الفصل الثالث عشر

1K 57 650
                                    

أُشعلِت النيران ذلك المساء وسط صخب النبلاء المحتلفين بصيدهم الغفير، وكان الجميع مدهوشًا من حصيلة صيد مجموعة الأُمراء وتم الثناء عليهم بصفتهم "مستقبل الأمة" ومباركتهم على عملهم الجهيد، كما تمت الإشارة إلى جلدهم المُحمّر من فرط إجهادهم، فتبادل الأمراء ابتسامات شاكرة مع الُحراس الذين لم يبدُ أنهم يُمانعون أن يُنسب صيدهم إلى أُمرائهم البتة، بل كان الفخر مرتسمًا على محياهم دون قناع، لقد ربّاهم الكوماندور جيبوم بامتيازٍ حقًا، يشعر الأمراء الأربعة بالأمان من فكرة أن بإمكانهم الاستناد على ملازمين لن يبوحوا بتحركاتهم للجهات العليا.

"سنقيم وليمة ضخمة وسنشرب حتى خيوط الفجر الأولى!" أعلن الملك بحماس مُبالغ فاهتاج الجميع متحمسين. لا يفهم ولي العهد لماذا يمثلون أنهم مصدومون رغم أن الوليمة كانت هدفهم الأسمى منذ البداية، إنهم حريصون بجدية على قضاء الوقت مع الملك وحاشيته لترك انطباع قوي.

أدار جينيونغ عينيه عندما دخلت البغايا والمومسات من بيوت الدعارة المخيم وقمن يتقلبن على أفخاذ النبلاء والحراس غير المناوبين، كان هنالك عدد من المومسين الذكور كذلك الذين بدوا وكأنهم يعرفون جمهورهم وتوجهوا مباشرة نحو عدد من النبلاء -الذين كانوا متزوجين من نساء - وسط استغراب كل من الأمراء الثلاثة، وضع ولي العهد هذه المعلومة جنبًا في عقله لأهداف مستقبلية.

تلاقت عينا جينيونغ مع أخيه الذي استمر بدعوة الفتيان باتجاهه، يُدلك أحدهم كتفيه ويلعب آخر بأزرار قميصه، ويمسح الأخير سيقانه ويثني على عضلاته اثنان آخران، كان هنالك حوار غير لفظي بين الأخوين، تعابير الأخ الأصغر ناهرة، وتعابير الأخ الأكبر مُكابرة، انتهى العراك المشحون بملامح جاكسن القائلة، "سأفعلها يعني سأفعلها!" تنهد ولي العهد ونظر في الجوار لكنه لم يجد ابن التوانز، ولكنه ظن أنه لم يكن ليبالي على أي حال.

وبينما يحتفل النبلاء مع حراسهم الشخصيين يلتفهم الجنود لحمايتهم والاستمتاع في الآن ذاته، ينسدل الكوماندور جيبوم منسحبًا من الجمع الصاخب، دون أي شراب أو شواء في يديه، ياله من بائس ممل، فكر ولي العهد وهو يشرب كأسه الثاني من النبيذ الأبيض.

لم يكن الأمير جينيونغ يود أن يتبعه حقًا، ذلك مثير للشفقة بالنسبة لمقامه، لكن عندما بدأت آثار الثمالة عليه واشتدت ملامحه بؤسًا، كان يُحس بالوحدة وسط عائلته في جمعٍ ضخم من أُناس درسهم وعرف أدق تفاصيلهم، لم يستطع تقبل ذلك، فوقف ملاحقًا إياه، مرسلاً ضحكة سريعة نحو جاكسن ويوقيوم والفتى بامبام الذين بدأوا يرقصون حول النار على الطبول البهيجة، لا يعرف متى أصبح الملازم الأجنبي بامبام بداخل دائرتهم بشكل رسمي، لكنه إن نال إعجاب المستشار، فهذا كافٍ حقًا.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن