°°°°°°°^^^^^^^^^^^^^°°°°°°°
كما تحيا الأرض بالماء
و يحيا الجسد بالروح
و الروح بالإيمان
كما يحيا العقل بالقراءة
يحيا هذا الشارع ، شارع ١١ ، بالألحان الفرنسية المنبعثة من قلب مقهى بوابي الفاخر .
تنساب هذه الألحان الى الأعماق بسلاسة و تثيرُ شاعرية المرء و تخلق للصخر عاطفةً و إحساساً.
تدفع الواقع بالحب للغرق اكثر في وقوعهِ الجميل هذا
و الحزين للبكاء
و السعيد للرقص
تخلق جواً يوافق مزاج و شعور المرء مهما كان .= إنَّـهُ دائماً ما يُحسِنُ اختيار موسيقاه .
نبست إيلارنا بالقرب مني وهو تضع كوب الشاي على الطاولة قربي بينما انا جالسةٌ الى احد الكراسي غارقة في الأجواء الفرنسية الليلية و افكرُ في حدث الغد المهم .
رفعتُ كوب الشاي أهمُ برشفهِ ، و قالت إيلارنا :
= لستُ اعرفُ عن مشاعر البشر الا القليل ، لكن من خلال الاستماع لهذه الموسيقى ، استطيع الشعور بحجم الحب المهيمن على قلب صاحبها و حجم الأسى الذي هو فيه جراء الصد الذي تتعرض إليه مشاعره كل حين تغادر فيهِ قلبه .لم انطق بشيء ، و اكتفيتُ برشف الشاي بينما تلك الالحان تصدح في ارجاء الشارع ، و من خلال شرفتي استطيع رؤية مالك المقهى و هو يجلسُ متكئاً على مكتبهِ يرتشف قهوتهُ الليلية و يطالعني خفية من بين احشاء الظلام ، مثلما أُطالعهُ من وراء سياج الشرفة .
بين حبنا مسافة نجهلُ كينونتها و ما تخفيه ، كما نخاف المغامرة لرفع خمار الغموض عنها ، هو لأجل أن يبقى التواصل بيننا قائماً ، و انا لأجل قلبي فقط .
ووسيلة البوح الوحيدة عما في مكنون قلبينا ، هي الموسيقى و العيون
و اللذان كلما نبعا من الصدق ، كلما كان اثرهما في القلب اعمق و اجمل .
أعدتُ كوب الشاي الى الطاولة ، فقالت إيلارنا ، كعادتها تتحدث حتى لو لم أُعرها أي اهتمام :
= كل تلك الجهود أثمرت و اخيراً ..
لم يضع كل شيءٍ هباءً كما إعتقدتِ ، و الغد سيثبتُ ذلك .فنبستُ في جدية و هدوء :
= لستُ سعيدة إلا لأنني وصلتُ إليها قبل أن يفعل احدٌ قبلي ذلك .فهمهمَت متسائلة :
= إنها اكثر من الف سنةٍ و بضع قرون .. أتسائل هل كانوا يسلكون ذات الطريقة التي سلكتيها طوال تلك السنين لتحافظي على بقائك ..فأجبتُها :
= ما من طريقة اخرى غيرها .. و لا شك ايضاً أنَّ سليلة الآرثريوس تفعل المثل أيضاً طوال تلك السنين ، و إلا لما عاودت أرواحهم الظهور ، كما لم نكن لنستطع الحفاظ على حياة ارواحنا لو أنَّ اولئك العشرة جميعهم هلكوا .فقالت :
= اتسائلُ كيف يبدو الكيان البشري الذي تسكنهُ الآن ..فإبتسمتُ مستذكرة و قلتُ لها :
= الكيان الذي تسكنهُ يُدعى " ليال" ، شابة في الثاني و العشرين من عمرها.

أنت تقرأ
11:59
Mystery / Thriller#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...