الفصل الحادي عشر

1.8K 84 1.4K
                                    

قد يكون تقبل أنك على خطأ بانصياعٍ مرير صعبًا أكثر مما يمكن تخيله، إنه إذلال بحد ذاته يجعلك تندب الوقت الذي لا تملكه في الأصل، ولاسيما إن كنت ولي العهد الذي ترعرع على إيمانٍ من حوله أنه لا يخطئ، وأنه يجب أن يكون مرارًا على صواب وإلا تداعت أسس مملكة أجداده، وهذا لذنب عظيم.

لذا، لم يكن من السهل على ولي العهد جينيونغ أن يخرج عن عادته ويدفع نفسه للمضي في ممرات القصر إلى الجناح الوحيد الذي أكره نفسه على زيارته، جناح ابن الهمج، ابن قبيلة توان، خطيب أخيه الوحيد، وابن الزعيم المغوار، المحارب المرح، وأمير مستقبلي في البلاط الداخلي، مارك يين توان.

لقد درس ولي العهد الفتى الأشقر منذ أول يوم له في البلاط الملكي في تلك المائدة العامرة، ولم يكن ذلك فقط بسبب قوامه الملائكي الذي لا ينبث أخاه الحديث عنه، بل بسبب أسلوبه القويم في التعامل مع الطبقات الدنيا، والمخالف لذلك مع الطبقات العليا. لقد كان شخصية مثيرة للاهتمام، يحمي كل شيء ضعيف، حتى وإن كان هو أقرب للريشة في عرين الأسود هذا.

لكن ذلك جعله مثيرًا للشك أكثر في تفكير ولي العهد، فما هو مبتغاه؟ إنّ دافِع ثلاثي الموت واضح، إنجاد ويستروس، لكن ما يقود ابن الهمج جعل جينيونغ يحكم على صدقه بالمذنب، وظن أنه بمحاولة تطويعه، كان يحمي أخاه والخادم السابق، لكن انتهى الأمر بالاثنين تحت طاعة مارك على كل حال، ولم يرتح ولي العهد لذلك، حتى ابتعد عن القصر وبدأ يرى جوانب القصر على حقيقتها، صار يعرف الحليف من العدو، ومارك كان حليفًا ذو نفوذ، وصديقًا محتملاً.

جفل الحارسان الواقفان أمام الباب حالما استوعبا أن الزائر هو فخامة ولي العهد وانربط لسانهما فاستقاما مقاطعين حديثهما الذي التقط منه جينيونغ كلمتي 'إرهاق' و 'جذاب'، إنه يعي تمامًا ما يتحدثان عنه، وربما يكون من غير المحترف لهما التحديق في خطيب أخيه النبيل، لكنه في الواقع يعرف أن مقاومة النظر هو الجُرم بحد ذاته، فمثل الجمال بهيئة ابن التوان خُلق للتمتع فيه ولو من بعيد.

وقف أمام الباب وأمر حارسه الخاص بطرقه وإعلان قدومه، فانصاع الحارس الجديد الذي كان من المفترض أن يكون الكوماندور جيبوم باستقامة لا يستطيع أن يجد فيها الأمير خطأ يستطيع إرساله بعيدًا بسببها، هذا الحارس لا يخطئ، والأمر يُزعج ولي العهد الذي يريد التخلص منه للحصول على دميته المفضلة.

لم تكن هنالك استجابة من الطرف الآخر للباب وهذا ليس عِرفًا جيدًا في بلاط النبلاء، تعجب ولي العهد عمّا كان يتم تعليمه للفتى الأشقر في فترة غيابه غير القصيرة. حينها، التفت الأمير إلى أحد الحارسين ببرود وسأل، "هل غادر السيد مارك جناحه؟"

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن