الفصل الحادي والثلاثين
(أنت تخليت عنه عندما احتاج إليك ... تخليت عن عائلتك .. شقيقاتك .. وركضت وراء رغباتك وأحلامك .. حتى عندما عدت .. أنت لم تبذل أي جهد في تغيير نظرته إليك .. في التغير حقا من أجله .. أنت كنت معميا في سعيك وراء رغباتك بحيث كنت تخدعه .. وتكذب عليه .. وتناوره .. فقط كي تحصل على اعتراف زائف منه بك كابن يفتخر به .. للأسف ... مات دون أن يمنحك اعترافه ذاك ..)
صدى كلماتها ظل يتردد داخل عقله مرة بعد مرة بعد تركه لها ... خلال قيادته السيارة عبر شوارع المدينة دون أن يجد وجهة يقصدها .. رافضا العودة إلى البيت حيث هزار التي ترفض بغرابة الخروج من المنزل .. وتنطوي على نفسها منذ وفاة والده .. ووالدته .. التي كان يرى في عينيها كلما شردت نظرة كانت تخيفه بقسوتها .. وكأنها تخفي شيئا لا يرغب حقا بأن يعرفه ...
كلمات ليلى جاءت في الصميم دون أن يتوقعها .. أدمت جروحا بالكاد كانت قد اندملت بعد مرور عشر أيام على وفاة أبيه .. أتظنه لا يعرف ؟؟ أتظنه لا يتألم مذعورا وهو يفكر كل يوم .. كل لحظة .. بخذلانه لأبيه .. برحيله وتخليه عنه .. بأنه غاب لسنوات طويلة .. ثم عاد ليقضي أسابيع معه لم يبذل خلالها أي جهد في تعويضه عن كل ما فعله ؟؟
( بناتي يا همام )
لم يفكر قبل أن يقود متجها نحو العنوان الذي وجده ضمن أوراق أبيه في المكتب إلى جانب تلك الصورة للفتاة الشقراء .. لم يفكر وهو يصعد الدرج ليقرع جرس الباب المكتوب إلى جانبه اسم الرجل الذي كان لإثني وعشرين سنة الأب الشرعي لأخته نصف الشقيقة .. لم يفكر حتى فتح الباب ... وجد نفسه ينظر إلى وجه فتاة استحالت حيرتها إلى ريبة فور أن رأته وهي تسأله عما يريد
لوهلة ... خفق قلبه بعنف والدماء تجف في عروقه عندما ظن بأنه ربما يقف في تلك اللحظة أمام شقيقته .. إلا أنه تذكر بشكل ضبابي أن صاحبة الصورة التي رآها في مكتب أبيه كانت شقراء .. بعكس الفتاة قصيرة القامة والسمراء التي بدأت ريبتها تستحيل إلى حذر ... انضمت إليها فتاة أخرى تشبهها بشكل لم يترك لديه أي شك في كونهما توأمتان ... حتى أطلت من ورائهما امرأة بدت كنسخة أكبر عمرا منهما ... أزاحتهما جانبا وهي تسأله بهجومية :- من أنت ؟؟ وما الذي تريده من زين ؟؟
تردد للحظات وهو يسأل نفسه إن كان مستعدا حقا لهذه المواجهة ... إن كان شجاعا حقا كي يكمل المهمة التي عرف بأن والده قد اعتمد عليه وكلفه بها بدون كثير من الكلمات أثناء لفظه أنفاسه .. ثم قال :- اسمي همام ... همام الشاعر
شحب وجه المرأة التي قالت وقد بدا عليها تعرفها على اسمه :- همام الشاعر ... أنت ابنه ... ما الذي تريدونه منا بعد ؟؟
قال متوترا :- لقد توفي أبي قبل عشرة أيام .. وأنا .. أنا جئت بناء على وصيته
تقدمت نحوه وهي تمسك بحجابها الغير معقود بأصابع مرتعشة وهي تقول :- وصيته !! ... وما الذي أراده بعد .. وقد أخذ ما له عندي ..
قال بنفاذ صبر :- ابنته ... لقد أراد ابنته .. زين .. أنا جئت لرؤيتها ..
أجفل عندما قطعت المسافة إليه متشبثة بقميصه هاتفة بجنون :- أراد ابنته ... أرادها !! ..كيف يريدها وقد أخذها بنفسه قبل أشهر ؟؟ ما الذي فعله بابنتي ؟؟ أين زين ؟؟
أنت تقرأ
في قلب الشاعر(الجزء الخامس من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Любовные романыرواية بقلم المبدعة blue me الجزء الخامس من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للكاتبة blue me