الفصل الخامس عشر

716 37 349
                                    

كان يا مكان في زمن الملوك والأمراء الغابر عاش أمير شاب كان مولودًا في قصر كالجنة، كانت والدته الملكة صلبة كالحجر، ووالده يتغذى على الطموح ويستحوذ على ما يريده في قبضته، كصبيٍ صغير، أحضر له من حوله كل ما يحلم به أو يُريد، أقمشة من الحرير الخام والكشمير، أجود أنواع الفاكهة والخيول واللوحات، كُتبًا ومعارفًا من بقاعٍ لم يسمع بها حتى، كانت هنالك لحظات عندما وجد نفسه سعيدًا لدرجة أنه لن يمّل بتاتًا من كونه أميرًا.

تعلم منذ صغره قيمة العقل التي تضاهي قوة الجسد، والذي كان السبب في عدم خوضه أي تدريبات مبارزة أو صيد أو قوسٍ أو رماح، كالتي خاضها أخوه غير الشرعي كما يُطلق عليه من حوله، حتى الدفاع عن النفس كان شيئًا تافهًا أمام المخططات والمستندات التي درسها، كان ذلك منطقيًا حيث أن الحرس كانوا يلازمونه في طفولته، لذا لا حاجة له بدلك، كما أنه لا يحتاج أن يلعب تلك الألعاب مثل الأطفال في عمره في ساحة تدريب القصر.

لم يكن لينكشف له الستار حينها، لو لم ينظر في عيني فتى سيء الملبس لا حياة فيهما، خادمٌ صغير بنقطتين جميلتين أعلى عينه اليمنى يُمسك بفوطةٍ مهترئة ويلتقط الزجاج المكسور لكأس نبيذ، بدا وكأن كل العالم منكمشٌ بين كفتيه، عندما ينظر هذا الأمير للخلف الآن، لا يفهم كيف لطفلٍ في السابعة أن تنحسر رغباته في لحظة كتلك، لكن ما إن انكسر حصن المثالية التي رآها طوال عمره الصغير، حتى بدأ يعيش حقًا، التفت لأخٍ لم يكن يُعطى مثل ألعابه، وأمٍ أجنبية لم تبتسم قط، رأى أن جاكسن الصغير وآني الوحيدة ليسا شخصياتٍ ثانوية في قصة حياته، لكنه هو كان شخصية غير ناضجة. كان ذلك ميلاد ولي العهد جينيونغ.


صدحت سيمفونية كارمينا بورانا لكارل أورف حول ويستروس بعلو، حيث انتشر العازفون بداخل القصر وبين طرقات المدينة يلعبون على أوتار آلاتهم بجانب أذنيك يخلطون بين رغبتهم في تهويدك للنوم وإيقاظ شعلة الشباب فيك، كل من في العاصمة تسلق الأسطح ليستمعوا ويراقبوا علّهم يسمعون المزيد منها.

كانت الشموع والنيران تجعل من القصر شمسًا في منتصف الليل، بريقه يجذب العامة ناحيته، وحتى السفن عند الميناء لم تعد تحتاح للمنارة، فقصر الملك سومان العظيم كان ليلتها دلاّلاهم الوحيد، بدا وكأنهم ينظرون نحو زجاجٍ مشع، وكأن الشمس اختبئت بداخل جدران الملك تبجيلاً له وتحية لضيوفه.

لا يعرف الكوماندور جيبوم بمَ يحتفل النبلاء هذه الليلة، هل هو افتتاح الميناء؟ أم سور المدينة؟ أم توافد التجار من أنحاء البلاد؟ كان سيحتفل الخادم السابق لولا حقيقة أن قطعة نقدية واحدة حتى لم تذهب ناحية سُكان ويستروس، لم يتجرأ ابنا الملك على النظر في الخزنة وحساباتها حتى رغم عملهما الجهيد في المخططات السابقة لسنوات، لم يكونوا يتوقعون أفضل من ذلك، لكن ولي العهد بدا وكأن وميضًا من الأمل قد انبثق بداخله في بعض الأحيان، لكنه سرعان ما انطفأ وعاد خائبًا مصممًا بحزمٍ يتجدد.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن