ناريمـان فـي غـرفتهـا ، مسـكت بـ هاتفـها و إتصـلت على إبنتهـا ، و كانت كلارك تجـلس في مـقهى ، لمـا رن هاتفـها ، فتحـت الـمكالـمة و قـالت ..
نعـم أمي !
.. لـ تقـول والـدتهـا بسـرعة ..
كلارك هـل أنتي بخـير !!
.. لـ تقـول كلارك بـ هـذوء ..
نعـم أمي أنـا بخـير لا تقـلقي
.. لـ تقـول الأخـرى متسـائلـة ..
أيـن أنتـي !!!
.. قـالت كلارك بـ هذوء ..
أنـا فـي المـقهى يـا أمي ، لا تقلقـي أوك
.. إطـمأن قـلب ناريمـان عـلى إبنتهـا و قـالت ..
حسـن عزيزتـي ، لا تتـأخري
.. لـ تقـول كلارك ..
حاضـر ..
.. هـناك أنهـت كلارك المكـالـمة ، ووضعـت هاتفهـا فوق الطاولـة و رفعـت فنجـان القهـوة ، و إرتشفـت منه القـليل ، و هـي كل تفكـريـها فـي منـزل رايمـا ، و السـر الذي يـخفيـه ذلك المـنزل ، لمـاذا يـا تـرى يخفـون إبنتـهم هـكذا !!! ،...
.. لـ يقـطع حـبل تفكـريهـا شخـص جـلس بـ جانبهـا و قـال ..
هـل تأخـرت !!
.. حـدقـت بـه بسـرعـة و قالت بـ هذوء ..
لا ، لقـد أتيـت فـي الوقـت
.. لـ يقـول ..
مضـى وقـت طويـل ، أيـن كنتي !!
.. قـالت كلارك بإبتسـامة هادئـة ..
كـنت بـ أمـريكـا ، كـما تعـلم يا وليـد كنت هنـاك لـ أتعـالج
.. لـ يقـول يقـول وليـد ..
أه نـعم لقـد أخـبرتني والـدتك أنك ذهـبتي لـ تتـعالجـي لكـن لم أعـرف إلـى أيـن ، إذا هل أنتي بخـير الأن !!!
.. قالت كلارك بـ نفـس إبتسـامتهـا الهـادئة ..
أنـا بخـير كـما ترا ههه
.. لـ يقـول وليـد ..
أجـل أرا أنك بخيـر حـقا يا كلارك
.. لـ تـقول له كلارك متسـائلـة أيضـا ..
هه أكيـد ، و أنـت كـيف حـالك !!! ، و كيف حـالهـا سارة ؟؟؟
.. لـ يقـول وليـد بإبتسـامة ساخـرة من نفسـه ..
أنـا بخيـر ، لكـن سـارة بصراحـة لـم أراها منذ عـام لأننـا إفـترقـنا يا كـلارك
.. لـ تقـول كلارك بأسـف ..
و لمـاذا ! مـاذا حـذث ؟؟
.. قـال وليـد و هـو يرتشـف القهـوة التي طلبتهـا لـه كلارك قـبل مجيـئه ..
مـاذا سـأخـبرك يا كلارك ؟؟ ، فـ لقـد إفـترقـنا بعـدمـا عرفـت أنهـا تخـونني مـع صديقـي
.. تـوسعـت عـينـاها و قالت ساخـرة ..
ههه عجيـب أمـر بعض النـاس ، لا أعـلم لـما الخـيانة و لمـاذا يـخونون !!!!
.. قـال وليـد بأسف عـن حالـه ..
كـنت سأتقـدم لهـا لـ الزواج لكـن عـلمـت بـ خيانتهـا قبل أن أتقـدم لهـا ، فـ أخـبريني يا كلارك لو كنتي بـ مكـاني كيف ستكـون ردت فعـلك ؟؟؟
.. حدقـت بـه بسـرعة و قالت بـ كل جديـة و ثقـة من كلامـها ..
سـأقـتلهـا
.. وليـد يعـرف جيـدا نظـرتهـا هذه ، و أن كلامـها لا يمكـن أن يـكون مـجرد كـلام ، لـ يقـول ..
و أتعـلمين كيف كانت ردت فعـلي أنـا ؟؟؟
.. ضحـكت كلارك و قالت ..
ههههههه أعـرف كيف كانت ، كانت باردة مثـلك ، لأنك ليس لذيك ذرة غيـرة يا وليـد ، أنـا أعـرفك جيـدا و أعـرف أنك لن تدافـع عن حـبك
.. لـ يقـول وليـد بسـرعة ..
ههه واو أنـتي تعـرفينني جيدا يـا فـتاتي الذكية
.. لـ تقـول كلارك ..
بالطبـع أعـرفك ، فـ أنـا صديقـتك مـنذ 10 سنوات كاملـة ههههههه
.. لـ يقـول وليـد ..
أجـل و نعـمة الصـديقة ، أنتي الوحيدة التي بقيتي تسأليـن عـني رغـم أن غيـابك كان طويـل هذه المـرة ههه
.. لـ تقـول كلارك ..
ههه و سأبقـى دائمـا صديقـتك التي تسأل عـنك ، لا تخـاف يـا صديقي العـزيز
.. هـناك وقف و عانقهـا بـ شدة و هـي أيضـا بادلـته العـناق و قـال ..
شكـرا لك يـا أعــــز أصــــدقائي
.. هنـاك أفـلتوا بعضـهما و قـالت كلارك ..
وفائي لـك لا يحـتاج شـكر يا صـديقي العـزيز هههه
.. لـ يقـول لها وليـد متسـائل ..
إذا ما هي خططـك المستقبليـة يـا كلارك ؟؟؟
.. لـ تقـول كلارك و هي ترتشـف قهـوتهـا ..
بصـراحـة ليسـت لذي أي خـطط حـاليا ، لكـن يمكـن أن تكـون بـ المـستقبل
.. إبتسـم وليـد و قال ..
أنـا أيضـا ليس لـذي أي خـطط حـاليـا ، و كأننـا إتفقـنا عـلى شيء واحـد ههه
.. لـ تقـول كلارك و هي تضـحك ..
ههه أجـل و بما أننـا ليس لذيـنا خـطط مستقبليـة لـما لا نستمتـع بـ وقتنـا ههههههه
.. هنـاك رن هـاتف وليـد ، و لمـا أخـرجه من جيبـه قال ..
أووه إن أصحـاب العمـل يتصـلون بي ، لقـد تأخـرت
.. وقف بسرعة و تابع ..
سأتصـل بك بعـدما أخـرج من العـمل ، أوك !!
.. لـ تقـول كلارك بإبتـسامة ..
حسن يا صديقي
.. لـ يقول بسـرعة ..
إذا إلى اللقـاء ، أحبـك
.. قالت ..
مـــع السـلامة ، و أنــا أيضــا
.. ذهـب وليـد لـ سيارته ، و كلارك بقيـت تجـلس بـ مكـانهـا تفكـــر ،.......
بينمـا كانت كلارك بـ المـقهى تفكـر ، كانت بلسـم تدق باب غـرفتهـا و تصـرخ ، مازالـوا لـم يرحـموهـا ، مازالـت تبكي بـ جوعهـا ولـم يقـدروا أن يفتحـوا لهـا الباب ، كـيف يفـكرون !! ، و إلى مـتى سيعـذبونهـا هـكذا !!! ، شيء يقـتل الـروح بـ جـسد يتنـفس ، لـم يـرأفـوا بهـا بعـد ، ولم يحـيا الضـمير الميـت بـ قلوبهـم ، و رغـم صرخـاتهـا المـتواصـلة ، و طلبــاتها الـمستمـرة ، و بكـائهـا الذي يسـمع فـي كـل زوايـــا غـرفـتها ، لـم يشعـروا بهـا ، لـم يشعـروا بـ أنينـها ، ولا بـ جرح قلبهـا ، ولا بـ عـذاب ذاتهـا ، و مجـددا ، و مجــددا بـ خيبـــة أمـل ، جلـست عـلى الأرض تبكـي ، و كـفت عـن الصـراخ ، و كفـت عـن طلبـاتهـا ، و كـفت عـن أن تطلب منـهم أن يفتـحوا لـها ، لأنهـا ، لأنهـا تعـلم أن القـساوة بـ قلـوبهـم لـن تليـن ، و لــــن يـــــــرحموهــــا ...كلارك لمـا رجـعت لـ منزلهـا ، صعـدت فورا لـ غـرفـتها ، لا تريد أن تـرا أحـدا من والـديها ، أغلقـت باب الغـرفة ، و توجـهت لـ خزانتهـا ، فـتحتها ، و حملت علبـة الدواء الصغيـرة ، أخـدت حبة منهـا ، و أدخـلتهـا لـ فمهـا و بعـدهـا توجـهت لـ الطاولة الموضـوعة فـوقها قنيـنة المـاء ، فتحـتها و شـربت منهـا القـليل ، و أرجـعتهـا لـ مكـانها ، بعـدهـا إستلقـيت مباشـرة فـوق سريرهـا ، و أغـمضـت عـيناها ، هـناك طرق أحـد باب غـرفتهـا ، فتحـت عينـاها بسـرعة و قـالت بـ ملل ..
مـن !!!
.. لـ تسـمع والـدتهـا قائلـة ..
إنـها أنـا ، إفتحـي البـاب يـا كلارك
.. وقفـت كلارك و توجـهت لـ الباب ، فتحـته و قالت ..
نعـم أمي !!!
.. مازالت والـدتها تقف بـ مكانهـا و قـالت لهـا متسائلـة ..
هـل أنـتي بخـير !!!
.. قـالت كلارك بسـرعة ..
بخيـر يا أمي بخير ، رجـاءا كفـي عـن سؤالي هـذا السـؤال
.. لـ تقـول ناريمـان بـ ملامح الحـزن ..
لكـن أنـا أخـاف عـليك يـا كلارك
.. حدقـت بهـا كلارك و قالت بـ هذوء ..
أعـلم أنك تخـافين عـلي يـا أمي ، لكـن أنـــا بخـير ، فقـط أريـد أن أنـام
.. لـ تقـول لهـا والـدتهـا بسـرعة ..
لكـن أنتـي لـم تتـناولي عشـاءك بعـد !!
.. قالت كلارك ..
لسـت جـائعـة ، تصبحـين عـلى خيـر أمي
.. قـالت ناريمـان ..
و أنتـي من أهـل الخـير إبنتـي
.. اغلقـت باب غـرفتهـا مجـددا ، و رجـعت لـ سريرهـا ، إسـتلقـيت مجـددا ، و أغمـضت عـيناها ، حتى غفـت و دخـلت لـ نـوم عميـق ،.......كـلارك نامــت ، و والـديهـا ايضـا نامـوا ، ورايمـا و زوجـها أيضـا ، ممـا يعـني أن الجـميع قـد ناموا فـي راحـة ، أمـا تلك الفـتاة الصـغيرة ، ذو الجـسد الذابل ، لـم تذوق طـعم النـوم تلك اللـيلة ، لأن الجـوع قـد سيـطر عـلى جـسدهـا بـ الـكامـل ، و جـعلهـا تشـعـر بأنهـا لا تقـدر عـلى الوقـوف ولا عـلى النـوم ولا عـلى التفكـير و لا عـلى أي شـيء ، كانت مستلقيـة عـلى سريرهـا تمسـك بـ بطنهـا و تجـمع قدميـها ، و تبكي بـ صمـت و بلا دمـوع ، فـ رجـاءا أخـبرونـي مـن سيعـفوا عـنها !! ، من سيخـرجـها من ضـلامـها ؟؟ ، من سيـرحـمها !! ، إذا والـديهـا و لـم يرحـموهـا ،...... و هـكذا مـرت تلـك اللـيلة ، فـي جـرح أخـر ، و خيبـة أمـل أخـرى .......