لا مفر

216 7 5
                                    

.حقا لا مفر من ذلك..... لا مفر من امضائك ووضع بصمتك علي عقد زواج لا تريده... زواج لم توافق عليه من الأساس.. زواج من شخص لا تشعر اتجاهه بأي مشاعر.. ربما كانت نور تظهر القوة أمام الجميع وعدم معرفة أي شخص لمشاعرها الحقيقة ووراء ذلك القناع الذي ترتديه فتاة صغيرة تصرخ وتنتحب بشهقات لا تنتهي ولم يكن هناك يد تربت علي ظهرها وتخبرها ان كل شيء سيصبح علي ما يرام... ولكن لم يحدث هذا

ذهب جميع من حضر عقد القران الي منزالهم حتي اقارب زوجها ياسين.. تلقت المباركات والتهاني من الجميع وبعد ذلك تركتها عائلتها مع زوجها.... مهلا زوجها!!. هي لم تكن حتي تعلم معني كلمة زوجي... كانت رقيقة وهشة للغاية...

لاحظت نظرات ياسين اليها ولم تكن قط غير تلك النظرة التي بها الكثير من الشوق والرغبة بها. وخصوصا بعد ان اصبحت زوجته امام الله وامام الجميع  ....

كانت متوترة وتنظر الي يديها اليسري التي مازالت تحمل ذلك الجرح علي معصمها من عند شريان يديها. قامت بسحب كمها الي آخر يديها حتي لا يلاحظ ياسين انها حاولت الانتحار!!!

flash back

جالسة في ذلك الكرسي الاخير الذي طلب منها ياسين ان يجلسوا به.. كانت نوايا ياسين غير مسالمة البتة وهي كانت تحمي نفسها من أي تلامس قد يحدث بينهما لانه دينها يحرم ذلك..

بعد ان كانت شاردة في تلك النافذة وتستعيد ذكريات قد مرت علي رأسها مؤاخرا... او ان (أطلس) قرينها هو من أظهر تلك الذكري امامها

flash back 2

جالسة تتنهد بين الحين والاخري وهي تستمع لكلمات اغنية لمغنيه المفضل جاستن بيبر. تقلب في صفحتها الشخصية علي فيسبوك... لاحظت ذلك النادل الذي وقف امامها ويبدو انه كان ينادي عليها مرارا ولكنها لم تسمع بسبب صوت الموسيقي الصاخبة في الثامنة صباحا " نعم. ماذا قلت؟؟ ". اخرجت احدي السماعات لتسأل النادل الذي سألها عن نوع قهوتها لتجيبه"  سأخذ اثنان من القهوة السوداء واحدة مظبوطة والاخري مانو " اومأ النادل بتفهم ليرحل

ملحوظة (مانو: تعني بين السادة والمظبوط) 

اعادت السماعة مرة اخري لتنتهي الاغنية فور تشغيلها.. تذمرت بحنق طفولي وشهقت حينما رأت ذلك الشاب الهمجي يجلس بترنح علي المقعد المجاور لها لتقول له بتذمر " تأتي متأخرا كالعادة وتجعلني اطلب قهوتك وفي الاخير تجعلني افقد النطق بسبب تلك الطريقة الهمجية ".. التفت ذلك الاسمر ذو العيون الغارقة والعميقة التي تجعلها كالساكيرة حد اللعنة لتلتقي بعيوانه وتشرد بها لدقائق...

وعت علي نفسها لتنظر بعيدا نحو محطة القطار التي مر لتوها عربة قطارات متصلة ليقول بصوته الرخيم والمثير الرجولي"  هيا يا صديقتي.. لا تحزني انا فقط تاخرت في الاستيقاظ "

في الحقيقة هي لم تكن غاضبة منه لتأخره بل كانت ستشكره لانه تطلب اليه قهوته وياتي علي عجلة من أمره ليتناول فقط قهوة الصباح معها هي كانت شاردة في ذلك القذر الذي دخل حياتها ودمرها ودمر احلامها وكل شيء معه

زمردة قلبه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن