الأحد
الحادي عشر من مايو
2012
_____________إستيقظت تلك الشابة و يدور في ذهنها أن تذهب الى الجلسة العلاجية ، لكنها تجد نفسها مترددة لأنها لا تلتزم بتناول الأدوية المعطاة لها .
فأغمضت عيناها لتغفو قليلاً ، و إمتد اليها صوت والدتها تقول منبهة إياها :
= دعوة على الدولاب قرب السرير .فتململت ملاذ و قالت :
= مـمَن؟فأجابت الأم :
= الأُستاذ إلياس ، قال إنك اردتِ ترتيب موعدٍ معهُ لأجل استشارة .فتمتمت ملاذ في ضجر :
= لا اريد الذهاب ..فأردفت الأم :
= طالما أنك تهملين الدواء ، فكل ما تفعلونه بلا فائدة .فنفثت ملاذ انفاسها و غادرت والدتها الغرفة ، و بعد هنيهات نهضت و إرتدت ثيابها و رمت بوشاحٍ رمادي على كتفيها و غادرت المنزل متجهة الى عيادة إلياس .
9:30 صباحاً
داخل العيادة .
مدَّ يدهُ الى مسجل الصوت و اوقفهُ ، ثم اومأ الى الجالسة أمامهُ يقول في اهتمام :
= الحضور في الموعد ، الحديث عن كل شيء و الإستماع دون المواظبة على العلاج يجعل الجلسات لا تجدي نفعاً معكِ، آنسة ملاذ .فتنهدت الآنسة قائلة :
= كذلك قالت لي أُمي قبيل مجيئي الى هنا .. لكنني يائسة يا دكتور إلياس!
يائسة الى حدٍ لا يُحتمل!
كل ما فعلتهُ و افعلهُ لم يمكني يوماً من الشعور بالحياة!
كأنني مفطومة من هذا الشعور للأبد!فقال الدكتور لتهدأتها :
= إنما هي رغبة تتكون في دواخلنا ، كلما اقتربنا منها كلما إتسعت و منحتنا تلك القدرة التي تندبينها.
لذا يا آنسة، بدلاً من الهروب بعيداً عنها نحو التفكير المبالغ و القلق الدائم من المجهول ، اقتربي منها و إستجيبي لها بالبحث عن هدفٍ يجعلك تتمسكين بالحياة لأجله .فتحسرت قائلة :
= لستُ املك ذلك الشيء و لن املكهُ يوماً و انت تعرف لماذا ..فقال في هدوء :
= احترم كونكِ شخصية مستقلة في كل شيء ، لكن في نهاية المطاف جميعنا نحتاج شخصاً يقف الى جانبنا و يكون معنا حتى نهاية العمر .
جميعنا نحتاج الى من يرعانا و يحتوينا وقت ضعفنا و انهيارنا ، و تلك الحاجة إنما هي متأصلة بنا نحن البشر ، لهذا نملك المشاعر و العواطف ، لهذا السبب تحديداً خُلِقت لنا القلوب .. فلا تجابهي هذه الحقيقة بعقدة الاكتفاء ، آنسة ملاذ .فقالت غير مبالية :
= قل هذا عندما تعلق مع شخصٍ يمُّـنُ عليك حتى في كلمة مرحباً .فقال جدياً :
= علاقة سمية كهذه يمكنكِ إقتلاع جذورها و انهائها متى ما اردت ، لا احد مجبرٌ على البقاء في مواقع لا تناسبه و غير مريحة.
أنت تقرأ
11:59
Mystery / Thriller#مكتملة . ولما إنتهيتُ من رواية الحكاية نبسَـت في تنهدِ : = الله وحدهُ يعلمُ بالأسباب الدفينة ، التي دفعتهُ لإرتكاب مجزرةٍ كهذه ، فجأة .. فهمهمتُ متسائلة : = لم يكُن يبدو عليهِ الشرُ ابداً .. و لطالما امتدح الجيران اخلاقهُ و أدب اولادهِ .. لكن ما...