_16_

1.9K 189 127
                                    

_الفصل السادس عشر _

◼◼◼

_لماذا انتِ متجهمة هكذا؟

مايدي كانت تصنع قميص صوفي جديد بينما تجلس بجانبي على الأريكة، و قد لاحظت مزاجي الكئيب اليوم، لم استطع ان ابتهج رغم انني حاولت ان انسى الرفض القاسي الذي تلقيته، ذلك الوغد يتسكع في المقصورة بعد ان أضرم النار لأحاسيسي ثم شاهدها تحترق.

لكن النار لن تشتعل للأبد، أليس كذلك؟

سيأتي وقت ستنتهي فيها و لن يبقى سوى الرماد، ما يعني انني سأتخلص من هذا الإفتتان، و سأعود إلى ما كنت عليه.

'جيجي التي تكره الرجال و تستعملهم فقط لمصالحها الشخصية'.

تأخرت في الرد على مايدي، مما جعلها تتوقف عما تفعله و تدير وجهها نحوي، أعينها عاينت جسدي الذي ألقيته بإهمال فوق الأريكة، شعري مشعث مثل الأشباح التي تظهر في أفلام الرعب، و عيناي تحملان تحتهما هالات سوداء بسبب قلة النوم.

_لما تجلسين هكذا يا فتاة؟.. عدلي نفسك.

ضربتني على فخذي بخفة فأطعتها، لأنني لا اريد إثارة غضب زعيمة المنزل، لأنها حين تغضب تصبح مخيفة.

_لن أسألكِ مجدداً عزيزتي، لذا اخبريني.

صوتها الحنون و البريئ كان عكس وجهها الذي يبدو مخيفا، فقد أعطتني نظرة مرعبة جداً، فابتسمت لها بزيف و اجبتها

_لا شيء مهم فعلا، انا فقط اشعر بالفراغ و الملل، و أتساءل ماذا سيحدث بعد ان تنتهي مدة بقائي هنا.

كذبت بشكل بارع، نبرة صوتي كانت ملائمة حتى ملامح وجهي التي عدلتها لتناسب الكلام الذي قلته، و قد صدقتني فوراً.

لقد اعتدت على الكذب، اختلاق القصص و الأعذار المقنعة، لقد تعلمت كل هذا حين كنت في ثانوية جيس الداخلية. كل هذا ساعدني في النجاة و العيش هناك.

ابتسمت لي بلطف فتغيرت ملامحها المرعبة إلى اخرى حنونة، و اكملت عملها بينما تحدثني

_لا تقلقي عزيزتي، لم يتبقى سوى شهرين و بضعة ايام، و لن تكوني مضطرة للبقاء هنا إذا اردت الرحيل، و جايدن سيحرص على سلامتك حتى يحين موعد الفراق، بالرغم من انني لا اريد ان نفترق، لأنني احبك و اشعر و كأنك ابنتي الصغيرة.... سأكون صريحة معك
.. انا لا اريد ان ترحلي مطلقاً، فقد دخلت على قلبي و اعتدت وجودك معنا، و رحيلك سيترك فراغا كبيرا في هذا المنزل و في قلبي.

𝑻𝒉𝒆 𝑨𝒅𝒅𝒊𝒄𝒕𝒆𝒅 🂱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن