الفصل الثالث

1.5K 101 588
                                    

ألقى البدر بنوره على ما اصطفاه من الحيوانات
كما ينفي المحيط كل ما عصاه من تلكُم المخلوقات،
مهما كانت النهايات فنحن لا أسودًا ولا نسورًا ولا قروشًا صرنا!
فهل لنا أن نُدرك يومًا إن كنا نَمتلِك، نُمتلَك... أو بلا بدايات؟
كلٌ منّا يُصطفى، فهل نسقط بؤسًا، أم نحلّق شامخات؟

سمع جيبوم تلك الترنيمة قبل قُرابة السنة تقريبًا عندما تم إرساله للسجون للقيام ببعض أعمال التنظيف. ولم يستوعب معنى الأغنية آنذاك، لكن الصوت الذي غناها كان جميلاً للغاية يشدّك نحوه، وبعد سماعها لساعات علقت في ذهنه بسهولة. وعندما أدرك معنى تلك الأسطر أخيرًا، خفق قلبه لما توحيه.

"ألقى البدر بنوره على ما اصطفاه من الحيوانات، كما ينفي المحيط كل ما عصاه من تلكُم المخلوقات،" الحيوانات هم الطبقة الثرية في المجتمع، ومن نفاهم المحيط هم الطبقة الدنيا الكادحة، "مهما كانت النهايات فنحن لا أسودًا ولا نسورًا ولا قروشًا صرنا، فهل لنا أن نُدرك يومًا إن كنا نَمتلِك نُمتلَك أو بلا بدايات؟" مهما كافحنا لصعود السلم الاجتماعي، فسنظل كالحشرات بالنسبة لهم، "كلٌ منّا يُصطفى فهل نسقط بؤسًا أم نحلّق شامخات؟" هل نستسلم بعد معرفة تلك الحقيقة أم نحارب للتغيير؟

لم يفهم جيبوم وقتها الكثير عن ذلك، لكنه يفهم ما يحصل، كل ما يحتاجه هو تعلم كلمة "ثورة".

شيء قد تغير في قرارة نفس جيبوم منذ تلك اللحظات العابرة التي التقى فيها بابن رئيس الحرس السيد يوقيوم وتعامل مع ولي العهد جينيونغ -الذي لا تزال نظرته الثاقبة تظهر في مخيلته بين الفينة والأخرى- حين سكب الشاي الساخن على كتابه، وهو كذلك متأكد أنه لو قام بضرب نبيل آخر مثل ما فعل للأمير جاكسن، سوف يكون طعامًا للكلاب بالفعل في هذا الوقت.

للحظاتٍ محددة، أراد جيبوم أن يكون مثلهم، أن يتشارك ذلك اللطف مع العالم بدلاً من الرغبة فيه أو البحث عنه واستقباله فقط. لقد بدأ يفكر حينها أنه من الممكن سيستحق المزيد لو أعطى المزيد.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن