الفصل التاسع

1.1K 76 787
                                    

هنالك شيء غريب في الوقت، الأيام تبدو وكأنها ستدوم إلى الأبد لكن الشهور تبدو وكأنها تطير من السرعة، يشعر الهمجي مارك في بعض الأحيان أن ساعات الرمل توقفت، وفي أحيان أخرى وكأن حبات الرمل تتسابق فيما بينها من غير وعي أحدٍ غيره، يفكر كم كانت سريعة الأوقات التي قضاها مع جيبوم، وكم هي بطيئة أيامه الحالية.

كان مارك عائدًا من برجه المفضل سويعات قبل غروب الشمس عندما رأى جواري السيدة آني يتحدثن إلى الحُراس أمام جناحه، ينظرن ناحيته بابتسامات تثير الريبة وتقفز إحداهن حماسًا عندما تراه، كن ينتظرن وصوله بفارغ الصبر، لم يبدون كخادمات عاديات، من ردائهن، لا بُد وأنهن خادمات البلاط العليا، يعتقد أنه يعرفهن بليسا وجيني.

تفكّر ابن القبيلة في الخيارات التي أمامه، ووجد أنه حقًا لا يود خوض أي شيء قد أتيتا بخصوصه، كان الجو دافئًا وهو يشعر بالضجر، اقترب من جناحه يمثل الانصياع، حدّق قليلاً في ردائه السماوي الفاتن، تذمّر في داخله من احتمال تخريبه، لكنه صنع قراره بالفعل، استدار فجأة ليجري في الجهة الأخرى، إنه يريد لعب الغميضة.

"إنه يهرب!" تصرخ ليسا بلهجتها الأجنبية، يضحك أحد الحارسين ويقول شيئًا بدا كـ بالتوفيق، لكنهما لم يسمعاه في لحظة ذعرهما. "بجدية؟" رفعت كل منهما فستانها ورُحن يلحقن به لا يستوعبن حقًا سبب هربه، لم يكن هنالك أي مبرر، تتبادلان النظرات المتفاجئة فيما بينهما.

عبروا المبنى القديم وحديقة السيدة آني وحتى المطبخ الملكي، بدأت حينها ليسا وجيني تفكران بالاستسلام، فقد كانتا تلهثان بقوة، وقفتا وأمسكت جيني بخاصرها متألمة، بينما تبعد ليسا شعرها المتناثر من وجهها.

أما مارك فقد كان يركض ويضحك بمتعة وكأن العالم لا يحتويه، حتى بدأ بطنه يؤلمه، وعندما استدار، كانت الفتاتان بعيدتين لا تزالان خلفه، تبدوان منهكتين لكن حريصتين على الحديث معه إن كانت إشارات يديهما أي دليل، فتوقف واستدار ليمشي ناحيتهن. "تفضلن معي إلى جناحي،" دعاهن ببراءة وكأنه لم يكن يهرب منهن بجنون قبل لحظات.

حدقتا فيه بتعجب، حاحبهما مرتفع من الاستغراب، "هذا ما كنا نريده قبل أن تبدأ في الهروب!" نهرته الجارية ليسا ثم وضعت يدها على فمها عندما ركلتها الجارية جيني على أسلوب الفظ مع فردٍ سيكون من العائلة المالكة قريبًا، ضحك مارك مستمتعًا، وكأن طيورًا سوداء تغادر صدره. ابتسمت الفتاتان عندما لم يرد الفتى بالتعبير الذي يتوقعانه من فتى نبيل، 'كيف تجرؤان!'

"ما الأمر؟" سأل مارك بابتسامة دافئة على وجهه، كان يمشي ببطء ليتماشى مع سرعة الفتاتين. استدار قليلاً وبدأ يلوح بيده أمام وجه ليسا وكأنه يستخدمها كمروحة لتهويتها، احمرّ خدا ليسا من الاهتمام الدقيق.

Ruthless Royalty (21/21)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن