أنهيتُ برهة التأمل هذه و اتجهتُ نحو احدى الأرائك عندما لمحتُ شبح ملاذ متسمراً قرب الطاولة في المطبخ خلفي ، تتأمل تأملي .
و رُحتُ افكر في أيِّ المشاكل أقحمتُ نفسي ..
و لماذا وافقتُ على الدعوة منذُ البداية ..
هل لأجل السعر الزهيد !؟ سحقاً لي و لطرق تفكيري ..
وما الذي افعلهُ بجلوسي هنا .. لماذا رضيتُ البقاء هنا..
ماذا لو ظهرت الاشباح الآن ..
ماعساي افعل لو كانت ملاذ تمارس السحر كأولئك في افلام الشعوذة ..!؟
سخافةٌ كبيرة ..
من أين لها هذا الثراء .. لأي عائلة تنتمي؟
و لماذا هي وحيدة .. أيعقل أنها البنت الوحيدة لوالدين متوفيين ..
و لماذا ليست متزوجة؟
من بعمرها من المفترض أن يكون لها طفلٌ واحدٌ على الأقل بغض النظر عن كونها من اولئك المعتمدات على الذات ..
فهي تحتاج لوجود احدٍ ما إلى جانبها .. شخصٌ يرثُ عنها
ثروتها و قصرها ..
أيمكنني أن اكون أنا هذا الشخص .. هه بالطبع ليس طمعاً
بقدر ما هو إفتتاناً بجمال هذا البهو الساحر ..
ملاذ .. ما أنتِ؟
و من تكونين؟
و حكاية الأشباح مامدى حقيقتها يا الهي؟!
ليتني إستفهمتُ إلياس عنها !نظرتُ لأعلى فإلتقت عيناي ببابٍ ترقدُ عليهِ زخرفاتٌ و منحوتات خيالية خلابة ، فلم استطع البقاء في مكاني و صعدتُ السلالم متوجهةً إليهِ .
و لما وطأت الممر لاحظتُ وجود بابٍ آخر يشبهُ كثيراً عدا أن لونهُ بني فاتح ، عكس هذا الغامق .
وقفتُ امام الباب الغامق اتحسس منحوتاتهُ بيدي بينما ادققُ النظر في تفاصيلها الرائعة ، لطيورِ مرفرفة ، و محيطات هائجة
اطفال بأجنحة و نساء تتطايرُ اطراف اثوابهن مع الرياح ، جميلةٌ جداً .
حركتُ مقبض الباب عن غير قصد ، فوجدتهُ مقفلاً .
و لأن حركتي كانت طفيفة نتيجة سهوي ، أعدت الكرة
و حركتهُ لأكثر من مرةٍ حتى تأكدتُ أنّـهُ مقفلٌ بالفعل ، فتسائلت عن السبب في نفسي ، و ما الذي تراهُ قابع خلفهُ و ثمينٌ لدرجة أن ملاذ تُقفِلُ عليه ..؟
واثناء ذلك باغتني صوتُ ملاذ وهي تقتربُ نحوي برفقة اكواب من العصير الطازج ، و تقول في نبرةٍ مستفهمة في ريبة :
= أيُّ الخفايا و الأسرار برأيك تقبع هنا ، خلف هذا الباب المقفل؟فأومأت برأسي جاهلة و انشغلتُ برشف العصير بينما اخذت هي تقول :
= كما هي عادة الأبواب المقفلة ، تحبسُ حكايات لا يجب أن تبلغ مرأى و مسمع العالم .فتسائلت :
= ماذا تقصدين؟فأجابت :
= ما خطر في بالك عند قولي لهذه الجملة .
دلائل على جريمة وحشية ، جثث قتلى ، أو ربما المليارات التي أعلنت القنوات عن إختفائها من البنك المركزي قبيل ايام .فضحكتُ في هزأ و عدم تصديق ، و قلتُ لها :
= هذا جميعهُ و يبقى مظهركُ بهذا الثبات؟!
هه ، مستحيل ، لستِ شيطانةً ولا تبدين من ذوي الدماء الباردة.فإبتسمت و قالت بينما تتحركُ ناحية الباب :
= هكذا إذن ، سأمنحك الآن الفرصة لتشاهدي الحكاية القابعة خلف هذا الباب الخيالي .

أنت تقرأ
11:59
Mystery / Thriller#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...