الفصل العشـرون

513 37 286
                                    

لا يؤمن جينيونغ حقًا بالآلهة رغم امتلاء القصر بالإيحاءات المسيحية والآلهة الإغريقية والإسكندنافية منها، لكنه عندما فتح عينيه ذاك الفجر كان يبدو الأمر وكأن إلهًا يرشده نحو سلام قلبه، كان هنالك شيء يجب أن يبحث عنه، لا يعرف ماهيته، ولا يعرف لماذا، لكن عميقًا في ذهنه لا يستطيع الخطو خارج مهجعه من دونه، هذا ما عرفه دون أي كلمة من أحد.

‏نهض الأمير من سريره وراح يمشي في غرفة النوم باحثًا عن شيء لا يعرفه، هل ربما هنالك إلهامٌ في مرسمه؟ أو بين كتبه؟ هل هي علامةٌ على مدفأته، أم رسالةٌ بين ملابسه؟ حتى أتت الساعات الأولى من الصباح وهو لا يزال يبحث على السرير وبين الكتب وبين لوحاته وأسفل المقعد وفي كل مكان في الشرفة وفي الحوض وبين الزيوت، حتى الأزهار التي وضعتها الخادمة راح يفتش بينها آملاً أن يجد ضالته، لكن دون جدوى.

غادر مهجعه ذلك الصباح متثاقلاً، إنه شعور غريب، كأنك نسيت شيئًا لا تستطيع تحديده، وأمضى بقية يومه في استقبال الوفود الأولى من النبلاء بحفاوة، يردد عبارة، "أنتم في أمانٍ هنا من أولئك المرتدين،" ثم يرحب بهم الخدم إلى مهاجعهم وقاعات الزمرد ليتحادثوا ويقامروا ويرقصوا.

عاد ولي العهد إلى مهجعه على وشك فقدان الأمل من ما يفكر أنه نساه عندما رأى أشعة الشمس تنعكس على سطحٍ لمّاع منغرسٍ في الشجرة المقابلة لغرفته، فكّر في البداية أن غُرابًا ما كان يجمع القطع النحاسية مجددًا، لكنه لم يمحُ فكرة أنه ربما يكون مخطئًا ويكون ذلك هو ما كان يؤرقه طوال اليوم.

هبط ولي العهد من السلالم بهيبته المعتادة رغم تسارع خطواته المُلاحظ، وانطلق نحو الشجرة، هل يمكن أن يكون تهديدًا من نوعٍ ما؟ قفزت الفكرة في ذهنه ولم يستطع هزها لأنها تبدو معقولةً للغاية، وقف الأمير الشاب ينظر نحو الشجرة، لم يتسلق منذ آخر مرة مع الكوماندور في حديقة السيدة آني، آه، الكوماندور، ينقبض صدره حين تعود صورة محبوبه إلى ذهنه، لقد نجح في شغل نفسه عن التفكير به طوال اليوم، لكنه باء بالفشل الآن.

أخذ ولي العهد نفسًا عميقًا ووضع رجله على نتوءٍ بارز، وحلق أصابعه حول الجذع، خطوة بخطوةٍ كما علمه جيبوم، تردد قليلاً وفكر ما إن كان عليه أن ينادي الحراس ليفعلوا هذا بدلاً منه، لكنه برر ذلك بشيئين، ١- إنه يود حقًا تطبيق ما عمل الكوماندور في تعليمه جاهدًا، فربما يحس بآثار أصابعه على خصره كتلك المرة، ٢- حصل هذا في الغرفة المقابلة له، ربما يعني شيئًا، كرسالةٍ من الثوار، أو تهديدٍ على نحوٍ مخصوص، ٣- (جاءت فقط في ذهنه) إن لم يكن شيئًا مميزًا سوى نحاسيات غُراب، سيحفظ ماء وجهه أمام الحراس، كل ما عليه فعله هو عدم السقوط.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن