الفصل الرابع عشر

1.3K 57 692
                                    

جاءت نزهة السيدة آني في أوانها المثالي حقًا، كان الثلاثة منكبّين فيها بأعمالهم التي لا رادع لها وأقصى ما يحتاجونه هو الشعور النقي بالحب من صورة الأم الوحيدة التي عرفوها، لذا عندما تلقى ثلاثي الموت رسائل دعوتهم إلى حديقتها، صاروا ثلاثيًا طائرًا حول ممرات القصر يتسارعون كل في جهة للوصول لها، ففي هذا القصير اللعين، كل شيء يجب أن يتم بدعوةٍ رسميّة.

كان جينيونغ أول الواصلين حيث كان يدرس في المكتبة المجاورة حول عددٍ من الزيارات القادمة للقصر، وما إن حطت رجلاه على حديقتها، حتى أخذته السيدة آني في حضنها، رمى العكاز الذي كان يستند عليه، لم يكن يمزح، لقد أراد البكاء حقًا لمجرد كونه بين يديها، إحساس لا متناهٍ من الأمان ، وبينما هو يحتضنها بصمت، يرتمي جسدٌ آخر ليتشارك الحضن، في الغالب أنه يوقيوم لأن السيدة آني رفعت أطراف أصابعها ليستطيع وضع رأسه على كتفها، ثم يأتي جاكسن -إن كانت رائحة عطره أي دليل، ويحتضن الجميع، كان منظرهم شاعريًا ومضحكًا للغاية، لكن ذلك لم يوقفهم.

عندما افترقوا وهلمّوا بالجلوس، صُدموا أنهم ليسوا المدعوين الوحيدين، فقد كان مارك مسترخيًا بالفعل وكأنه يملك المكان، في يده عدد من البسكويتات الخاصة التي تُعد خصيصًا للسيدة، يبتسم جاكسن ناحيته فيخرج الآخر لسانه، ليبدأ عراك طفولي بالعينين، ثم يدخل كوماندور السرية السابعة جيبوم وملازم من السرية الثانية بامبام ويؤدون تحيتهم، فيتبادل ثلاثي الموت نظراتٍ حول ما يدور في ذهن آني.

لكنه لم يكن بالكثير حقًا، كل ما أرادته هو رؤية أطفالها سُعداء، جاكسن الذي يبدو كالطفل وهو يحاول إثارة انتباه مارك الذي يتجادل مع جينيونغ ليأخذ قطعة الكعك خاصته الذي يحاول أن يتصرف برزانة أمام الكوماندور الذي كان محتارًا يحس أنه في غير موضعه مع بامبام الذي كان لا يُلقي بالاً لقصة تجمعهم بل يستمتع بالذي يقدمه له يوقيوم من أطباق، إن آني محظوظة بأطفالها بجدية.

"كيف تأكلان كل هذا ولا تزالان كعيدان الخيزران؟" يسأل يوقيوم وهو ينظر نحو مارك وبامبام باندهاش، أراد جاكسن القول بأن ابن التوانز لا يأكل في الواقع إلا هنا فقط ليُسعد أمه آني، لكن الإشراق على وجه أمه جعله يتراجع عن ذلك.

"لقد وضع مارك بصمته على كل شجرة في القصر، لا بد وأن ذلك تمرينًا جيدًا،" يقترح جينيونغ إجابة للسؤال ويشير لسيقان التواني، الذي رفع رداءه التواني الأبيض في فخر مظهرًا عضلات سيقانه المشتدة من التمرين، لم يكن توقيتًا جيدًا بحكم أن جاكسن اختار أن يحتسي شايه في تلك اللحظة، لكن مارك يدعي أنه لا يلاحظ غصّة الآخر وخروج الشاي من أنفه، بل يغمز لولي العهد الذي يُدير عينيه، يشعر أنه يُغازل أكثر من أخيه المسكين أحيانًا.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن