"مِنكَ أَستَمدُ حُبي، و مِني مَلَأتَ فَرَاغَ قَلبِكَ"
جيجي ليست فتاة عادية، خلف ملامحها البريئة و شخصيتها المرحة تقبع أسرار كافحت حتى تدفنها، لكن جايدن يجيد حفر الأسرار، و بعد لقائهما ،سرعان ما بدأت أسرارها في الصعود من القاع إلى السطح.
جايدن
جا...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🥀
مرت مدة منذ أن فرقت جفناي عن بعضهما البعض، لكني لم ارد مغادرة السرير، بل تولد فيني خمول و كسل شديدين و أحببت البقاء تحت الأفرشة الدافئة لبعض الوقت.
كأن السرير يرفض إطلاقي و عنده جاذبية خاصة اثقلت جسدي و ابقتني فيه، فقمت بإسدال جفناي مجددا لكنني لم أعد إلى النوم و بدل ذلك رُحت اتذكر الماضي.
فكرت في والدي، في اللحظات التي عشناها سويا، كم كنا قريبين، صداقتنا كانت قوية و رائعة، كنا نتصرف كالأطفال فيما بيننا أثناء الطبخ، و حين نقوم بالأعمال المنزلية معا.
كل هذه الذكريات الجميلة جعلتني أشعر بالحنين إلى الماضي و شوقي لأبي تأجج في داخلي مثل نيران البركان، حتى شعرت بحرقة في الجهة اليسرى من صدري.
وضعت يدي على ذلك المكان و هاجمتني موجة من الحزن، لكنني لم ابكِ، لأنني بكيت كثيرا حتى نفذ مخزوني من الدموع و قررت أن اتوقف عن البكاء و النهوض.
أبي كان شخصاً مبهما، و حين يتحدث لا يقول كل شيء بوضوح، كان مليئا بالأسرار و كل ما ينطقه ثغره يكون مزينا بالغموض و الرموز و ذلك جعلني اهتم لكل الأمور التي يفعلها.
كان يراقب تصرفاتي بدقة، يقرأ أفكاري بعناية و دائما ما كان جيدا في كشف كل اموري و ما يجول في خاطري دون أن انبس ببنت شفة، و فوق كل هذا مدحني على ذكائي و أخبرني أني أملك شخصية مميزة.
حين اعتبرت نفسي فتاة غريبة الأطوار و لا اشبه الفتيات من عمري، هو اعتبر هدوئي و انعزالي عن الناس نضوج و دليل على الذكاء.
و قد أخبرني بأنني يوما ما، سوف أصبح مميزة و سأحقق أحلامي، لكنني لم اتخيل يوما ان احققها و هو غير موجود حتى يشاهدني أحقق نجاحا تلو الآخر.
كل هذه الأحلام التي أريدها ليس لها معنى او نكهة في غيابه، لأنني لن املك من أبهر و أُسعد بها.
و في داخلي أشعر بالغضب و بعض من الكراهية ، هذه الكراهية لا تظهر فعلا إذ انها تشبه فتيل الشمعة، ضوئها ضئيل لكنني خائفة.... خائفة من أن يتحول هذا الفتيل إلى نار متأججة، و ينمو الحقد في داخلي، و كل ما ادركه هو أن هذا الأمل الذي اتمسك به هو ما يمنعني من كره أبي.