لم يسعفهُ في الجواب أيّ شعور ، لذا اسدل الستارة و إستدار متهادياً نحو الباب ، ليرى من الذي يطرقهُ .
و لما فتحهُ تفاجئ في رؤية شابٍ يبدو في بدايات عشرينهِ و يحمل بين يديهِ ٣ أجهزة محاطةً بالعديد من الاسلاك و حقيبة سوداء معلقةً بكتفهِ و تتدلى قريباً من مؤخرتهِ ، لما رأى إلياس إبتسم و قال :
= صباح الخير دكتور ..فرد عليهِ إلياس التحية مع تعابير متسائلة عما يريدهُ ذلك الشاب بقدومهُ و هيئتهِ التي تشبه هيئات الصحفيين الشباب ، فقال الشاب في إهتمام :
= أعتذر إن قدمتُ هنا بلا موعد ، لكن لديّ ما أودك أن تراه و تسمعه .فأمعن فيهِ إلياس قليلاً و وجد أن ملامحهُ تخلو من كلِّ أمارات الخطر ، فأدخلهُ و اشار لهُ بالجلوس نحو إحدى الكراسي بينما تهادى هو نحو مكتبه و جلس ، ينظرُ اليه في إنتظار ما لديه .
فتحمحم الشاب و بدأ يعرف عن نفسهِ :
= في الحقيقة توقعتُ منك أن تعرفني فور رؤيتي لكن يبدو أن الآنسة ملاذ لم تذكرني امامك قط .فعقد ألياس حاجبيه و تسائل :
= و مالذي يربطك بملاذ؟ هل انتما اقرباء؟فأومأ الشاب نافياً و إستطرد :
= أنا صحفي في بداية مشواري ، إستعانت بي الأينارالزي كي انشر صور المقهى و قصرها عبر مواقع التواصل و الجرائد كي يحظى بالشهرة ، و طلبت مني أن ارفق معهُ قصةً قصيرة تكون وقوداً لتغذية سمعة الشارع اكثر و جذب السائحين إليه ، و لا انكر الكرم الذي اغدقتني فيه لكن أخبارها إنقطعت عني منذُ ٣ اشهر تقريباً كما إن معونتها لي إنقطعت منذُ مدة ، هل هي بخير؟فأجاب إلياس و هو يمعن في وجه الشاب متفحصاً :
= الآنسة بخير ، ماذا عنك من تكون؟فإبتسم الشاب و أجاب :
= أُدعى مؤمل الديلاني ، تعرفني الآنسة أروى صديقة الآنسة ملاذ .فرفع إلياس حاجبيه مستذكراً :
= أها انت هو ذلك الشاب ، سمعتُ عنك الكثير من القصص المثيرة ، أنت مجتهدٌ كثيراً في عملك و محببٌ لدى رجال الأمن و شخصية مهمة لديهم ، فما الذي أتى بك الى هُنا تحديداً يا مؤمل الديلاني؟فوضع مؤمل حقيبتهُ ارضاً و اخرج منها جهاز أيباد ، و نهض مقترباً من مكتب إلياس ، وضع الجهاز امام عينيه و شرع بالكلام بينما يقلب الصفحات بأصابعهِ :
= وقائع غريبة إجتاحت العالم منذُ عقدٍ تقريباً ، تخلخلتها وقائعُ مريعة و مروعة كهذهِ التي امامك الآن و هي حصلت قبل ستة أشهرٍ تقريباً ، في بريطانيا رجلٌ يقوم بقتل جميع افراد عائلتهُ ثم يخرج من منزله و يملأ الشوارع صراخاً بـ( الاشباح قتلت عائلتي) .و قبلها بمدة ٤ اشهر في روسيا عند تقاطع أوت في مدينة معينة و تحديداً امام مطعمٍ يُدعى بـ( مطعم فابكينو) قضى شابٌ في العشرين من عمرهٍ مقتولاً بطريقة وحشية من قبل رجلٍ كبير في السن ، حيثُ قام الاخير بنهش رقبة الشاب بوحشية ..
أنت تقرأ
11:59
Mystery / Thriller#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...