حصار بني هاشم

11 1 0
                                    



الكعبة من الداخل حيث  غلقت صحيفة المقاطعة. لنبي هاشم

لما بلغ فعل النجاشي بالمسلمين ،وان عمر بن الخطاب و حمزه بن عبد المطلب قد اسلما ، وعندما رأوا الاسلام يفشوا في
في القبائل كبر ذلك عليهم ، وأجمعوا علي قتل محمد صلى الله عليه وسلم ، فكلموا بني هاشم في ذلك فرضوا تسليمه إليهم وأجمع بنو هاشم أمرهم علي أن يدخلوا محمداً
شِعبَهم ويمنعوه ممن أراد قتله ،فنحازت
بنو المطلب بن عبد مناف الي أبي طالب في شعبه مع بني هاشم مسلمهم وغير مسلمهم ، إلا ابو لهب فإنه فارقهم وكان مع قريش ، ولما عرفت قريش ذلك ، أجمعوا علي حصار بني هاشم ،بالل يناكحوهم ولا يبايعوهم ، ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم ، حتي يسلموا محمداً للقتل ، وكتبوا بذلك كتاباً وعلقوه في جوف الكعبة وحالفوا بني كنانه علي هذا الأمر ودخلت كنانه معههم فيه .

وكان الذي كتب الصحيفة " منصور بن عكرمة العبدري " والذي قد زوي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد دعي عليه فشلت يده .

وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة ( ٦ق ه‍)

وقطعوا عنهم الميرة والمادة ،فكانوا لا يخرجون إلا من موسم الي موسم حتي اشتد عليهم الحصار وباعوا يأكلون أوراق الشجر ، وسمع اصوات صبيانهم من وراء الشعب ، فأقاموا في الشعب ثلاث سنين ، وقيل سنتين .

سعي خمسة من رؤساء قريش في نقض الصحيفة وانهاء الحصار ، فكان أول من بدأ في ذلك الأمر هشام بن عمرو والذي كان يأتي بني هاشم وبني. المطلب بالطعام الي الشعب ليلاً  ، وآزره زهير بن أمية ( أمه عاتكه بنت عبد المطلب ) والمطعم بن عدي ، وأبو البختري بن هاشم ، وزمعة بن الأسود .

ثم قد علم محمد أمر صحيفتهم وان الارضة  قد أكلت ما كان فيها  إلا ذكر الله ، وهي كلمه " باسم اللهم "  ، فذكر ذلك الأبي طالب ، ليخرج ابو طالب. قائلاً لقريش ( أن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن الله قد سلط علي صحيفتكم الارضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم ، وبقي فيها كل ما ذكر به الله ، فإن كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء  رأيكم ، وان كان كاذباً دفعته إليكم  فقتلتوه أو استحييتموه )

قالوا ( قد انصفتنا)
، فأرسلوا  الي الصحيفة ، ففتحوها فإذا هي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو طالب :( علام نحبس ونحصر وقد بأن الأمر ؟ ثم دخل وأصحابه بين استار الكعبة والكعبة  فقال  اللهم انصرنا ممن  ظلمنا وقطع ارحامنا واستحل ما يحرم عليه منا )

وعند ذلك قام المطعم بن عدي الي الصحيفة فمزقها ، ثم مشي مع من أجمعوا على نقض الصحيفة  فلبسوا السلاح ثم خرجوا الي بني هاشم وبني المطلب فأمرهم بالخروج الي مساكنهم ففعلوا ، وكان خروجهم من الشعب في السنه العاشره البعثة ( ٣ق ه‍) .

ولم يلبث ابو طالب حتي توفي في رمضان أو شوال من السنه العاشره للبعثة (٣ق ه) ، وهو يومئذ ابن بضع وثمانين سنة ، وقيل : كانت وفاته في رجب بعد ستة أشهر من خروجهم من الشعب ، وذلك قبل الهجرة الي المدينة المنورة بثلاث سنوات  وقد أجمع الشيعة علي أنه توفي مسلماً مومناً ، وقد جاء ذلك أيضاً في رواية عند ابن إسحاق ما يفيد أنه أسلم عند موته ، ولكن أهل السنة يثبتون الرواية الأصح عندهم بأنه توفي ولم يسلم .
ولم تكن قريش تستطيع  النيل من محمد عليه افضل الصلاه والسلام أو. اذيته حتي توفي أبو طالب ، فروي عنه قال ( ما نالت من قريش شيئاً أكرهه حتي مات أبو طالب )
وبعد  وفاة ابو طالب بشهر وخمسة أيام ، وقيل بشهرين،وقيل بثلاثة أيام ، توفيت زوجته خديجه بنت خويلد في رمضان من السنه العاشره للبعثة ، ودفنت في مكه ولها من العمر ٦٥ سنه ، وقيل ٥٠ ، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم  إذ ذاك في الخمسين من عمره  فحزن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علي فقدان عمه وزوجته حتي سمي ذلك العام ب عام الحزن .

وبعد أيام من وفاته تزوج محمد من سودة بنت زعمة في رمضان وقيل في شوال

حبايبنا رسول الله ⁦❤️⁩من ( سلسلة حباً لله ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن