مُضِيّ

2.4K 63 23
                                    

نيويورك - 5 يناير 2014
كانو جالسين بطاولة دائرية في بار حول بعض، هزاع رجع لهم بعد مكالمة عمل و بيده مشروبه و جلس كالعادة جنب عزام الي حاوط كتفه بذراعه وسأل: هاه بتجي معي الرياض؟

هز راسه و هو يبلع المشروب بعدين رد: فضّيت جدولي.. بس مراح ابقى معك برجع قبل

بحر قلب عيونه بملل من سوالفهم الي دايما ممله، مد يده للطاولة ياخذ كاسه و هو يسأل بفضول بعد ما شاف البنت الي توّ صدّها هزاع قاعدة تناظر فيهم من بعيد شوي: ليش رفضت تطلع معها؟ حلوة

نزل عيونه لجواله الي نوّر برسالة و بدون ما يرفعه حتى و يشوف من مين قرر انها مب مهمة: بس كذا رفضتها غريزياً

رواد انتبه لهم: ليش يعني الغريزي عندك الرفض! ترى مو طبيعي ان واحد بعمرك ما قد بعمره ارتبط

هزاع تجاهل يبي الموضوع يتقفل بس تدخل عزام شدّ انتباهه: ايش ميولك اصلا

بحر تعدل من جلسته بتفاجؤ: you're not straight!!

هزاع حك حاجبه بانزعاج: مدري

مراد ضحك عليه: شلون ماتدري! فكر شوي مين يجذبك اكثر البنات او الاولاد و الا اثنينهم

عقد حواجبه يفكر بعمق لفترة و كلهم عيونهم عليه ينتظرون اجابة، همهم بعدم اهتمام بعد فترة: ما قد انجذبت لاحد

الوليد تنهد: يليل النرجسية، اتركوه بس ما وراه فايده

——————————————————————

الرياض - 13 يناير 2014

نزل من سيارته بعد ما صفط مع باقي سيارات عمامه و عيالهم قدام بيت جدهم، بالعادة كذا يجي بدون ما يعلم احد لانه يرجع امريكا بسرعة .. دخل و سلم عليهم و بعد جولة من الابتسامات المزيفة جلس بين عمامه و العيال داخل بالمجلس الكبير، كالعادة اخوه ايلاف مب موجود و ابوه لصق فيه اول ما شافه يبي يبين لهم ان علاقتهم افضل علاقة اب بولده.
نزل راسه و الصداع قاعد ياكل فيه اكل بس يبي يحكم تعابيره ما يبي احد يحس.. بعد مدة رفع راسه باهتمام لما سمع صوته و ابتسم لما شافه جاي بيسلم على جده بس لأنه تو يجي مع خواته و لا انتبه لهزاع اصلا ف ما سلم عليه..
ابتسامته كبرت و هو يشوف كيف كبر و تغير.. الوقت مر بسرعة و مو قادر يصدق ان هتان الي امس كان بالمهد يهزه بحضنه كبر و صار هذا الشخص الي قدامه..
بلحظة حس بشعور بالألفة خلاه ينزل راسه من جديد و الذكريات الي مرّت كلها بعقله خلت قلبه يدق ببطء بس بقوة و فجأة غمرته رغبة انه يقوم و يحضنه.. 
كان مشتاق له من اليوم الي ترك فيه الرياض و توّه يفهم شعوره بعد هالسنين..
لما طاحت عيونه عليه مرة ثانية شافه يبتسم، انمحت تعابيره و ناظر فيه بصمت و الي شاغل باله خوف و قلق من كمية المشاعر الي قاعده تجتاحه.. فجأة اختفت اصوات الي حوله و صوت دقات قلبه بدا يعلا لدرجة ما صار يسمع باذنه غيرها و عينه مو قادر يرفعها عنه ، اخذ نفس عميق و قبل لا يزفره تذكر كلامهم
*مين يجذبك اكثر البنات او الاولاد و الا اثنينهم*
هز راسه شوي عشان يبعد الافكار الي مالها داعي، عمه ناظره بتساؤل: شفيك تعبان؟

بِلا عُنْوانْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن