𝑻𝒉𝒆 𝑨𝒅𝒅𝒊𝒄𝒕𝒆𝒅 🂱

_23_

الفصلُ الثالث و العشرون.

°°°°

الإبتعاد عن الحياة الإجتماعية هي من إختصاص الغراب. شخصيته الإنطوائية تبقيه بعيداً عن الناس خاصة الذين يملكون طاقة لا متناهية، أي الإجتماعيون الذين يحبون الإختلاط.

من أكثر الأشياء التي يكرهها هي الضوضاء، الحفلات و الذين يثرثرون باستمرار،و عندما يتم إجبارهُ على فعل شيء لا يرغب به.

معظم الناس يرونه غريباً، السبب الرئيسي يعود إلى الأقراط الكثيرة التي يرتديها، فتعطي الناس إنطباعا سيئا عنه. البعض يخالهُ سفاحا. لكنهم ليسوا مخطئين فعلاً، لأنه سفاح بشكل ما.

وقاحتهُ و برودتهُ تبعدُ الناس عنه. و ذلك يصبُ في صالحه. لهذا يستمر في طرد الناس عنه و معاملتهم بقسوة حتى يتركوه و شأنه.

لهذا كاد يفقدُ عقله حين إقتربت منهُ جايلا بابتسامه واسعة على وجهه. و حين رآها، عرف مباشرة أنه بعد قليل، سوف يعاني من صداع قوي في الرأس. كلما نظر إليها تذكر الألوان الفاقعة، المهرجون و حدائق الألعاب، أفلام الكوميديا و الأزهار.

كلُ ما يكرهه.

لهذا. دائماً ما يحرص على البقاء بعيداً عنها.

لكن اليوم، ليس يوم حظه. لأنها قررت أن يكون ضحيتها.

لعن تحت أنفاسه و رمقها بنظرة قاتلة. لكنها لم تتراجع. جلست بجانبه فاتبعها بأعينه الصقرية المنزعجة.

بعد أن أراحت نفسها نظرت إليه، ثم رفعت حاجبيها و قالت له بكل هدوء.

_انت تنظر إلى و كأنك تريد ضربي؟ هل تريد ضربي أيها الغراب الصغير؟

رفض أن يرُد عليها، و ذكر نفسهُ أنها مراهقة تافهة تحاول إثارة غضبه فقط، تماما مثل الأطفال. صعُب عليه تجاهلُها، فهو يدركُ أنها فتاة ذكية و ليست عادية.

هي تريد منه شيء ما.

هذا ما إستنتجه.

_ألن تقول شيئاً؟..

إستمر في تجاهلها، بصرهُ مصوبٌ نحو غارام الذي ما يزال يعمل على حاسوبه بينما البقية حوله يساعدونه على استخراج المعلومات.

_ما رأيك بتبادل المعلومات؟

حين سمع كلامها، إلتفت برأسه لينظر إليها. شعر ببعض الفضول، لكنه استمر في الإعتقاد أنها تتلاعب به فقط من أجل الإستمتاع. هزت حاجبيها صعودا و نزولا، فالتفت حتى يتجاهلها مجدداً.