فتحت الباب لتتفجأ به يحملها ويستدير بها في جميع انحاء المنزل وبيديه حقيبته لتضربه علي ظهره وهي تقول (اتركني ايها المجنون انزلنيييي)
انزلها محمود ليقبلها علي خدها وجيبنها وهو يصرخ بعدة كلمات غير مفهومة لتقول نور وهي تكتف يديها امام صدرها
(هل يمكنك التوقف عن هذا الجنون وتهدأ لتخبرني ماذا يحدث معك؟؟)
(لقد تم قبولي في جامعة الهندسة امي)دني محمود لمستوي وجهها ليراها تبكي وهي تضع يديها علي وجهها وعيوانها تملئها السعادة، ليكوب محمود وجهها بين يديه العريضتين
(هل انتي حزينة لدخولي جامعه الهندسه امي؟)
نفت بحزن لتحتضن رأسه وتضمه الي صدرها وتقول بسعادة (انا أسعد امرأة في الكون بأسره، لا يوجد كلمات تصف سعادتي غير دموع السعادة صغيري)
ضحك محمود بشدة علي ملامحها اللطيفة للغاية ليقول لها وهو يحاوط كتفها ( حسنا يا نوري، ماذا طهيتي اليوم من الطعام؟؟)
ضربت نور كتفه بخفة لتردف بحنق (ماذا نوري؟، ماهذا اللقب ايها المراهق؟)، جلس محمود علي كرسي البار في المطبخ بينما نور دخلت المطبخ لتكمل ما تركته بسبب ابنها المجنون ليقول محمود بعد ان تحولت ملامحه للجدية
(هناك عدة اشياء يجب ان تعلميها امي قبل ان اذهب للجامعة!!)
(اخبرني حبيبي)
(الجامعة ليست في أزمين، لقد اتت جامعتي في اسطنبول)
(وما المانع عزيزي!!)
(لا يمكنني السفر ذهاباً واياباً كل يوم امي،)
(وماذا تريد اذا محمود؟؟)
(يجب ان اسكن في مساكن شباب الجامعة باسطنبول)صمتت نور لبرهة تفكر في اللذي يقوله، ان يبعد صغيرها عنها، ان لا تيقظه كل يوم، ان لا تطبخ طعامه او تصنع له كوب القهوة، او تصنع له بعض المسليات لتساعده علي المذاكرة، ان تنظف ملابسه وتشتري له اطقم جديدة بعد ان تاخذ مرتبها من العمل، ان لا تراه في النادي يلعب كرة القدم
بينما نور تفكر في كل هذا وقف محمود امامها يخبرها (ان حقاً لا أريد تركك هنا بمفردك، ولا اريد الذهاب دون موافقتك، الم يكن هذا حلمك طوال سنين، ان اصبح مهندسا ان اقوم بتعويضك عن كل ما مررتي به لاجلي، ارجوكي امي هذا حلمنا معا)
مسحت نور بعض دموعها بمرفقيها لتقول (متي يجب عليك الذهاب؟؟)
(بعد ثلاثة أشهر من الآن)
(سافكر في أمر رحيلك فيما بعد لان هذا ليس امراً هيناً عليّ بالمرة)أومأ محمود بابتسامة تكاد تشق وجهه لنصفين ليحتضن أمه ويهب ذاهبا لغرفته، بينما نور ظلت جالسة تتذكر ما مرت به
flash back
(لن يجبرك احد مجددا يا نور علي اي، واي شيء تريدنيه سوف يكون) قال اخاها لتجيبه
(اريد الطلاق منه)
أنت تقرأ
زمردة قلبه
Romanceشاب مراهق يعيش بمبدأ (عيش اللحظة) ولا يهمه شيئ في العالم غير تحقيق رغباته وتلبية مطالبه تحت اي ظرف... اناني ولا يحب غير نفسه... ليتغير كل حياته رأسا على عقب بمجرد رؤيتها في يوما ممطر