عِناق

3.4K 73 40
                                    

الجمعة - 7:12AM
رفع راسه وهو للحين منسدح منزعج من جواله الي قاعد يرن بدون توقف صار له نص ساعة، غمض عيونه بارتياح لما سكت و قبل يرجع يحط راسه على المخدة رجع يرن من جديد و رفس البطانية بعصبية قبل يقوم يشوف جواله المشبوك بالشاحن بعيد عن السرير..
رفع الجوال لاذنه بعد ما شاف انه رقم غريب و نطق بعصبية : خير وش هالإزعاج من صباح الله خير

سكت شوي متفاجئ من نبرة صوته و الهواش .. شكله مو مسجل رقمه ، اكيد انه مو مسجل رقمه وش عرفه برقمه : انا البراء

عقد حواجبه يفكر و نطق بعدم اهتمام : طيب؟ وش تبيني اسوي لك يعني

زفر بعصبية من الاسلوب الزفت : ابوي قال ان امك ارسلت لك تجهز الاغراض للنقل من امس .. انا مع شركة النقل برا

ناظر بالفراغ لمدة ثانيتين بعدين صفق نفسه بيده و تنهد لما تذكر .. رجع سأل بفضاضة و هو يحرك الستارة بيشوف اذا صدق واقفين برا : وش دخلك انت جاي معهم

سكت شوي يحاول يهدي نفسه لا يلعن خير هالبزر لأن اخر شي يحتاجه الحين انه ينطرد من الشركة ؛ خصوصاً ان ابوه صاير يمنّ عليه القرش : مب حباً فيك ابوي ارسلني معهم

سكت هو برضو و سكر بوجهه قبل لا يروح لدورة المياه علطول يغسل وجهه و بعدها فتح وحدة من الشنط الي جمع فيهم ملابسه ياخذ له هودي و لبسه على سرواله الي من امس لابسه تحت الثوب .. ما بدل لأن كل ملابسه و اغراضه ملمومة بشنط و كراتين و عجزان يرجع يفتحهم.
كان جو البيت كئيب بالنسبة لاحمد الي تعود على حسّ امه و ابوه في البيت طول الوقت.. كل البيت كان فاضي و كله كراتين جاهزة للنقل و الأنوار كانت طافية مافي الا نور الفجر الخفيف طالع من النوافذ القليلة المفتوحة و لأن كان ينزل مطر خفيف ما كان فيه ضوء شمس كافي ينور المكان.
رجع ناظر من نافذة غرفته و شافه صدق واقف بالبرد و قاعد يفرك يدينه يحاول يدفيها و العمال معه ينتظرون داخل الشاحنة ، كان لابس جاكيت اديداس ازرق و بنطلون قطني رهيف و واضح من تعابيره انه منزعج بس مايدري اذا من البرد و الا لأن ابوه اكيد غصبه يجي معهم .. بس صدق لو هو بمكانه بيعصب ، مين بعقله يرسل شركة نقل من سبع الصبح!!
مريض ذا الي صار زوج امه ، عارف من زمان بس شيقول غير الشكوى لله.
..
فتح الباب و هو يحك خلف رقبته للحين مو مركز يحس نفسه بحلم و راسه مصدع ما اخذ كفايته من النوم ، امس هو الي وصلهم للمطار عشان يبي يودع امه و مثل ماتوقع دموعها ما وقفت الين مشوا و جلس معهم حتى وقت الاقلاع تقريبا رغم ثقل دم صالح الي يحاول يلطف الجو معه .. عشان كذا تأخر و ما نام الا بعد صلاة الفجر.

البراء دخل اخر واحد بعد العمال و وقف قدامه يناظر قبل يرفع يده يرجع بها شعره المبلول لورا و هو ينطق بتكلّف : السلام عليكم

بِلا عُنْوانْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن