_6_

3.2K 294 142
                                    


_استمتعوا بالقراءة 💞 _

_استمتعوا بالقراءة 💞 _

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🥀

مرت مدة منذ أن فرقت جفناي عن بعضهما البعض، لكني لم ارد مغادرة السرير، بل تولد فيني خمول و كسل شديدين و أحببت البقاء تحت الأفرشة الدافئة لبعض الوقت.

كأن السرير يرفض إطلاقي و عنده جاذبية خاصة اثقلت جسدي و ابقتني فيه، فقمت بإسدال جفناي مجددا لكنني لم أعد إلى النوم و بدل ذلك رُحت اتذكر الماضي.

فكرت في والدي، في اللحظات التي عشناها سويا، كم كنا قريبين، صداقتنا كانت قوية و رائعة، كنا نتصرف كالأطفال فيما بيننا أثناء الطبخ، و حين نقوم بالأعمال المنزلية معا.

كل هذه الذكريات الجميلة جعلتني أشعر بالحنين إلى الماضي و شوقي لأبي تأجج في داخلي مثل نيران البركان، حتى شعرت بحرقة في الجهة اليسرى من صدري.

وضعت يدي على ذلك المكان و هاجمتني موجة من الحزن، لكنني لم ابكِ، لأنني بكيت كثيرا حتى نفذ مخزوني من الدموع و قررت أن اتوقف عن البكاء و النهوض.

أبي كان شخصاً مبهما، و حين يتحدث لا يقول كل شيء بوضوح، كان مليئا بالأسرار و كل ما ينطقه ثغره يكون مزينا بالغموض و الرموز
و ذلك جعلني اهتم لكل الأمور التي يفعلها.

كان يراقب تصرفاتي بدقة، يقرأ أفكاري بعناية و دائما ما كان جيدا في كشف كل اموري و ما يجول في خاطري دون أن انبس ببنت شفة، و فوق كل هذا مدحني على ذكائي و أخبرني أني أملك شخصية مميزة.

حين اعتبرت نفسي فتاة غريبة الأطوار و لا اشبه الفتيات من عمري، هو اعتبر هدوئي و انعزالي عن الناس نضوج و دليل على الذكاء.

و قد أخبرني بأنني يوما ما، سوف أصبح مميزة و سأحقق أحلامي، لكنني لم اتخيل يوما ان احققها و هو غير موجود حتى يشاهدني أحقق نجاحا تلو الآخر.

كل هذه الأحلام التي أريدها ليس لها معنى او نكهة في غيابه، لأنني لن املك من أبهر و أُسعد بها.

و في داخلي أشعر بالغضب و بعض من الكراهية ، هذه الكراهية لا تظهر فعلا إذ انها تشبه فتيل الشمعة، ضوئها ضئيل لكنني خائفة.... خائفة من أن يتحول هذا الفتيل إلى نار متأججة، و ينمو الحقد في داخلي، و كل ما ادركه هو أن هذا الأمل الذي اتمسك به هو ما يمنعني من كره أبي.

𝑻𝒉𝒆 𝑨𝒅𝒅𝒊𝒄𝒕𝒆𝒅 🂱حيث تعيش القصص. اكتشف الآن