°°° آلهة عذابٍ مسلطة °°°

15 1 6
                                    

فتسائل لما سادها الصمت :
= وماذا قالت؟

فإبتسمت ملاذ في جمود ثم قالت :
= إتخذت الأمر تحدياً .. و منذُ يومها المشاكل تتفاقم و تزداد حدة و تثقل كاهلي ..

فتسائل في دهشة :
= أتقصدين أنها من فعل تلك الروح؟!

فأومأت بـ( نعم) ثم قالت متهكمة :
= يبدو أن طين الإله قد نفذ فأتت الأرواح المفعمة برغبة الحياة الى هنا لتسرق اجساد الأحياء حسب رغبتها ..

فقال مستطرداً :
= إن كانت المشاكل تتفاقم بسبب هذه الروح ، حسب كلامك .. إذن بإمكانك المواجهة طالما تعرفين المسبب فستستطيعين التعامل مع الأمور بسهولة ..

فقالت في يأس :
= إنها تملك القدرة لتدفع بك الى سقر الدنيا من غير أن تجرأ أنت أو اي احد آخر على إنقاذك أو تخليصك و فوق كل هذا تملك علينا سيطرة لا يمكنني بلوغها او إلغائها لتتوقف عن العبث بي و حياتي !
إنها .. كآلهة عذابٍ مسلطة!

فقال مستاءً :
=  وهل ستعطيها ما تريد بسهولة!!؟ أنها حياتك يا ملاذ ما تتحدثين عنه وهو ليس امراً هيناً!!

فقالت في اسى مستسلمة :
= فات الاوان كثيرا على تقديرها يا إلياس .. خصوصاً و أن خليل قد غادر .. و معونة أيمن إنقطعت  ، و المحامي تخلى عن قضيتنا
و بعد ايام لن يعود منزلنا ، منزلاً لنا ..
و أُمي سيأكلها المرض الى جانب الحزن و الاسى و الفقر ..
هل ترى في كل ذلك سبباً يدفع المرء للبقاء حياً؟

فتنهد إلياس عاجزاً عن الرد بشيء ، خصوصاً و ان حالهُ المادي لا يسعفهُ هو الاخر على متطلبات حياتهِ و عملهِ  ، ليعين بهِ ملاذ و قضيتها التي تكلفها الملايين كل شهر ..
فإبتسمت ملاذ بينما تحدق بعيداً قائلة :
= إن كان هذا هو الثمن فأنا راضية .

و نهضت بعدها من السرير وهو تومأ لإلياس بمرافقتها ، فإستوقفها إلياس مستفهماً :
= ماذا قالت لكِ تلك الروح؟

فأمعنت في وجهه للحظات و قالت لهُ في برود :
= اغلق مسجل هاتفكِ و رافقني الى المنزل ، سأخبر أمي بكل شيء و عندها فقط ستُـفكُ عقدة المشاكل المتفاقمة .

فأومأ محرجاً و رافقها حتى بلغا المنزل ، ترجلت ملاذ من السيارة و اتجهت نحو منزلها ، و هي تقول لإلياس :
= كلما كان البؤس مدقعاً و الخسائر فادحة  ، كلما جاء التعويض اجمل و ينسيك جميع معاناتك .

و ولجت المنزل فوجدت والدتها جالسة الى الأريكة ترتب غطاء ساقي أيمن الماثل بكرسيهِ قبالتها  ، و اللذان فور رؤيتهما لإلياس رحبا فيهِ بحفاوة ، لكن الأخير كان وجههُ غير قابلٍ للتفسير و الحيرة واضحةً عليه .
فقالت الأم لملاذ :
= كيف كان اخيكِ ملاذ؟
وماذا اخذتي لهُ من طعام؟

فأخذت ملاذ نفساً و هي تحاول كبح جماح الدموع التي تجمعت في عيناها بينما تتراءى لها جثة خليل امامها في المشفى ، ثم قالت بصعوبة :
= أُمي خليل قد مات ..!
لم يعد موجوداً .. غادر .. للأبد ... !!

11:59حيث تعيش القصص. اكتشف الآن