تخطّي

2K 60 83
                                    

.
.

كان ظهر يوم اربعاء على ايام كانت الاجازة خميس و جمعة.. توّه راجع من المدرسة و مع انه راجع مشي على رجوله توجّه لروضته وابتسامته شاقة وجهه.
الجزء الوحيد الحلو بيومه هو لما ياخذه من روضته و يوصله معه لبيتهم، عمه ابراهيم دايم يقول له ماله داعي و ان السواق يوقف ينتظره يخلص دوام عشان يرجعه بس مع كذا كان يصر على انه يوصله بنفسه..
هتان يصير ولد عمه و امه حفيدة اخو جده -يعني تصير بنت عم ابراهيم- .. زواج ابراهيم و اميرة كان الحدث الاكبر من ١٢سنة و للآن الناس تتكلم فيه؛ كانو الاجداد فرحانين ان احفادهم اختاروا يتزوجون من بعض و كان ابراهيم الوحيد الي اقدم على هالخطوة اما اخوانه كلهم و خواته ابتعدوا قد ما يقدرون عن العيلة.. عشان يبعدون عن المشاكل.
زواجه حضروه ناس من كل مناطق المملكة من كثر معارفهم و الاجداد كانو قائمين عليه من فرحتهم بانهم بيناسبون بعض، القاعة و الكوشة و كل تفاصيل الزواج كانت سابقة لاوانها و شي جديد في ذاك الوقت.. كان هو الوحيد الي انبنى له بيت جنب بيت ابوه قبل ما يتزوج و علطول سكنوا فيه.. كل اخوانه اول زواجهم كانوا بشقة و بنوا بيوتهم من عرق جبينهم الا هو، من بعد زواجه بأميرة و هو المفضل عند ابوه و عمه و حتى جده. 
اصلاً من اول ابراهيم كان المفضل عند ابوه لأنه كان دايم مجتهد على نفسه و يسعى للأفضل لدرجة قدر يفتح شركته الخاصة و بشكل عام  كانت شخصيته محبوبة عند الكل لأنه محترم و طيب عكس توأمه الي هادي مرة بس جريء و ما يسمع كلام احد و يمشي الي في راسه.
أميرة  كانت كل ما حملت و ولدت يمتلي البيت بالهدايا و الناس تجي تبارك من كل مكان، مع كل مولود تُقام عزيمة كبيرة للتمايم و يجون فيها كل اقاربهم الي حتى بالاعياد ما يتجمعون بسبب توزعهم في مناطق المملكة.
بعد سنين جابت ست بنات و كانت فرحانه هي و زوجها فيهم و قنوعة و لا تتمنى اكثر حتى  و لما قررت خلاص توقف انجاب و تربيهم و تركز عليهم .. حملت بهتان بالغلط ، كانوا الأهل من الجهتين يبون ولد و كل ما حملت يتمنون يطلع ولد بس استسلموا بعد الست مرات ذي و هي قررت ان لمى بتكون الاخيرة بس ما حسبت حساب انها تحمل و هذي المرة يطلع الي ببطنها ولد.
من لما كانت حامل في شهورها الاخيرة كانو يقولون لها الي ببطنك بنت و انفجعت بهتان لما ولدته.
طبعا فرحة اجداده ما تنوصف من زمان ينتظرون هالحفيد يجي و من جا وهو ماخذ قلوبهم، ابو زوجها ما رضى لها تتنفس عند امها الي ساكنة بالقصيم ما يبي يبعد هالحفيد عن عينه لذا قال لها تجي عنده و ام زوجها الي هي زوجة عمها نفستها.
..
في هذي الفترة كان هزاع مطرود من البيت و ما تلقّاه الا جدّه، مب حبًا فيه بس ما يبي الناس تدري عن فعايل ولده المهبول لذا حاول يحتوي الي صار قد ما يقدر و قال لهزاع ما يتكلم عند احد ان ابوه ما يبيه في بيته.
طبعا ام هزاع مستضعفة من ناحية و من ناحية ثانية اصلا ما تحس بالامومة تجاه هالولد، جابته و هي صغيرة و من كرهها لابوه صارت تكرهه و لا تقدر تطل بوجهه حتى.. عاش طول حياته على يد جدته و الخدم.
هزاع لما نقل لبيت جده شاف تعامل من جده ازفت من الزفت نفسه و الاستحقار الي عاش فيه ذيك الفترة مستحيل ينمحي من ذاكرته.
حس بانه غير مرغوب فيه و ايامه كانت جحيم هناك، كانو ياكلون الوجبة ما ينادونه و ينتهي به الحال يدور بالمطبخ عن بقاياهم، من ضمن الاشياء الي كانو يسوونها انهم كانو مخلينه ينام بغرفة كانت للسواق بس انقلوا السواق لشقة و خلوها له، و كان دايم يتسائل ليش يكرهونه الين ما كبر و عرف انه بسبب ابوه الي اصلا مب على وفاق مع جده و بسبب ان امه من عيلة مو من مستواهم و لا يناسبونهم..
كانت الغرفة الي ينام فيها هزاع منفصلة تماما عن البيت الي عبارة عن فلّه و فيه غرف كثير بس مستقصر يفضي وحدة لهزاع ، حركة جده كانت قذرة يبي يبين له انه غير مرحب به في البيت و لولا كلام الناس و اهتمامه بصورته الاجتماعية كان تركه بالشارع.

بِلا عُنْوانْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن