براحة ، اجه عباس فوك راسي وسأل "شدسوي انتَ....؟!"
وكتله واني مندمج "ارسم يعني شو دحق انت..."
كعد وكال "هاي انت رسمتها ..." رفعت راسي وشفت الاهتمام بنظراته "حلوه ..."
ابتسم "حلوه بدايتك جيدة علي .." ضحكت وانطاني حافز مجنت اعرف هذا الحافز لمصلحته .



راح يتم تغير اسم قصة (قلعة صالح) الى (النظر الى الاسفل) لكون حسيت الاسم اقرب الها واكثر معنى من (قلعة صالح) .

وفي بداية هذا اليوم بعد ما نزلت الاعلان ودام تلث سنوات وكثرة الاسئلة ع هذهِ القصة الغريبة اعلنت ع تنزيلها ، تاخرت لاسباب هواية وان شاء الله بعد ما اقطع نهائياً .
خلي نطوف سويه في قصة النظر الى الاسفل ويه البطل علي الي ديسرد الكم قصتة الغريبة .
ملاحظة حجي عائلة علي مو مصلاوي اصلي لان اصلهم مو من الموصل ، نتعرف عليهم بالبارتات الجاية .
القصص الرائعة يصعب ان توجز كلماتها ، فالصبر حتى نخوض بمغامرة بين افرع هذهِ الرواية .

#منار_العجيل

النظر الى الأسفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن