= حان الوقت لتنفيذ مهمتك ، إيفانجلوس .توجه إيفانجلوس بهيئتهِ المسخية لتنفيذ ما ترك من أجله عالمهُ. تنفيذ جزءهُ الخاص من الاتفاقية التي عقدها مع الروح المستحوذة على جسد ملاذ ، بأن يتم إعادة ساقيهِ اللتان خسرهما في حرب عام 1159 ، التي إندلعت نتيجة إنقلاب قادة البشر على حاكميهم الإستثنائيين .
و في المقابل و عندما يحين وقت المواجهة مع الإستثنائي الثالث هيباتيا آرثريوس ، يهب نفسهُ كـدرعٍ يقي عالم البشر عن الحرب الشرسة التي ستندلع بين الآثمين .كان تحركهُ مغمورٌ بالثقة ، الثقة بأن الروح الآثمة ستكون قادرة حتماً على دحر غرور هيباتيا للأبد ، لأنها وعدتهُ بذلك بكونها أستغلت السنون الألف تلك في بناء قوتها لتعلو على قوة الإستثنائي الثالث.
شرعَ في تفكيك نفسهِ الى جزيئات عاودت الترابط مع بعضها مشكلةً ذلك الدرع العظيم .
لكن فجأة عرقل سير تلك العملية جزيئات اخرى تسللت خفية و عطلت طاقة جزيئاته و اعادتهُ الى هيئتهِ الاولى التي كانها خلال الحرب ، جثة بأطراف سفلية مبتورة !
وسط إندهاش الجميع و تمتمة إلياس في هلع بينما يحدق في الكيان الرهيب الذي برز أمامهم :
= من سينقذُنا الآن !؟!!هبَّـت الرياح عاصفة و تثيرُ الفزع ، تحملُ معها صرخات تنوعت اصواتها بين نساء و رجال و اطفال مذعورين !
صرخ أحدهم
" أُمي ! أُمي إنها تقترب مني ارجوكِ أنجديني!"و اخذت الصرخات تتوالى و تزداد حدةً بأصوات مرتعبين :
" أخرجوا الاطفال فوراً"" النار ! النار ! النار التهمت كل شيء"
" اغثنا يا ربي ماذا فعلنا لنستحق الحرق احياءً!"
" أبي لا استطيع التنفس .. الدخان قاتل .. أبي؟ أبي تحدث اليَّ أرجوك ! ابي لا تصمت الآن ! يا الهي أنقذنا !"
" أمي ! أبي ! غادروا المكان الآن سأتولى انا امر إخراج البقية ! ارجوكما غادرا فلتبقيا أحياءً انتما على الاقل ! "
صرخات مُحال أن يتحملها ضميرٌ و يظلُّ صامتاً ، فأخذ إلياس بالصراخ متوسلاً هيباتيا أن تتوقف عن تعذيب البشر هكذا إذ لا دخل لهم فيما إرتكبتهُ الروح الآثمة ..
و الروح الآثمة صاحت فيها في إستياء و غضب أن تجعل البشر خارج مدى صراعهم ! و أن تتوقف عن ارتكاب المجازر و إزهاق الحيوات كما فعلوا في حرب الألفية المتوحشة ..
فهدأت تلك الصرخات ..
و ساد السكون للحظة ثم غمر المكان ضبابٌ كثيف
برزت من احشاءهِ إمرأة بثياب تشبه القرويات .
بعينان خضراوان واسعتان و وجهِ أطفئ بياضهُ رمادٌ اسود ..
رشمة!
تتلفتُ هنا و هناك حيرى و عيناها مغرورقتان بالدموع و هي تهمس بضعفٍ و خوف :
= خالد .. عابدين .. وينكم
يُمه وليداتي وين صرتو .. يمه اكلتكم النار ..
يمه بداعتي عليكم جاوبوني سمعوني صوتكم ..
يمه نار القرية شبت بگلبي وينكم ..
أنت تقرأ
11:59
Mystery / Thriller#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...