فصافحت ملاذ يدها و سارت بها نحو غرفة المعيشة ، ثم اجلستها على الاريكة و جلست قبالتها تستفهمها :
= فقط اخبريني بكل تفصيلة و لا تخفي عني شيء .فصمتت الوالدة لثوانٍ تمعن في عيني ابنتها اللوزيتان الذابلتان ، ثم تنهدت قائلة :
= منزلنا لم يعُد ملكنا يا أبنتي .. و تعرفين ذلك طالما لسنا قادرين على تسديد القرض الحكومي ..فعقدت ملاذ حاجبيها في قلق و قالت :
= من أتى اليوم؟!فأجابت الوالدة :
= المحامي بنفسه اخبرني ، كما اعلن تخليهِ عن قضيتنا لأن لا رأس مال يدعمنا ..فهتفت ملاذ في إنزعاج و حنق :
= و لماذا لم يتصل بي ليخبرني فأُسوي الأمر قبل أن يصل الى حد تخليه عن القضية و تركنا بين انياب الحكومة !فردت الوالدة :
= قال إنَّـهُ اتصل بكِ و خليل مراراً و لم تجيبوه لذا أُضطر للمجيء بنفسه الى هنا .فهزت ملاذ رأسها نفياً و أخرجت هاتفها لتتفاجأ بأحدى عشر مكالمة منهُ و تلفونها كان على وضع ( عدم الإزعاج) .
فتنهدت مستاءة و منزعجة و هي تلعن نفسها ، ثم قالت لوالدتها في ضجر :
= سأُعيد الإتصال بهِ و أطلب منهُ العودة الى العمل بالقضية ، و سأقترض من معارفي الأموال التي يريدها .. المهم أن لا نخسر المنزل !فنبست والدتها بجدية :
= كلا ، لا تفعلي !
يكفينا ديناً و اقتراضاً ملاذ .. صرنا مدينين للعالم بأكملهِ بسبب القرض و الدين ، لم اعد احتمل رؤية اموالنا تتبعثر في جميع الاتجاهات و لا يصلنا منها فلس!فقالت ملاذ في انكسار و ألم :
= إذن ماذا؟ نخسر منزلنا يا أِمي !
أفضل الموت على رؤيتنا و نحن نغادرهُ !فأومأت الأم متفهمة ثم إستطردت :
= لن نضطر للمغادرة ، فقد سبق و اخبرتُ خليل بالأمر عندما قدِم المحامي الى هنا ، و تحدثا الى بعضهما و قال خليل إنه سيتولى شأن الأموال على ان ينهي المحامي القضية ، فأخبرهُ المحامي أنه سيتولاها عندما يحصلُ على مقدمٍ جيد يساعدهُ في تيسير بعض التفاصيل المتعلقة بالقضية ..
لذا انا في انتظار خليل أن يأتي و تذهبا كلاكما إلى المحامي لتسوية الامر .فتنفست ملاذ في إرتياح و قالت :
= جيد جداً ! طالما الأمر هكذا إذن بوسعي نيل قسطٍ من الراحة ريثما يعود خليل من عملهِ .فأومأت الأُم و قالت لها في حنان :
= ستجدين طعامك على طاولة الرسم خاصتك .فأومأت لها ملاذ و صعدت السلالم نحو غرفتها ، ولجتها ليستقبلها البيانو المرصوف الى جانب الشرفة ، زادهُ نور شمس ما بعد الظهيرة سطوعاً ، حركت اصابعها عليهِ بهدوء ثم إستدارت الى طاولة الرسم ، لتجد رغيفاً من الخبر مع خمس حباتٍ من الزيتون و قدحاً من الماء ، إبتسمت مفكرة ثم
جلست الى الكرسي و بدأت بقضم إحدى حبات الزيتون حتى فاجأها صوتٌ يقول لها :
= ء ما زلتِ مصرة على فكرة التخلي عن الحياة ؟
أنت تقرأ
11:59
Mystery / Thriller#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...