الفصل الرابع والعشرين
:- لماذا ؟؟
سؤال واحد ... بسيط ... مباشر ... إلا أنها لم تمتلك أي إجابة عنها .. قالت بهدوء :- لقد كنت أفكر بالأمر منذ فترة ... الآن ... مع عودة همام ... أنت ما عدت بحاجة إلي ... وأنا أفضل أن أنتقل للعمل في مكان آخر مادام همام يفكر جديا في البقاء في الوطن واستلام مكانه هنا إلى جانبك ..
كان وجهه الحبيب ممتقعا منذ رمت قرارها في وجهه بعد دخولها إلى مكتبه مقاطعة انشغاله في منتصف النهار ... لقد توقعت طبعا استنكارا منه ... وتوقعت أيضا أن يسألها عن السبب ... وبطريقة ما ..أسبابها التي كانت مقنعة تماما لأذنيها ما عادت كذلك وهي ترى عينيه تتسعان برفض فوري فور أن أخبرته ..
قال بصوت أجش :- عودة همام لا تعني بالضرورة رحيلك ... أنت جزء أساسي من هذه الشركة .. أنت ذراعي اليمنى وقد كنت كذلك طوال سنوات ... وهذا الأمر لن يتغير أبدا .. أتفهمين ؟؟
صمتت للحظات تاركة له الفرصة كي يهدأ .. ثم قالت بهدوء مكافحة كي لا تفقد صلابتها أمام غضبه :- أنا أعرف هذا ... إلا أنني أظنها فكرة جيدة على اعتبار أن طلاقي من همام أصبح مسألة وقت لا أكثر ... لن يكون من المريح لنا أن نعمل معا على المدى البعيد ..
قال بتوتر :- ظننتكما قد توصلتما إلى تفاهم من نوع ما خلال الأسابيع الماضية .. لقد أخبرني همام ...
قاطعته قائلة من بين أسنانها :- ما أخبرك به همام لا يعني شيئا ... ما أخر الطلاق حتى الآن هو رغبتي بأن ينتهي الأمر وديا .. بدون أي مشاكل قانونية بيني وبينه .. ورغبتي هذه نابعة عن تقديري لك أنت ليس إلا
قال بصوت خشن :- أنا لا أرى أي تقدير في لهفتك هذه للرحيل ... لم أكن أعرف أنك كنت تتشوقين طوال تلك السنوات للانفصال عن العائلة ..
قالت بتوتر :- هذا غير صحيح .. أنا فقط ..
:- ماذا ؟؟ تريدين الطلاق من همام ...والزواج مجددا كي تحصلي على عائلة وأولاد .. أتظنينني لا أفهم ؟؟
صمتت وهي تشعر بالإحراج .. والرغبة في إيجاد طريقة تغادر فيها مكتبه دون أن تنهي هذا الحديث الذي بدأ يزداد غرابة ... لم تكن تتوقع أن يكون الأمر صعبا إلى هذا الحد .. لقد ظنت حقا أن السيد أيمن سيتفهم دوافعها وسيقدر أسبابها .. رفع رأسه قائلا بتصميم :- أنت لديك عائلة بالفعل ... ولا تحتاجين إلى عائلة أخرى ... ولديك زوج يستطيع منحك ما ترغبين به من أطفال ... أنا اعرف بأنك غاضبة من همام بسبب رحيله في الماضي ... إلا أنه قد عاد ... وقد أوضح لي مرارا بأنه نادم على الرحيل .. وأنه يتمنى لو يجد طريقة ليكفر لك فيها عما فعله بك ..
كان همام قد أخبرها مسبقا عن خطته في التظاهر بأنه راغب حقا في إصلاح الامور بينهما ... وتصديق السيد أيمن لنوايا ابنه الغير حقيقية لم يكن ما صدمها .. بقدر تشجيعه لها وقناعته أنها قادرة على نسيان كل شيء بهذه البساطة والقبول بهمام كزوج طبيعي ..أو أنها قد تتقبل أن يتخذ أي أحد قراراتها عنها من جديد ... مسيرا حياتها كما يريد ...
لم تستطع تمالك نفسها وهي تقول ببرود :- أظن هذا القرار راجع لي أنا ... صحيح ؟؟؟ إذ أنني ما عدت طفلة في السابعة عشرة تنتظر من يخبرها بما عليها فعله ... قراري في ترك العمل في الشركة لا رجعة فيه يا سيد أيمن ... ربما لا أفعله على الفور حتى أرتب كل أموري قبل المغادرة .. إلا أنه قرار نهائي بالنسبة إلي .. عن إذنك ...
غادرت مكتبه لتوشك على الاصطدام بهمام وهو يدخل إلى مكتب أبيه .. لاحظ الغضب في عينيها فقال متهكما :- صباح الخير ... هناك من لم يحتسي قهوته الصباحية على ما يبدو
دفعته عنها بفظاظة وهي تتابع طريقها نحو مكتبها ... وتغلق الباب ورائها طالبة من سكرتيرتها ألا تسمح لأي كان بالدخول إليها ...
أخذت تسير في انحاء مكتبها مجاهدة كي تسيطر على غضبها .. وإحساسها بالقهر من سجنها الذي كانت جدرانه تعلو سنة بعد سنة دون أن تجرؤ على تخطيه ... في السنوات الأولى لوفاة أبيها كانت مجبرة على الرضوخ لواقعها ... فما كان أمامها من سبيل آخر سوى البقاء تحت عهدة الشاعر ولم تكن قد تجاوزت مرحلة المراهقة بعد ... مطاردة من ألسنة الناس كان زواجها من همام تميمتها التي حمتها من ذم الحاقدين وأعين المتربصين ... بعد ذلك .. عندما تخرجت وباتت قادرة على إعالة نفسها والاستغناء أخيرا عن رعاية آل الشاعر لم يسمح لها السيد أيمن .. كان واضحا وهو يخبرها بأنه لن يتوقف عن العناية بها حتى لو غادرت منزله .. وأنه أبدا لن يكسر عهده لوالدها حتى لو انتهى زواجها بهمام .. في تلك المرحلة .. وجدت في حمايته لها ملاذا لها ... دفئا في حاجتها للدفء الأبوي .. فلم تمتلك القوة على الرحيل .. خاصة وأنها كانت تكرس نفسها تماما لبناء مستقبلها فلم تكن تفكر بالزواج أو إنجاب الأطفال ... هذا التكريس بدأ يتناقص في الآونة الأخيرة ... إذ أن حاجتها للشعور بالانتماء إلى مكان .. إلى عائلة .. إلى زوج يحبها وأطفال لها هي .. بدأت تتزايد شيئا فشيئا يخنقها إحساسها بالالتزام اتجاه السيد أيمن الذي رعاها طوال السنوات الماضية
كانت هي تكبر ... وتزداد استقلالا ... وهو كان يكبر أيضا ... فيزداد تعبا وإرهاقا .. ويزداد اعتماده عليها في أمور العمل وأمور العائلة أحيانا ... عرفت بأنها لن تتمكن من التحرر ببسالة إلا إن جاء من يحمل اللواء عنها في الوقوف إلى جانب السيد أيمن .. وها قد جاء همام .. وما عاد من سبب يحملها على البقاء ..
فتح الباب دون أي طرق عليه ... التفتت مستنكرة لتجد همام يدخل دون أي انتظار لإذن منها .. مغلقا الباب بحدة ورائه قائلا :- ما الذي قلته لأبي ؟؟
نظرت من فوق كتفه قائلة بنزق :- كيف سمحت لك هالة بالدخول ؟؟
قال ببساطة :- هددتها بالطرد إن لم تفعل ... من تراها تخاف أكثر ... من موظفة تخطط لترك العمل في أي لحظة .. أم من ابن المدير .. ؟؟؟
قالت بتهكم ساخر :- أهذا هو دورك الجديد في الشركة ؟؟؟ لا الفتوة فقط كما أثبت قبل أيام عندما ضربت موظفا محترما فقط لأنه لم يسكت عن وقاحتك ... بل بعبعا للموظفات الصغيرات ... يبدو أن التأثير الحضاري للعيش في الولايات المتحدة لعشر سنوات مبالغ به .. فأنت لا تقل همجية عن رجال الكهو...... أي
كان قد وصل إليها ليمسك بذراعها بقوة مسكتا إياها وهو يقول من بين أسنانه :- أنا ضربت رجلا كان يتغزل بزوجتي ... أي رجل بلا إحساس أكونه إن وقفت مشاهدا دون أن أتدخل .. دون أن أخبر ذلك الطفيلي بأنك زوجتي ..
صمتت وهي تنظر إليه ببرود في حين ظلت أصابعه ممسكة بها بنفس الإصرار ... ذكرى وجودها الذي لم يمضي عليه الكثير بين ذراعيه يعذبه ويجلد كل خلية في جسده بألم التوق والحاجة ... لكم يريدها .. ولكم يثير جنونه إنكارها المتبجح لتأثيره هوأيضا عليها .. قالت أخيرا ببرود :- السيد رؤوف يعرف مسبقا بأنني امرأة متزوجة .. مما يعني أن المشهد التمثيلي الذي أردت من خلاله إظهار رجولتك .. كان بدون داعي أصلا
قال عابسا :- كيف يعرف ؟؟
:- انا أخبرته .... عندما تقدم لخطبتي ..
اشتدت أصابعه قسوة حول ذراعها فكبحت صيحة ألم بإرادة من حديد وهي تحافظ على نظرتها العنيدة نحوه .. قال بلهجة خطرة :- تقدم لخطبتك !! وكيف كان ردك عليه ؟؟
:- هل أنت أصم ؟؟ ... لقد سبق وأخبرتك بأنني أعلمته بوضعي كامرأة متزوجة .. صدق أو لا تصدق .. أنا امرأة نزيهة .. وما كنت لأخدع رجلا صادقا ونزيها كالسيد رؤوف ..
وعندما لم يظهر أي نية في ترك ذراعها قالت بعصبية :- اترك ذراعي لو سمحت ... انت تسبب لي الألم ..
لكم يتمنى أن يسبب لها الألم حقا مقابل ما تفعله به .... لم يتركها .. إنما خفف من قسوة أصابعه وهو يقول :- لن أتركك حتى نتفاهم ..
:- ألا نستطيع أن نتفاهم بدون حركات رجل الكهف التي تجيدها هذه ؟؟
عد حتى العشرة بصبر .. وهو يكافح كي يقوم بعمل كفيل بإخراس هذا اللسان الطويل .. وكسر هذه النظرة الوقحة ... ثم قال بجفاف :- أهذا ما دفعك لتقديم استقالتك لوالدي ؟؟ هل يتعلق تركك العمل لديه بطلاقنا .. ثم بزواجك من ذلك الرجل المتحذلق ..
هزت كتفها قائلة باستفزاز :- ربما .... آه
لم تتمكن من كبحها هذه المرة وأصابعه تنغرز بشدة من جديد جعلتها تتساءل إن كان سيترك أثرا فوق بشرتها .. قال من بين أسنانه :- لا تعبثي بأعصابي يا ليلى ... لقد كان اتفاقنا واضحا ... الهدف من تأجيل الطلاق كان إرضاء أبي ..لا إيذائه كما فعلت أنت بالضبط داخل مكتبه .. لقد كان شاحبا تماما وهو يوبخني بانفعال مؤنبا إياي على فشلي في إقناعك بالبقاء ..
قالت بصوت مكتوم :- اترك ذراعي ..
شيء ما في نبرة صوتها دفعه للاستجابة لطلبها المشحون ... ترك ذراعها فتراجعت وهي تدلك ذراعها متحاشية النظر إليه .. ثم قالت بجمود :- لقد قام اتفاقنا على أن نؤجل الطلاق لفترة تتظاهر خلالها بالرغبة في حل الأمور بيننا ... في حين أظهر أنا الرفض التام للصلح .. مما يجعل انفصالنا في النهاية شيئا منطقيا ومفهوما من الجميع مع شيء من التعاطف نحو قلبك المحطم .. رغم شكي في امتلاكك واحدا في المقام الأول ..
رفعت رأسها إليه قائلة بغضب :- ما لم تحسب حسابه هو الأمل الذي منحته للسيد أيمن عندما أصريت على تأجيل الطلاق ... إذ أنه يتوقع وينتظر أحفاده منا في وقت قريب ... هل كنت تعلم هذا ؟؟؟
صمت ... إذ انه لم يتوقع أبدا أن يتطرف والده في توقعاته وآماله إلى هذا الحد ... قالت بعصبية :- تركي العمل هو الحل المنطقي لهذه المعضلة ... سيعرف هكذا إلى أي حد أنا نافرة من وجودي معك حتى في بيئة عمل حيادية .. وبعدها .. الطلاق سيكون منطقيا له .. أنا أريد الخلاص من ارتباطنا في أسرع وقت .. إلا أنني لا أرغب بتحطيم قلب السيد أيمن ... إذ كان بمثابة أب لي طوال السنوات الساقة .. لقد كان فعليا عائلتي الوحيدة ..
رغم نزقها ... وإشارتها الواضحة نحو توقها الشديد للخلاص منه ... رغم نظراتها العنيفة .... لم يستطع همام إلا أن يشعر بالوحدة العميقة التي كانت تعتمل داخلها ... وحدة كانت تكبحها لسنوات طويلة .. وحدة كانت تخيفها من القادم .. حتى وهي تتظاهر بتوقها للتحرر من عائلة الشاعر .. لقد كانت تخاف من حريتها الموعودة هذه ..
قال بهدوء :- أنت لست مضطرة لتحطيم قلبه .. أو لخسارته ..
نظرت إليه مجفلة ... وللحظة ... اختفى التوتر من عينيها الزرقاوين لتظهر ابنة السابعة عشرة التي اضطرت لهجران طفولتها باكرا .. وهي تسأله :- كيف ؟؟
قال بصوت أجش :- أنا أستطيع منحك ما تريدين ... إن منحتني الفرصة فقط .. إن سمحت لخلافاتنا أن تذوي .. لعلاقتنا أن تزدهر فيتعرف أحدنا إلى الآخر حقا .. إنا أستطيع منحك العائلة التي ترغبين .. الحب الذي ترغبين .. الأطفال الذين ترغبين .. ليس عليك أن تبحثي بعيدا كي تنالي مرادك ..
كانت تحدق به مذهولة بكلماته ... عيناها الزرقاوان واسعتان وهما تتشربان ملامحه وكأنها تحاول إدراك نواياه الحقيقية .. في حين كان هو أكثر ذهولا وهو يدرك حقيقة ما قاله ... قالت أخيرا بصلابة :- أنت تمنح نفسك الكثير من التقدير .. أتعرف ؟؟ كان لعرضك أن يكون أكثر تأثيرا أو إقناعا لولا أنني أعرفك ..و أعرف كيف يفكر عقلك الملتوي ... في حين لا تعرف أنت أي شيء عن أفكاري ..
وقد كانت محقة .. إذ كان عقلها ذاك المختبيء وراء عينيها الغامضتين كيانا مجهولا بالنسبة إليه .. في حين كان هو دائما بعيد النظر في تحليله للآخرين ..تقف هي أمامه كتحدي لا سبيل له إلى الفوز به ..
تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تقول بصوت مكتوم :- أتظنني بعد كل هذه السنوات ... أرضى بأقل من زوج يريدني لنفسي ... لا كي يرضي والده ويفكر عن ذنوبه في حقه ؟؟ زوج يريد الارتباط بي ليس لأنني موجودة .. أو متاحة .. بل لأنه يحبني .. ويرغبني ... لا ... لا بطريقتك المنحرفة ...أنا أعرف بأنك ترغبني ... صدقني .. أنت جعلت الأمر واضحا منذ وصولك إلى الوطن ...
توتر وهو يرقب وجهها الجميل يجاهد كي يخفي المرارة المكبوتة داخلها وهي تقول :- أنا أريد رجلا يرغبني .. لا ليثبت وجهة نظر ... كما تفعل أنت ... أريد رجلا يرغبني ... إلا أنه يحترمني ويقدرني في الآن ذاته .. وما تحسه أنت نحوي .. لا يقارب الإحترام بأي طريقة ..
الحقيقة في كلماتها صدمته في بشاعتها ... حقيقة لم يملك أن ينكرها .. إذ أنه ما كان من النوع المعتاد على الكذب كي ينال مراده .. لقد أدرك فجأة إلى أي حد كان حقيرا معها منذ عاد إلى الوطن .. مفترضا أنها ستكون وبسهولة موضوعا لنزواته ... ولعقد الاضطهاد التي شكلها رحيله لديه ... بغض النظر عن مشاعرها هي الشخصية
قال بجمود :- أستطيع أن أكون هذا الرجل لأجلك ... إن منحتني الفرصة ..
وقد كان صادقا ... هذه المرة على الأقل .. ولم يعرف كيف يفسر انقلاب مشاعره مرة وحدة في خضم تخبطها منذ عودته من غربته ... كيف تقلبت من غضب .. واستفزاز .. وغيرة .. وشهوة .. لتتحول إلى هذه الحاجة الماسة لأن يقدم لها ما تريد ... لأن يمنحها ما تحتاج إليه .. لأن يكون هوالرجل الذي تنشد معه السكينة .. لا ذاك المتأنق البليد الذي رآه يلتهمها بعينيه قبل أيام ..
نظرت إليه بدون تعبير ... قبل أن تقول :- أنا لا أصدقك ..
ثم تحركت قبل أن يرد عليها وتناولت حقيبة يدها من فوق مكتبها قائلة باقتضاب :- أستأذنك الآن ... بعد أن انتهى كل ما يقال بيننا ... إذ أنني على موعد غداء عمل مع أحد أهم عملاءنا ... أكون ممتنة لو أغلقت الباب وراءك أثناء خروجك ..
لدهشتها ... استدارت لتجده يقف عند الباب ... فاتحا إياه لها وهو يقول بهدوء :- آه ... هذا هو الموضوع الثاني الذي أردت التحدث إليك به ... أنا قادم معك إلى الغداء المذكور .. وهذا قرار غير قابل للمناقشة ..
تقدمت إلى الباب ووقفت تواجهه بعينيها الغاضبتين بحنق من فرضه نفسه عليها .. فلانت ملامحه وهو يميل برأسه قائلا بتفكه :- بع
أصدرت صوتا حانقا وهي تتجاوزه خارجة .. فلم يتمالك نفسه وضحك بانتعاش وهو يتساءل لأول مرة عما قد تعنيه الحياة الدائمة إلى جانب تحدي جميل ومشاكس مثلها
أنت تقرأ
في قلب الشاعر(الجزء الخامس من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Любовные романыرواية بقلم المبدعة blue me الجزء الخامس من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me