ذكري مؤلمة 1

80 5 7
                                    

........



استيقظت من نومها علي تعب شديد للغاية في بطنها فذهبت الي دورة المياه بعد ان اعدت لياسين افطاره اولا

كانت حامل ويتبقي يومان وتكمل الشهر الثاني من حملها ولكنها وجدت دماء سوداء تنزل من بطنها،، ارتعبت للغاية ودخلت في صدمة خوفا علي طفلها الذي في رحمها

خرجت بسرعة من الحمام وهي تبكي بشدة وامسكت الهاتف لتتصل علي امها وتسالها عما رأيته
(صباح الخير امي)  قالت نور وصوتها يرتعش لتجيب والدتها بسرعة (ما بكي حبيبتي صوتك لا يعجبني أبداً) 
(انا لست بخير أبداً لقد وجدت........)  اكملت ما حدث معها بالتفصيل وهي تبكي لامها لتقول امها في قلق
(انا اتية اليكي، لا تبكي حبيبتي، فقط نامي وارتاحي علي ظهرك الي ان اتي، حسنا) 
(حسنا امي....؟) 

كان كل هذا تحت انظار ياسين الذي لم يكن قلقلا أبداً وكان الامر عاديا بالنسبة اليه، كانت نور خائفة للغاية تريد عناق ويد تربت عليها لكي تطمئنها ولكن يا سين تركها وذهب

بعد نصف ساعة اتت والدتها البستها ملابسها واخذتها الي المستشفي وهي تترجي ياسين الذي لم يكن يريدها ان تذهب الي اي مكان

وصلت المستشفي وكانت خالتها تعمل ممرضة في نفس المشفي، استقبلتهم وقاموا بعمل الفحوصات اللازمة ليقول الطبيب باطمئنان
(لا تقلقوا، هذه الدماء فقط تعب وارهاق ويجب الا يقوم زوجها بأي علاقة الا بعد اتمام الثلاثة شهور بأمان، وهذه بعض الادوية لتثبيت الطفل ويجب عليها الراحة وعدم فعل اي مجهود، فقط ذهابها لدورة المياه، اتمني لك السلامة نور) 

سمع ياسين هذه الكلمات بصدمة، بالطبع ستكون صدمة الا ياتي بجانب نور لمدة شهر ونصف، بالنسبة له هو انسان شهواني للغاية وغير قادر علي تحمل كل هذا

(ياسين سأخذ نور لتجلس عندي كي تكمل شهور حملها بسلام) 

افاق ياسين علي جملتها ليقول بدون مبالاة (خذيها كما تريدين) 

وكأنها ليست زوجته وليست تحمل بوالده، حقا ماذا به لا يهتم لامري او لأمر ابنه، هذا ليس انسان عاديا

لم تبالي كثيرا للأمر، فقط كانت سعيدة لانها سترتاح من عبء العمل الذي يتراكم عليها كل يوم، تفعل كل شيء في منزل عائلته ومنزلها، وهي مازلت حامل بشهرها الاول ولم تكمل الثاني بعد، ولم تكن والدة زوجها تريحها، بل كانت تأمرها بالعمل طوال النهار دون توقف، واذا وجدها ياسين متعبة كان يقول (انتي متعبة دائما، انتي لستي كاباقي النساء، يعملن دون كلل ولكن انتي ضعيفة دائماً ولا تقدرين حتي علي الزواج والحمل  ) 


كانت تسمع اهانات كثيرة منه، وكانت تمضي قدما كي تعيش حياتها ولكي لا تقوم بهدم بيتها وهي الان في عنقها روحا صغيرة في رحمها تريد الحنية والامومة، فصبرت نفسها بالطفل الصغير الذي سياتي وسينسيها كل ما مرت بها من اموار سيئة قد تحملتها مع ياسين رغما عنها

مرت ثلاثة ايام دون ان يسأل حتي ياسين عليها او ان يتصل بالهاتف فقط ويسألها عن حالها او حتي عن ابنه الذي تحمله في بطنها. فقامت هي بالاتصال به لكي ياتي معها ويفعل التحاليل والفحوصات التي طلبها الطبيب منها
(اهلا ياسين) 
(اهلا نور)  قالها بضيق لتجيبه
(الن تاتي لنفعل الفحوصات التي طلبها الطبيب؟) 
(لست متفرغا نور لهذه التفاهات) 
(متي ستكون متفرغا اذا!!)  صرخ ياسين بها قائلا (انتي غبية لا تفهمين، اخبرتك لست متفرغا، وليس معي مال) 

اغلقت نور الهاتف في وجهه وكانت تحكم دموعها بقوة حتي لا تبين لامها اي شيء ولكن والدتها قد سمعت صراخ ياسين عليها لتقول (لماذا يحدثك هكذا؟، وليس لديه المال ليطمئن علي ابنه وزوجته ومعه مال ليخرج اخاه من الجيش؟؟؟) 

صمتت نور، هي تعلم ان كل ما تقوله امها صحيح، ولكن هي لا تقدر ان تشتكي وتخبرها عما كان يفعله ياسين معها

مر يوميان اخرين ما بين اتصالات بشيرة والدة نور علي زوجها واتصلات فريد عليه، وهو لا يجيب علي الهاتف وكانه عديم التربية والاخلاق لا يقدر اهلها أبداً  

غضب فريد للغاية من الطريقة التي يعامل ابنته بها اخذ رقم والده ياسين للاتصال بها ولكنها لم تجيب ايضاً لياخذ فريد رقم اخت ياسين ويتصل عليها لتجيبه وتعطيه ليكلم والداتها

اشتد الأمر واشتدت المشاجرة بين الاثنين ليتصل بعدها بثواني ياسين علي بشيرة
(اهلا ام احمد) 
(اهلا ياسين) 
(كيف حال نور الآن؟)
(للاسف ياسين لم يرتفع الدم عنها ومازالت تنزف، ما رايك لناخذها الي الطبيبة رباب)
(لا اااا الطبيبة رباب قد تقوم بقتل الطفل)
(اين تريد ان تاخذها اذا ياسين؟)
(الي الطبيب محمد الذي لديكم في القرية)  تعجبت بشيرة من كلامه لتجيبه بقلق
(ولكن الطبيب محمد مازال متخرج حديثا ولست مطمئنة علي ابنتي معه) 
(لا هو طبيب جيد وسيجيد فحصها افضل من ذللك المشفي) 
(ولكن يا بني...)
(لا يوجد هناك لكن او ما شبه، هذه زوجتي وابني وسافحصها بطريقتي) 

نظرت بشيرة الي فريد لتري ايمأة بسيطة منه فقالت لياسين
(حسنا كما تريد ياسين) 

اغلقت الهاتف لتنظر الي فريد الذي قال
(هو حر في زوجته ليفعل ما يشاء)
(ولكني خائفة علي نور، هذا الطبيب ليس جيدا أبداً) 
(ليس بيدينا حيلة) 

اتي ياسين بعد لحظات ومعه والدته واخذوا نور التي كانت تتلوي من الالم الذي كان في اسفل بطنها وظهرها ولم تكن تقدر علي المشي ليحملها ياسين ويصعد بها السلم الي الدور الثاني الذي به الطبيب، وهي تبكي وتشهق بقوة من الألم

رأي جميع المرضي الذين ينتظرون دورهم كيف هي تتألم فسمحوا لها ان تدخل اولآ

دخلت الي الطبيب وحدثته بشيرة عن حالتها بالتفصيل ليقوم الطبيب لكي يفحصها

وضعتها بشيرة علي السرير وكشفت بطنها لكي يعمل الطبيب اشعة تلفزيونية علي الرحم ويري الطفل،

ظل يمسح بالجهاز في كل مكان علي رحمها وعلي وجهه علامات القلق.... دمعت عينيها بشدة وكانت تتدحرج علي خديها بقوة غير قادرة علي ايقافها ليقول الطبيب وهو ينهض ( ليس هناك نبض في الجنين للاسف....)

يتبع.............

علقوا بين الفقرات، واخبروني بالفقرة اللي نالت اعجابكم.....

دمتم سالمين


زمردة قلبه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن