= أعتذر لأنني لم أُنصت لكلامكِ وقتها .. فرانكشتاين هيباتيا .
فهمهمت تلك الكتلة البشرية غير المتناسقة المدعوة بـ( هيباتيا) بصوت يبدو و كأنهُ مجموعةُ أصواتٍ تترددُ في آن واحد ، و قالت :
= صدقتَ الآن أنّ ملاذ لا سيطرة لها على الجسد و لا إرادة؟فأطرق إلياس في آسى و إستدرك :
= ما انساني المأساة الشنيعة تلك غير وجودها ..فأردفت هيباتيا :
= و ها هو الثمن يُدفعُ غالياً مرةً أخرى ، و راحت مرثاة بأجمعها ادراج الرياح كأنهم محض دقائق من الرماد و ليسوا ارواحاً ذات جوهرٍ و قيمة .فإستدرك إلياس في إستياء :
= أما كان بمقدوركِ إيقافها و منعها من القيام بالشرور !؟
ظننتُ أنّـكم معشر الحُماة لكم السيطرة العُليا !فأجابت بعد هنيهة تفكير و اهتزت تلك الأوتار العديدة باعثةً خليطاً مرعباً من الاصوات :
= صحيح ، غير أن وجودنا و إنبعاثنا كان لغاية الإنقاذ من مصيرٍ شنيع و الحماية من الإنزلاق في وحل عالمٍ منعدم الضمير و الإنسانية ، لسنا نسعى خلف بسط سيطرة أو نفوذ ، إنما الثأر لجميع الأرواح المظلومة من ظالميهم .فتسائل إلياس في يأس :
= إن كانت هذه غايتكم فلماذا عساهم ينفذون إنقلاباً ضدكم؟!كل جزءٍ في ذلك الكائن غير المتناسق ، إرتسمت على ملامحهِ المبعثرة إبتسامة ، تستذكرُ بأسى حقيقةً ما :
= الدجاج لن يرضى بغير الديك قائداً ، و الأسماك لا تألف سوى جانب الحوت
و جميعها لا تصغي لسواها .بعد هنيهة تفكير شعر خلالها إلياس بالإهانة و الإزدراء فقال :
= إذن من تسببوا بمأساة تلك الألفية كانواُ نحن البشر ، و إن تكررت فستكون بسببنا ايضاً .. لكن! تعلمين أنّ هناك أُناس أبرياء ! أُناس لا يد لهم في السياسة و السلطة و لا قدم..فقاطعتهُ هيباتيا سريعاً و هي تُشير إلى مظهرها و تقول :
= ها نحنُ هنا ، نحنُ أولئك الأبرياء الذين تقصدهم ، أترى فينا رغبة في سلطة أو نفوذ؟
أترى فينا طمعاً في مكانة أو جشعاً من مال كثير؟
أترى فينا حسداً و وحشية و ضميرا منعدماً؟
أترى فينا ما ترونهُ أنتم فيكم؟فأطرق إلياس مشيحاً ناظريه للأسفل في إزدراء من نفسهِ ، و إستكملت هيباتيا كلامها :
= أردنا تحقيق رغباتنا البسيطة ، احلامنا الرخيصة جداً و أمانينا لعالمٍ يخلو من معنى البؤس و اليأس الذي ذقناه حتى هلاكنا ، أردنا السلام فخلقتم الحروب فيما بين الأقاليم المتخلفة عنكم بهدف ضمها إليكم و لا نعرفُ بماذا تفكرون عندما تشنون حرباً على أفراد لإجبارهم على الإنتماء إليكم رغماً عنهم بعدما سلبتموهم أراضيهم و حرياتهم و حيوات احبائهم!
أردنا الخير و العدل و الحرية ضمن نطاق الإنسانية ، فأوقعتم التفرقة بي القيادات و بين الجنود و بين الشعب و صرتم تحاكمون و تقتصون من الأفراد وفق قوانين الطغاة و قتلتم و حرمتم و جعلتم أناساً يهلكون جوعاً و مرضًا و ظلماً فقط من أجل أن تسير مصالحكم من غير عوائق و عقبات !
أنت تقرأ
11:59
Детектив / Триллер#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...