الفصل الثاني عشر

1.9K 81 861
                                    

كانت خيوط الشمس الذهبية قد لونت القصر بكافة أجنحته للمرة الأولى منذ أسابيع عديدة، فغدا بهيًا كل من فيه يتراقص في قلب أعماله منتعشًا على مطلعها، فتحيّة الشمس طقس من طقوس ويستروس السعيدة يحتفل به كل فقير وغني رغم التعاسة السائدة بين السكك، وتحية الشمس تُعلن عن بداية رحلات الصيد، إنه وقت مليء بالحياة، المهرجانات والأغاني تقبع في كل زواية. الشمس، على هيئة أطفال صغار، كذلك تغني لعهدٍ جديد في بعض الأوقات، عهدٌ يقوده أشخاصٌ أقل تجاعيدًا، لكن من قد يُلقي بالاً لأقزامٍ قد باشروا العُمر للتو؟

في مجلس المستشار جاكسن يجلس هو وولي العهد والكوماندور يوقيوم متهربين من جنون القصر وكأنهم يستغلون الفوضى للحصول على هدوئهم. لطالما وجدوا الأمان لمجرد قربهم هكذا، ولم يوقفهم تعرضهم للتوبيخ قبلاً من التسلل لدارِ أمانٍ على هيئة يدي جاكسن أو قبلات جينيونغ أو ألحان يوقيوم الغنائية.

كان الجميع في ذلك اليوم يرتدي الأحمر ودرجاته، كل الخدم والحراس والأثرياء، إنه طقس قديم يعود أصله لقومٍ سكنوا ويستروس قبل آلاف السنين كانوا يعبدون الشمس، ورغم أن الزمن قد تغير، فقد لازم هذا الطقس البلاد وتماشوا معه، إنها فرصة الأثرياء لشرب المزيد من النبيذ، وفرصة الفقراء للترفيه عن أنفسهم.

يحدق جاكسن في جينيونغ الذي لا يزال مستمرًا في وضع ماء الزهر على ساقه مع ابتسامة إيحائية مخيفة نوعًا ما، "ما بالك؟" يسأل المستشار وهو يُقلب عدة خرائط متناثرة على طاولته الخشبية، عندما ضاق ذرعًا بتركيز أخيه الذي لا داعي له، سأل بفضول لم يكن يتوقع منه إجابة محددة، "لماذا تستمر بالعناية بساقك كالمهووس؟"

يرمقه ولي العهد بنظرة ويختار عدم التعليق مواصلاً إعطاء جلده حقه من العناية، لقد أصبح كثير الانشغال مؤخرًا بين الكتب والرسائل يدرس التفاصيل المالية للبلاد ويجيب على رسائل السفراء وملوك الدول المُجاورة، كلهم يرجون استحسان الملك القادم للمالك السبعة، لكن كان اعتناؤه بساقه شيئًا واحدًا لم يتخاذل عنه.

"لقد قال له جيبوم هيونغ أن لديه سيقانًا جميلة،" يقول يوقيوم ضاحكًا وهو يُلمع سيفه وينظر نحوه متصنعًا التقزز مشيرًا للمرة في حوض استحمام جينيونغ عندما قام الخادم السابق بمدح نظارة سيقانه، "إن أخاك عاهر،" يُمثل أن جسده يقشعر من تصرفات ولي العهد لكن عيناه تلتقي بعيني ابن آني المصدومة فينفجر ضاحكًا بصوت عالٍ.

"أنت ميؤوس منك حقًا،" يتنهد المستشار، ثم ينظر نحو الفتى الأصغر، "منذ متى تستخدم هذه الألفاظ؟" يسأل جاكسن مدعيًا الرزانة غير مصدقٍ أن ابن عمهم الذي عهدوه صغيرًا يستخدم السباب، لكن الكوماندور الأصغر يكتفي بإخراج لسانه بطفولية بالغة، يستنكر جاكسن فعله ويفكر بالأمثلة السيئة التي احتك بها ابن عمه البريء وهو يتدرب في الشمال.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن