مقابلة

110 4 0
                                    

في مكان ما.......

ارتجف وتصدع قلبه رغم انه كان نائما علي سرير مريح للغاية مع وسادة كبيرة من ريش النعام.... والجو حارا للغاية ولكنه كان علي وشك ان يموت من البرودة التي احتلت جسده وكان ياتي بكل الاغطية التي تجدها يديه ولكنه مازال يرتعش بردا.... كيف ستشعر بالدفء وقلبك قد امتلئ بالبرودة. لم تعد تشعر بشيء من حولك.. هل اصبحت عديم احساس لهذه الدرجة؟

ام انه مجرد وقت عصيب تمر به وسيمضي كل شيء ويعود كما كان سابقا

(انت يا ولد ان لم اقل ان والدك حشري، من اين اتيت بهذه ااكلمة؟؟) 
رفع كتفيه بلامبالاة وعاد لنظر الي الكتاب وتجاهل امه تماما لتقول نور بداخلها (والده جعلني افقد صوابي وهو سيدخلني الي مصحة المجانين)  تنهدت واخذت تعمل الي وقت متاخر للغاية غير متذكرة ان ياسين طلب منها رؤية محمود في السابعة ليرن هاتفها مرة اخري بعد الساعه السابعة بعشرون دقيقة لتجيب وهي مازلت تعمل علي الاب توب (نور تتحدث) 

(هذا انا ياسين لقد اصبحت السابعة وعشرون دقيقة ولما اراكي او اري محمود) 

(عشرة دقائق والتقيك، اين انت؟؟؟) 

(انا جالس بالمكان الذي اعتدنا الذهاب له سويا معا)،  رفعت نور حاجبيها بدهشة من التغيير الكبير في شخصيته، هو ليس كذلك

ليس هذا ياسين الذي تزوجته، اين ياسين ذو صوت المكبر، ياسين ذو صوت المذياع، ماذا يحدث له هل قام باذية رأسه اما ماذا ❓

(لست متذكرة حقا، اين التقيك؟) 

اخبرها بالمكان لتغلق الخط وتاخذ حقيبتها ومحمود باليد الاخري وهو يسألها اثناء نزولهم بالمصعد (الي اين نحن ذاهبان مامي؟)
(سنذهب لرؤية اباك يا حبيبي) 

كان محمود هادئا للغاية طوال فترة بقائه في السيارة لتعقد نور حاجبيها بحيرة منه، هو ليس بهذا الهدوء أبداً، انه صاخب ومشاغب للغاية  ، ولا يمتنع عن السؤال حين نتجول بالسيارة.

(ما بك حبيبي؟)  سألت نور، ليضع محمود رأسه في حجره ويخبرها
(لا شيء مامي). نظرت نور من المرآة التي تعطي مشاهد للخلف
(يبدو ان هناك شخصا ليس متحمس لرؤية والده)  نفي محمود برأسه ليقول
(انا فقط لا أعلم لماذا لا تعيشين مع أبي؟)
(ولماذا تفكر في هذا الأمر عزيزي؟) 
(بنهاية الاسبوع الفائت كان هناك اجتماع مع اولياء الأمور وطلبوا من كل شخص في فصلنا احضار والديه وحينما اخبرت المشرفة انها يمكنني الحضور مع أمي فقط، قالت يجب عليك احضار الاثنان ولاني صمت ولم أقل شيئا ظنت اني والدي متوفي، انتي لا تعلمين كم جرحني هذا الشعور؟؟؟) 

اوقفت نور السيارة علي جانب الطريق لتنظر لولدها بحيرة كبيرة ولا تعرف ماذا تجيبه؟

هذا الصغير ذكي للغاية ويحسب كل كلمة وكل رد فعل ويبني عليها أشياء كثيرة اخري، لتداهم نور تلك الذكري السيئة

زمردة قلبه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن