الفصل التاسع

5.2K 140 4
                                    

الفصل التاسع






قالت أسرار بقلق :- هل أنت بخير ؟؟
تابعت نوار صب القهوة في الفناجين بيد ثابتة وهي تتحاشى النظر إلى عيني شقيقتها الكبرى قائلة :- طبعا بخير .. ولم لا أكون كذلك ؟
قالت أسرار بتوتر :- لا أعرف ... لم تبد لي مرتاحة خلال العشاء .. نوار .. مهما كانت الضغوط التي تمارسها أمي عليك .. فأنت لست مرغمة على القبول بشيء لا يعجبك ..
تابعت نوار عملها برتابة كشيء مبرمج للقيام بعمله على أكمل وجه وهي تقول بهدوء :- لماذا تفترضين بأنه لا يعجبني .. السيد راجح رجل ....... محترم ومهذب ..
قالت اسرار بامتعاض :- محترم ومهذب !!! ... هذه ليست بالمواصفات التي أعتبرها مقنعة للقبول بشخص كزوج محتمل ..
هزت نوار كتفيها وهي تحمل الصينية استعدادا لأخذها إلى غرفة الضيوف حيث يجالس كل من والديها السيد راجح ووالدته .. وقالت :- لقد سبق وتزوجت برجل امتلك كل المواصفات التي تمنيت توافرها في الزوج الذي أريد .. وانظري كيف انتهى بي الحال ..
خرجت نوار من المطبخ وهي تدعو الله الا تتمكن أسرار من قراءة الذعر ممزوجا مع الاشمئزاز على ملامحها وهي تستعد للعودة للضيوف ... ما حرصت نوارعلى ألا يدركه أحد هو أن العشاء الذي أرغمتها والدتها على أن تجلس خلاله إلى جانب السيد راجح كان كارثيا ...
دخلت إلى غرفة الضيوف .. لتنتقل أنظار الجميع إليها .. والدتها التي كانت تستمع باهتمام إلى والدة السيد راجح كانت تبدو راضية تماما وهي تمنحها ابتسامة مشرقة .. والدها نظر إليها بدون تعبير وكأنه يخشى أن يظهر لها ما قد يؤثر على قرارها النهائي .. أما السيد راجح فقد نهض واقفا في احترام وهو يمنحها ابتسامة هادئة لم تعرف لم أثارت امتعاضها الكامل ...
السيد راجح لم يكن سيء الشكل ... إلا أنه لم يكن وسيما أيضا .. كان طويل القامة بدون تناسق أو رشاقة في شكل جسده .. كان من الواضح أنه نادرا ما يقوم بأي عمل يتطلب جهدا جسديا حتى لو كانت تمارين طفيفة كانت لتخفف من بطنه البارزة التي لم تنجح بذلته الثمينة في إخفائها ...
ملامحه كانت مليحة بدون أي تمييز ... شعره كان منحسرا إلى الوراء في إعلان لا يخطيء عن صلع قادم .. إلا أن قلة وسامته لم تكن السبب الرئيسي لامتعاضها ..
قدمت القهوة باللباقة التي ترعرعت عليها ... حتى وصلت إليه فتناول منها الفنجان دون أن تفارقها عيناه .. وعندما تراجعت لتنسحب فوجئت بوالدتها تقول ببشاشة :- لم لا تأخذين السيد راجح إلى الحديقة يا نوار ...
التفتت نحو والدته موضحة :- لقد وليت الحديقة عناية خاصة طوال حياتي ... إنها متعة للنظر أؤكد لك .. ما من أجمل من احتساء القهوة فيها تحت ضوء القمر ..
هل لاحظ أحدهم شحوب وجهها وهي تحدق في والدتها بتوسل مذعور ؟؟؟ نظرت إلى والدها الذي لم يمانع إذ أنه ( يعرف) السيد راجح جيدا إلى حد يدفعه لمنحه الثقة الكافية ... إلا أنه لم يجلس مكانها على مائدة العشاء ليعاني من اللمسات ( العفوية ) التي كانت تصدر من السيد راجح طوال الوقت ... أثناء مد يده إلى المملحة ليلامس يدها القريبة منه .. عند تحريكه العفوي لساقه فتلامس فخذه فخذها ... عندما تسقط أنظاره إلى فتحة قميصها بجشع لم يلاحظه سواها ...
أظهر السيد راجح الحماس الكافي للفكرة مما جعلها تزدرد ريقها .. ثم وبإذعان لا يد لها فيه .. أشارت له كي تدله على الطريق ...



في قلب الشاعر(الجزء الخامس من سلسلة للعشق فصول)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن