𝑻𝒉𝒆 𝑨𝒅𝒅𝒊𝒄𝒕𝒆𝒅 🂱

_25_

الفصل الخامس و العشرون.

°°°°

غارام كان يعمل باجتهاد على حاسوبه من أجل العثور على مكان جايلا. حوله مونستر ، والدها، و بي بي. جايدن   وقف في الخلف، و اعتنق الصمت و راقبهم من بعيد بعيون باردة . لقد لاحظوا تصرفاته الغريبة لاحظوا كيف صار هادئ و غير متحيز.

أصابع غارام بدأت تتحرك بسرعة على لوحة المفاتيح و تعابير وجهه بدأت في التغير إلى تعابير متحمسة و سعيدة، لا يفصل بينه و بين إيجاده مكان جايلا إلا القليل، و بعد مرور بضع دقائق رفع ذراعيه في السماء و أطلق صرخة إنتصار.

مونستر إندهش من براعة غارام، لم يستغرق الكثير من الوقت في إيجاد مكانها بالرغم من قلة الأدلة. و أدرك ان هذا الشاب في مستوى آخر كليا. لم يشعر بالغيرة او الحسد و بدل ذلك، شعر بالإلهام و الحماس و الرغبة في السعي إلى تطوير قدراته أكثر حتى يصل إلى مستوى غارام. تحديقه صار مطول جدا و قد لاحظ ذلك شخص من بين الأشخاص الذين يعملون هناك، و بدوره تنقل ببصره بين مونستر و غارام، بدى له و كأن مونستر واقع في الحب. بينما في الحقيقة كل ما يكنه للفتى مجرد إعجاب بقدراته و مهاراته العجيبة، و مونستر أصبح يعتبره قدوة له.

إقترب جايدن من غارام و ألقى نظرة على البيانات الظاهرة على شاشة الكمبيوتر، قام بقرائتها ثم طلب منه بجدية :

_قم بإرسال المعلومات إلي، سأذهب لاسترجاعها.

ابتعد عن الكمبيوتر و غارام بصدد الذهاب للتجهز فتبعه بيلي ، لكن جايدن توقف و ألتفت إليه ثم أخبره موجها كلامه لمعلمه، و تلاميذه الذين بدورهم تبعوه.

_سأذهب لوحدي.

بيلي فور أن سمع كلامه رفض الفكرة كليا. ليس لأنه لا يثق في قدرات تلميذه بل لأسباب أخرى، و حين لاحظ الهدوء الذي ساد عليه، و هالته التي تعبر عن البركان الذي يغلي في داخله، قرر ألا يدعه يذهب لوحده. جايدن قد إكتشف شيء ما، إكتشف ما كان هو خائف أن يكتشفه تلميذه.

نظر بيلي إلى بقية تلاميذه الذين كانوا على أهبة الإستعداد، و فكر أنه من الأفضل إبقائهم خارج الموضوع طالما هم جاهلون عن الحقيقة. و لا يدري إن كان بإمكانه إبقائهم في الظلام كثيراً، لأنهم أذكياء و لن يطول الأمر حتى يلاحظوا الثقب الصغير في القارب.

جايدن نظر في عيون بيلي ببرود، و أدرك أن معلمه يعرف أنه إكتشف الحقيقة، لكنه لن يخبر أحد و سيبقى ذلك بينه و بين معلمه ريثما يكتشف كل شيء بالكامل; الدوافع و الظروف.

_سأذهب معك.

أخبر بيلي جايدن ، فاكتفى هذا الأخير بالإيماء له دون كلام زائد، و حين إلتفت بيلي إلى تلاميذه و هز رأسه مشيراً إلى رفضه لإنظمامهم، إحترموا رغبته و رغبة جايدن و تراجعوا إلى الوراء.